النظام الأسترالي.. شبح يهدد هجرة العرب والمسلمين إلى بريطانيا

Britain's Prime Minister Boris Johnson meets European Commission President Ursula von der Leyen (not pictured) in London, Britain, January 8, 2020. REUTERS/Henry Nicholls
جونسون أشاد في أكثر من مناسبة بالنظام الأسترالي للهجرة (رويترز)

لندن-الجزيرة نت

إذا كنت من الذين ينتظرون فرصة مواتية للهجرة إلى المملكة المتحدة، فعليك الانتباه لما ينوي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إقراره من تغيير في سياسات الهجرة نحو بلاده.

جونسون بات قريبا من تحقيق وعد قطعه عام 2016 ثم عاد وأكد عليه خلال انتخابات نهاية العام الماضي، وهو اعتماد النظام الأسترالي في الهجرة الذي يقوم على نظام النقاط ويخضع لمجموعة من المعايير.

وقبل نهاية العام الماضي، خلق جونسون حالة من الجدل عندما أعلن أن بلاده يجب تكون أكثر انفتاحا على هجرة أصحاب المهارات العالية، مما سيضمن السيطرة على عدد المهاجرين من غير أصحاب المهارات، متوعدا بمزيد من الصرامة مع "أولئك الذين يسيئون استخدام ضيافتنا. دول مثل أستراليا لديها أنظمة رائعة وعلينا أن نتعلم منها".

ومما يزيد من شكوك الراغبين في الهجرة نحو بريطانيا، أن جونسون لم يعلن حتى الآن عن تفاصيل سياسته الجديدة، في حين تشير توقعات إلى أن النظام الجديد يمكن أن يدخل حيز التنفيذ عام 2021 رغم الصعوبات التي قد تواجهه.

وطمأن رئيس الوزراء البريطاني المواطنين الأوروبيين المقيمين في المملكة المتحدة، والمتخوفين من تضرر وضعياتهم في حال تفعيل النظام الجديد الخاص باستقطاب الكفاءات، مؤكدا أن حقوق 3.2 ملايين مواطن أوروبي لن تتضرر، ولن يكون أي تأثير على حياتهم في البلاد.

ويصنف النظام الأسترالي المهاجرين حسب الكفاءة العلمية والبلد الذي قدموا منه وإتقان اللغة الإنجليزية، وغيرها من المعايير التي قد تحد من عدد المهاجرين القادمين من الدول العربية والمسلمة.

ولم تقدم الحكومة حاليا على أي خطوة في تغيير سياسات الهجرة، لكنه يبقى مطروحا في برنامجها السياسي، مع الكثير من التخبط في التعامل معه، لدرجة أن هيئة معايير الإعلان التابعة لمنصة تويتر وصفت التوجيهات التي أذاعتها وزارة الداخلية البريطانية بشأن مخطط التعامل مع المواطنين الأوروبيين بعد البريكست بأنها "غير دقيقة".

ويترقب المهاجرون من أصول عربية ومسلمة كل تغيير قد يطرأ في نظام الهجرة، ومنهم اللاجئون أو أصحاب المهن الحرة التي تحتاج لكفاءة متوسطة، كما أن هناك تساؤلات عن تأثير هذه السياسة على الراغبين في القدوم من دول عربية ومسلمة لاسيما تلك التي تشهد اضطرابات وصراعات مسلحة.

وتشير التقديرات الرسمية البريطانية إلى أن البلاد استقبلت نحو 258 ألف مهاجر عام 2018، وهو الرقم الذي يعد جونسون بتقليصه دون الإفصاح عن حيثيات خطته.


رب ضارة نافعة
لا يستبعد أستاذ القانون في جامعة لندن الدكتور مازن الرمضاني أن يمضي جونسون قدما في رغبته في تغيير نظام الهجرة ببلاده، معتبرا أن هناك إمكانية كبيرة لتطبيق النظام الأسترالي، لكن الأمر قد يحتاج لبعض الوقت بالنظر للتعقيدات القانونية وضرورة مروره في البرلمان بغرفتيه، وكل هذه الإجراءات تتطلب وقتا رغم ما يحظى به رئيس الوزراء من أغلبية مريحة.

ويقلل الرمضاني من حجم الضرر الذي قد يلحق بالمهاجرين العرب القادمين إلى بريطانيا بغرض العمل، "فهؤلاء تطبق عليهم بريطانيا نظاما قريبا من النظام الأسترالي وتطبق معهم نظاما صارما قبل منحهم تأشيرة العمل على أراضيها".

في المقابل، سيكون التأثير المباشر على المواطنين الأوروبيين المقيمين الذين سيبعثر خروج المملكة المتحدة من التكتل الأوروبي كل أوراقهم، ففي السابق كان الأمر سهلا بالنسبة لهم حيث يصلون إلى بريطانيا ويحصلون على رقم تأمين وطني ويباشرون العمل، أما الآن فالأمر سيتطلب تأشيرة وإجراءات معقدة، ولن يكون في وسع جميع المواطنين الأوروبيين استيفاء الشروط المطلوبة خصوصا فيما يتعلق بالكفاءة.

ويتوقع الخبير القانوني أن تصبح بريطانيا "بلدا غير محبذ بالنسبة للمهاجرين الأوروبيين خصوصا أصحاب الكفاءات الذين قد يجدون في ألمانيا مثلا شروطا أفضل"، وفي هذه النقطة بالتحديد ستكون بريطانيا محتاجة للوصول إلى كفاءات من دول أخرى "وهنا قد يستفيد المهاجرون العرب والمسلمون من أصحاب الكفاءات لملء الفراغ الذي قد يتركه المواطنون الأوروبيون".

دوافع اقتصادية
من جهته، يرى رئيس منتدى التفكير العربي في لندن محمد أمين أن جونسون معجب جدا بنظام الهجرة الأسترالي القائم على النقاط، ويرى أنه الحل الأمثل لتقليل عدد المهاجرين.

وعبّر أمين عن اعتقاده بأن جونسون لا يريد إغلاق الباب أمام المهاجرين، لكنه يريد أن يبقيه مفتوحا فقط أمام أصحاب الكفاءات والخبرات، الذين يشكلون رافدا للاقتصاد البريطاني وليس عبئا عليه.

واستدل أمين بما كتبه جونسون على تويتر خلال حملته الانتخابية الأخيرة بأنه يريد أن يشجع المهاجرين ذوي المهارات العالية في بريطانيا، وفي الوقت نفسه يسعى للسيطرة على الحدود حتى يتمكن من التخطيط ودفع تكاليف الخدمات العامة.

المصدر : الجزيرة