واشنطن بوست تتذكر خاشقجي بـ15 مقالا: غيبوا صوتا فتعالت من بعده أصوات

صحيفة تركية تكشف عن تفاصيل مرعبة لجريمة قتل خاشقجي
أصدقاء خاشقجي والمهتمون بقضيته يكتبون مقالات في الذكرى الأولى لمقتله (الجزيرة)
أردوغان أكد أنه لا يزال يبحث عن إجابة لثلاثة أسئلة حاسمة(الأناضول)
أردوغان أكد أنه لا يزال يبحث عن إجابة لثلاثة أسئلة حاسمة(الأناضول)

أردوغان: تركيا ستواصل جهودها لتسليط الضوء على مقتل خاشقجي
وهذا الإصرار هو نفسه الذي عبر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقاله في هذه الذكرى، إذ أكد أن تركيا ستستمر في جهودها الرامية إلى تسليط الضوء على جريمة مقتل خاشقجي، مشيرا إلى أن بلاده لا تستهدف في ذلك حليفتها وصديقتها السعودية ولا ملكها سلمان بن عبد العزيز، وإنما البلطجية الذين قتلوا خاشقجي.

وأورد في هذا الإطار مثلا تركيا مفاده أن الصديق الحق هو من يواجه صديقة بالحقائق مهما كانت مرة، مؤكدا أن تركيا ستظل تبحث عن إجابة عن الأسئلة التالية: أين جثة خاشقجي؟ من وقع مذكرة إعدام هذا الصحفي السعودي؟ ومن الذي أرسل القتلة الـ15 على متن الطائرتين إلى إسطنبول؟

وختم أردوغان مقاله بالتأكيد على أن "من مصلحتنا ومصلحة الإنسانية أن نضمن عدم ارتكاب مثل هذه الجريمة في أي مكان مرة أخرى"، لافتا إلى أن أفضل وسيلة لتحقيق ذلك هي عبر مكافحة الإفلات من العقاب.

خديجة جنكيز: بحثي عن العدالة لجمال مستمر ولم يفت الأوان 
والإفلات من العقاب هو الذي تصر كذلك خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز على أنها لن تقبله، وتؤكد في مقال لها بمناسبة الذكرى الأولى لمقتل خطيبها أن بحثها عن العدالة مستمر.

وتقول إنها جابت العالم بحثا عن الحقيقة وطلبا للعدالة، ورغم ذلك لم تتخذ حتى الآن أي خطوة مادية واحدة لمعاقبة الجناة الحقيقيين، هذا على الرغم من أن وسائل الإعلام الدولية واصلت لفت الانتباه إلى الوحشية التي قتل بها خاشقجي.

وشددت على أن السعودية تحاول حصر المسؤولية عن مقتل خاشقجي في المنفذين وحجب المسؤولين الحقيقيين عن هذه الجريمة، أي أولئك الذين خططوا لها وأمروا بتنفيذها.

وعبرت جنكيز عن إحباطها مما اتخذته الإدارة الأميركية من خطوات لدفع السعودية لتحقيق العدالة في قضية خاشقجي، منددة بتغليب مصالح جماعات الضغط الخاصة بصناعة الأسلحة والطاقة والنفط على إنفاذ العدالة.

لكن على الرغم من استمرار الجمود فإن خديجة تقول إن الوقت لم يفت، وإنها ستظل تأمل أن تقف الولايات المتحدة إلى جانب الحق والعدل، و"حتى ذلك الحين سوف أستمر في البحث عن العدالة لخاشقجي، وآمل أن تؤازرني كل شعوب ودول العالم في ذلك"، على حد تعبيرها.

محمد سلطان: أفكار خاشقجي مستمرة ولم تمت
أما الناشط المصري الأميركي محمد سلطان فاستذكر بهذه المناسبة الأليمة كيف كان خاشقجي سندا شخصيا له، وكيف ساعده في تلمس طريقه وهو يدلي بدلوه في أول مشاركة له في نقاش بأحد المركز البحثية وكذلك في أول لقاءاته التلفزيونية، وكيف شجعه -فضلا عن ذلك- على مسامحة خاله الذي كان عميدا في الشرطة المصرية التي فضت بعنف تجمعا كان ضمنه فأصابته قبل أن تعتقله.

وأكد أنه كان محظوظا جدا لأنه استفاد من صداقة خاشقجي وتوجيهاته في عامه الأخير الذي عاش فيه بالقرب من العاصمة الأميركية واشنطن.

وأبرز سلطان أن خاشقجي مثّل بالنسبة للمجتمعات العربية المعارضة في المنفى وفي المنطقة عنصرا مكملا كان مفقودا منذ فشل الربيع العربي.

وقال إن خاشقجي لم يقتل فقط بسبب أفكاره التي لم تكن تروق للمستبدين وإنما أيضا بسبب شخصيته، إذ كان لطيفا للغاية ميالا للحرية ولديه قدرة كبيرة على تحفيز الآخرين، ولئن كان قد مات فإن أفكاره مستمرة لم تمت، وفقا لسلطان.

كارين عطية: دعوا العالم يسمع آخر كلمات خاشقجي باللغة العربية
بدورها، دعت الكاتبة بالصحيفة ومحررة مقالات الرأي بالصحيفة كارين عطية إلى تمكين الناس من سماع آخر ما قاله خاشقجي من كلام وهو يحاجج قاتليه بلكنته السعودية، مؤكدة أن جمال الذي كانت تناقشه بشأن مقالاته كان حريصا كل الحرص على أن يسمع السعوديون ويقرؤوا ما يكتب ومن بعدهم كل القراء في العالم العربي.

ولفتت في هذا الإطار إلى ما جاء في صحيفة "صباح" التركية قبل فترة حين كشفت أن آخر ما قاله خاشقجي لقاتليه هو "لا تكمموا فمي، أنا مصاب بالربو، لا تفعلوا، ستخنقونني".

واعتبرت عطية أن على السلطات التركية أن تنشر الشريط المسموع لهذا الحوار "فحتى وهو يموت فإن جمال يستحق أن يسمع، وأصدقاؤه وأفراد أسرته ومواطنوه يحق لهم أن يجدوا فرصة لمعرفة الحقيقة" على حد تعبيرها.

ونددت عطية بتعاطي الإدارة الأميركية مع المواد الصوتية لعملية اغتيال خاشقجي، إذ رفض ترامب وكبار مسؤوليه الاستماع إليها بحجة أنها باللغة العربية.

لكنها أوردت في هذا الإطار كلاما للأستاذ في جامعة كولومبيا حميد دباشي تساءل فيه: "كيف يكون صراخ الشخص باللغة العربية؟" ليجيب بأن كلمات خاشقجي الأخيرة لم تكن بالعربية وإنما كانت صراخا مدويا للشعوب العربية والإسلامية وهي تتعرض للإهانة والإذلال على يد طغاة دأبوا على إذاقتها مر العذاب.

فلو كان خاشقجي حيا لسره سماع أصوات العرب وهم يحتجون في شوارع السودان وفي الفترة الأخيرة في شوارع مصر، فأصوات هؤلاء صيحات أمل ومقاومة تدل على أن سلطة الشعب ما زالت لها فرصة لأن تجد طريقا للممارسة، على حد تعبيرها.

هلا الدوسري: السلطات حولت السعودية إلى بلد هش وفاقد للتوازن
واختارت الناشطة السعودية هلا الدوسري العنوان التالي "السلطة الملكية حولت الدولة إلى بلد هش وفاقد للتوازن" للتعليق على الذكرى الأولى لمقتل خاشقجي، قائلة إنها لم تكن دائما متفقة مع آرائه، لكن ثمة نقطة واحدة لا يختلفان بشأنها هي أن السلطة المطلقة تشكل دائما خطرا داهما، خاصة في حالة المملكة العربية السعودية.

وأضافت أنها اتفقت مع خاشقجي على أن غياب الضوابط والموازين في المملكة العربية السعودية يمثل مشكلة حقيقية تفاقمت بسبب الظروف الحالية التي أصبح فيها بن سلمان يسيطر على موارد البلد وعلى قراره السياسي في آن واحد معا، حيث تتجه الأمور نحو مزيد من القمع وتستمر تدخلاته المدمرة في الخارج دون اعتراض من أي كان.

كرمان حثت على أن تكون العدالة شاملة حتى يدخل فيها اليمن (غيتي)
كرمان حثت على أن تكون العدالة شاملة حتى يدخل فيها اليمن (غيتي)

توكل كرمان: ما نحتاجه هو عدالة لليمن وعدالة لخاشقجي
هذه التدخلات الخارجية المدمرة هي التي نددت بها الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، إذ تقول في مقال لها بمناسبة الذكرى الأولى المقتل خاشقجي إن ما فعلته السعودية من إرسالها فريقا يقطع أوصال خاشقجي هو نفسه الذي تقوم بها تجاه اليمن، إذ أرسلت قواتها مع قوات حليفها الإمارات لتدمير وتقطيع أوصاله.

وقالت إن العالم صدم بما فعلته السعودية بخاشقجي، في حين لم يفاجئ ذلك أهل اليمن الذين يتعرضون لجرائم سعودية لا تقل فظاعة وتهورا.

ولفتت إلى أن جريمة قتل خاشقجي المأساوية ساهمت في قيام صحوة عالمية ضد الانتهاكات السعودية في المنطقة وتوسيع نطاق الحركة المناهضة للحرب في اليمن وخارجه.

وختمت كرمان مقالها بالتأكيد على أن فظائع السعودية في الشرق الأوسط لا تعد ولا تحصى، مؤكدة أن العدالة الحقيقية هي التي لا تستثني أيا من ضحايا هذا البلد بل تشمل الجميع.

المصدر : واشنطن بوست