شاهد.. مرتزقة مع حفتر في معركة طرابلس، كيف سترد حكومة الوفاق؟

محمود محمد-طرابلس

أعاد إعلان قوات حكومة الوفاق الوطني الأربعاء عثورَها على وثائق وصور لمرتزقة من شركات أمنية روسية، الحديثَ مجددا استعانة اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالمرتزقة في حربه على طرابلس.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مستندات ووثائق وخططا عسكرية مكتوبة باللغة الروسية بخط اليد، إضافة إلى ظهور صور شخصية وهواتف نقالة وبطاقات ائتمان لمرتزقة من شركة "فاغنر" الأمنية الروسية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها معلومات عن استخدام حفتر مرتزقة روسا من هذه الشركة، حيث انتشرت عام 2017 صور لمرتزقة روس استعان بهم حرب حفتر في حربه على مدينة بنغازي شرقي ليبيا.

وتؤكد تقارير أن مرتزقة روسا يقاتلون في صفوف قوات حفتر، إضافة إلى جنود فرنسيين تم رصدهم في ليبيا منذ هجوم حفتر على طرابلس باعتراف وزارة الجيوش الفرنسية، إضافة إلى تأكيد قوات حكومة الوفاق وجود جنود إماراتيين في غرف عمليات حفتر الميدانية قُتل ستة منهم في قصف جوي سابق لقاعدة الجفرة العسكرية وسط ليبيا.

انتقال بين المحاور
وأكد آمر غرفة العمليات الميدانية اللواء أحمد أبو شحمة أن الوثائق والمستندات الشخصية تثبت وجود عدد من المرتزقة الروس الذين يقاتلون في صفوف قوات حفتر وينتقلون من محور إلى آخر جنوب طرابلس.

وأوضح أبو شحمة للجزيرة نت أن عدد المرتزقة الروس قد يصل إلى 100 عنصر من شركة "فاغنر" وقد جاؤوا إلى ليبيا بأسلحة قنص روسية الصنع. وتابع "منذ فترة ونحن نرصد وجود جنود من دول مختلفة ومرتزقة أجانب في صفوف مليشيات حفتر، من روسيا ومن أفريقيا".

وأكد استعداد الجيش الليبي والقوة المساندة بقوات حكومة الوفاق للتصدي لقوات حفتر، مشيرا إلى "أن المرتزقة الذي جلبهم حفتر بالمال لن يبقوا بعد فشله العسكري الذريع في دخول العاصمة طرابلس".

خسارة الانتماء
واعتبر عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر أن "استعانة حفتر بالمرتزقة -سواء من شركات أمنية روسية أو من الجنجويد أو من المعارضة التشادية- دليل قاطع على أنه فقد ما يدعي أنه جيش وطني، وخسر الانتماء إلى ليبيا لأنه يشتري بالمال من يقاتل أبناء البلاد".

وحمّل الشاطر في حديثه للجزيرة نت "الحكومة الروسية المسؤولة المباشرة عن عمليات قتل الليبيين"، مطالبا المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق تقديم شكوى رسمية لموسكو وتقديم ملفات قضائية لملاحقة هذه الشركات الأمنية في مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية.

سد العجز
بدوره أكد الخبير العسكري عادل عبد الكافي أن حفتر اضطر لجلب مرتزقة جنجويد وتشاديين وروس وإماراتيين لسد العجز في صفوف قواته وهروب عدد من قياداته مثل عبد السلام الحاسي".

ويضيف عبد الكافي للجزيرة نت أن "المرتزقة الروس شاركوا في حرب سوريا، والآن موّلت الإمارات عملية انضمام عناصر من شركة فاغنر الروسية إلى قوات حفتر لدعمه عسكريا جنوب طرابلس".

واعتبر أن "الاستعانة بالمرتزقة الروس ستجعل ليبيا ساحة أوسع للنهب، حيث عملت هذه الشركات الأمنية الروسية في سوريا وساهمت في عمليات غير قانونية بينها الاتجار بالبشر وبيع النفط بأسعار منخفضة وعمليات تجسس".

ويختتم عبد الكافي بأن القدرات القتالية والإمكانيات العسكرية للجيش الليبي والقوة المساندة بحكومة الوفاق أفضل، حيث استطاع سلاح الجو الليبي تحطيم إستراتيجية غرف العمليات الأجنبية التي كان حفتر يراهن عليها وعلى داعميه.

تعاون مستمر
بدوره أكد الكاتب الصحفي عبد الله الكبير أن التقارير الصحفية تشير منذ عامين إلى استعانة حفتر بمرتزقة من روسيا وبلدان الاتحاد السوفياتي سابقا يعملون في شركة "فاغنر" الروسية.

وأضاف الكبير أن "المعلومات تشير إلى أن المرتزقة الروس كان يقتصر وجودهم في السابق على الحقول والموانئ النفطية في مناطق نفوذ حفتر، لكن الأخير زج بهم في العمليات العسكرية لتعويض النقص الحاد في صفوف مقاتليه في معركة طرابلس"، مشيرا إلى أن قبائل ليبية "تراجعت عن دعم حفتر بعد علمهم باستجلابه مرتزقة لقتل أبناء الشعب الليبي".

واعتبر أن "أوروبا قلقة من الوجود الروسي في ليبيا، وتخشى تطور وامتداد الصراع الليبي وزيادة معدلات الهجرة، وتدفق عناصر إرهابية إلى الجنوب الليبي".

المصدر : الجزيرة