محمود السيسي.. هذا ما نعرفه عن نجل الرئيس المصري

السيسي في صلاة العيد مع نجليه في يوليو تموز 2015
محمود السيسي (الأول من اليمين) الابن الأكبر للرئيس المصري (مواقع التواصل)

محمود صديق-القاهرة

أتت السقطة المهنية التي وقع فيها المذيع المقرب من السلطة عمرو أديب -مساء الأحد- بإعلانه استضافة محمود السيسي لأول مرة، قبل أن يتبين أن الأمر مجرد تشابه في الأسماء؛ بما لا تشتهي سفنه ولا سفن النظام الذي يحاول التغطية على أزمته الحالية، بعد نجاح مصريين في كسر حاجز الخوف والنزول في تظاهرات 20 سبتمبر/أيلول.

المثير أن معسكر السلطة تحدث عما حدث على اعتبار أنه فخ تم نصبه لقنوات الإخوان في إشارة إلى الإعلام المعارض للسيسي، رغم أن حقيقة الأمر أن من وقع في الفخ هي صفحة تابعة أو قريبة من السلطة، حيث سارعت إلى بث أخبار تحتفي بما وصفته الظهور الأول لنجل الرئيس عبر وسائل الإعلام، قبل أن يتضح أن الأمر إما خدعة سخيفة أو خطأ جسيم.

وفي كل الأحوال فقد كانت النتيجة التي ربما لم يقصدها عمرو أديب ومن وراءه، أن الحديث عن نجل الرئيس والدور الذي يلعبه في إدارة البلاد وهل يعني ذلك أنه يفكر في توريثه الحكم، انتقل من أروقة السياسة وقنوات المعارضة إلى رجل الشارع البسيط الذي بدأ يطرح الأسئلة ويضع علامات التعجب. 

فمن محمود عبد الفتاح السيسي؟ وكيف وصل إلى منصب نائب رئيس المخابرات؟ وما دوره في الحياة السياسة؟ 

محمود هو الابن الأكبر لعبد الفتاح السيسي، تخرج في الكلية الحربية، وتزوج من نهى التهامي ابنة رئيس شركة بيبسي مصر سابقا، وقد سمع المصريون اسمه أول مرة من والده وهو يتحدث عن أسرته في لقاء تلفزيوني أثناء ترشحه للرئاسة عام 2014.

بالنسبة لعموم المصريين، كانت المرة الأولى التي يشاهدون فيها محمود السيسي هي أثناء حفل تنصيب والده رئيسا أواسط عام 2014، حيث ظهر جالسا خلف والدته انتصار وأخويه مصطفى وحسن وزوجتيهما.

وبعد ذلك تغير الحال كثيرا بالنسبة للسيسي الابن، حيث قفز من رتبة رائد إلى رتبة عميد (ثلاث رتب خلال 4 سنوات)، لتتم ترقيته إلى منصب رئيس المكتب الفني لرئيس جهاز المخابرات، ثم إلى وكيل الجهاز، ليصبح -بحسب اعتقاد الكثيرين- الرجل الثاني بعد اللواء عباس كامل الذي يعد من أقرب المقربين للسيسي الأب، حيث كان مديرا لمكتبه قبل أن يقفز بشكل مفاجئ هو الآخر إلى منصب رئيس المخابرات. 

كان محمود السيسي السبب الرئيسي في الإطاحة برئيس جهاز المخابرات السابق خالد فوزي، بعد أن قدم لوالده تقريرا زعم فيه وجود خطة محكمة يعمل عليها فوزي للوصول إلى رئاسة مصر؛ حسبما ذكر الكاتب الصحفي أحمد عابدين. 

جاء أول ذكر لتدخل الابن الأكبر لرئيس الجمهورية في الحياة السياسية تلميحا من أحد مسؤولي حملة السيسي لانتخابات الرئاسة 2014، والذي أشار إليه بوصفه شابا مهما في المخابرات، وأكد أنه كان أحد أربعة أشخاص أداروا غرفة عمليات الانتخابات "البرلمانية" عام 2015 من داخل مبنى المخابرات العامة، لصناعة قائمة "في حب مصر" التي نجحت في الهيمنة على البرلمان. 

قاد السيسي الابن اجتماعات يومية لتنسيق خطة تعديل الدستور وضمان بقاء والده في الحكم إلى عام 2034، بالإضافة إلى تعديلات أخرى تمنح الرئيس صلاحيات أوسع، حسبما نقلت نيويورك تايمز عن موقع مدى مصر، وهو واحد من المواقع التي تحجبها السلطات المصرية في البلاد.

وقال مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة نيويورك تايمز إن نجل السيسي زار واشنطن مرة واحدة على الأقل إبان إدارة باراك أوباما، برفقة مدير المخابرات العامة وقتها خالد فوزي، للتباحث مع الإدارة في الشأن المصري والعلاقات بين البلدين.


مقتل ريجيني
وكشف الموقع الحقوقي "ريجينيلكس" (المنصة التي أنشأتها صحيفة إسبريسو الإيطالية لتسليط الضوء على مقتل الباحث جوليو ريجيني بالقاهرة)، عن دور المخابرات المصرية ومحمود نجل السيسي في قضية مقتل الباحث الإيطالي.

ومنذ أيام اتهم الناشط السياسي المصري وائل غنيم -الذي يقيم في الولايات المتحدة- نجل الرئيس بالوقوف وراء خطف أخيه حازم، بعد مداهمة قوات أمنية منزل أسرة وائل بالقاهرة، ومصادرة جوازات سفرها، إثر نشر وائل فيديوهات يهاجم فيها السيسي.

اتهامات خطيرة
وَجّه الناشط والمثقف السيناوي مسعد أبو فجر -الذي كان أحد أعضاء لجنة الخمسين لإعداد دستور 2014- أخطر اتهامات يمكن أن توجه لابن الرئيس، حيث كشف عمليات تهريب للسلاح والمخدرات مستمرة من قطاع غزة الفلسطيني وإليه لحساب محمود السيسي ومجموعة من أعوانه.

كما أضاف أبو فجر أن الإرهاب في سيناء مسؤول عنه السيسي ونجله منذ ما قبل ثورة 25 يناير، وأن لواء تابعا لنجل السيسي هو الذي كلف تابعين له بالهجوم على معسكر الأمن المركزي في منطقة الأحراش شمال رفح.

وأكد أبو فجر أن كل العمليات على المعابر والأنفاق وتفجير خطوط الغاز ومقتل آلاف من الجنود المصريين، كان بمعرفة السيسي ونجله محمود؛ من أجل الوصول إلى حكم مصر أولا ثم تثبيت حكمهم بالحصول على رضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على حد قوله. 

ويبقى أخيرا، أن الرئيس الأسبق حسني مبارك رحل عندما كثر الكلام عن ابنيه علاء وجمال خاصة الأخير وما قيل عن طموحاته السياسية، فهل يكون تصاعد دور محمود نجل السيسي خصوصا في مجال المخابرات عامل دعم له أم وبالا عليه؟
المصدر : الجزيرة