الجيش الأميركي يواجه صعوبات في تطهير صفوفه من القوميين المتطرفين

HIDALGO, TX - NOVEMBER 02: U.S. Army soldiers install concertina wire at the international bridge with Mexico on November 2, 2018 in Hidalgo, Texas. U.S. President Donald Trump ordered the troops to the border to bolster security at points where an immigrant caravan may attempt to cross in upcoming weeks. John Moore/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
تواجد قوميين متطرفين في الجيش الأميركي يثير مخاوف البنتاغون (الفرنسية)

ألقى التوقيف الأخير لجندي أميركي قومي متطرف أراد تنفيذ هجمات في الولايات المتحدة بهدف نشر "الفوضى"؛ الضوء على الصعوبات التي يواجهها الجيش الأميركي في تطهير صفوفه من المتطرفين الخطيرين. 

وأُوقف جاريت سميث (24 عاما) العسكري في القوات البرية المتمركز في فورت رايلي في كانساس، بعدما شرح بالتفصيل لعنصر في مكتب التحقيق الفدرالي الطريقة التي تصنع بها قنبلة من مواد يمكن العثور عليها في المتاجر.

وأدين السبت الماضي أمام محكمة في كانساس "بنشر معلومات متعلقة بمتفجرات أو أسلحة دمار شامل".

وسلطت الأضواء على الروابط بين اليمين المتطرف والعسكريين منذ ثمانينيات القرن العشرين، حينما تحول العسكري الذي قاتل في فيتنام لويس بيم إلى قائد لمنظمة للنازيين الجدد، تدعو إلى إسقاط الحكومة الأميركية واستبدالها "بأمة آرية".

ومؤخرا، أُوقف عنصر في خفر السواحل الأميركي كان معجبا بسفاح النرويج أنديرس بريفيك، في فبراير/شباط، قرب واشنطن، بعدما تحدث عن خططه لاستهداف شخصيات سياسية ديمقراطية وإعلاميين.

ويُقدِّم كريستوفر بول هاسون -العنصري الأبيض (49 عاما)- نفسه على أنه "رجل أفعال"، ومؤيد "للعنف الهادف الموجه إلى تأسيس وطن أبيض".

وفي مايو/أيار، أقرت القوات البرية التحقيق بشأن كوروين كارفر (22 عاما)، وهو ممرض في الجيش في قاعدة فورت بليس في تكساس، ويشتبه في أنه ينتمي لمجموعة النازيين الجدد "آتوم وافن ديفيجن".

ويؤكد البنتاغون أن مشاركة عسكرييه في أنشطة متطرفة "أمر لم يتم التساهل معه أبدا قط" من قبل الجيش الأميركي.

وأكدت المتحدثة باسم البنتاغون جيسيكا ماكسويل لوكالة الصحافة الفرنسية أن وزارة الدفاع "تستخدم نهجا متعدد الأوجه لمعرفة ما يمكن عن المجندين المحتملين.. للتأكد من أنهم يستحقون شرف الخدمة في الجيش".

وأضافت "نملك وسائل عديدة للاختيار تسمح لنا بالكشف عمّن لا يشاركوننا قيمنا".

‪احتجاج ضد العنصرية قبالة برج ترامب في نيويورك‬ (رويترز)
‪احتجاج ضد العنصرية قبالة برج ترامب في نيويورك‬ (رويترز)
جهود مبذولة
لكن في حالة جاريت سميث، أظهر التحقيق أنه دخل الجيش بعد عام من مبادلات قام بها على فيسبوك مع كريغ لانغ، وهو متطرف معروف لدى قوات الأمن الأميركية لقتاله في أوكرانيا إلى جانب المجموعات العسكرية القومية المتطرفة "القطاع الأيمن".

وقال سميث في حديث مع لانغ في يونيو/حزيران 2016 -حسب مضمون دعوى مكتب التحقيقات الفدرالي- "ليست لدي خبرة عسكرية، لكن إذا لم أتمكن من إيجاد مكان لي في أوكرانيا بحلول أكتوبر/تشرين الأول، فسوف ألتحق بالجيش".

وبعد عام، انضم سميث إلى صفوف القوات البرية في قاعدة فورت بينينغ في جورجيا، من دون أن ينجح المسؤولون عن قبول المجندين في كشف الخطر الذي يمثله.

ويرى مدير مركز الدراسات حول التطرف في جامعة سان بيرناندينو في كاليفورنيا براين ليفين أن حالة جاريت سميث مثيرة للاهتمام؛ إذ تظهر جهدا مستحدثا عند بعض الجماعات العنصرية البيضاء التي ترغب في "التركيز على العسكريين لأن لديهم مؤهلات شديدة الأهمية".

ويؤكد هذا الخبير أن "البنتاغون يقوم بجهود صادقة" في هذا الصدد، وأضاف أن "العسكريين يدركون المشكلة تمامًا، ومن المؤكد أنهم يعملون على حلها".

وتابع "ما يجب فعله الآن هو إيجاد سبل جديدة لمعالجة" المسألة.

ورغم أن الجيش الأميركي يعدّ من أكثر المؤسسات تنوعا في الولايات المتحدة، فإنه لا يزال أرضا خصبة للحركات اليمينية المتطرفة.

وحسب استطلاع أجري في أكتوبر/تشرين الأول 2018 من قبل صحيفة "ميليتاري تايمز"، شارك فيه 829 عسكريا في الخدمة، قال 22% من المشاركين في الاستطلاع إنهم لاحظوا وجود مؤشرات عصبية للبيض أو عنصرية في القوات المسلحة خلال العام الفائت.

المصدر : الفرنسية