طالبوا بولاة مدنيين.. مظاهرات الخبز تتصاعد في نيالا غربي السودان

صورة القضارف لاحتجاجات طالبت بإقالة الوالي الخميس الماضي ـ سوشال ميديا
المحتجون طالبوا بإقالة الوالي الخميس الماضي (مواقع تواصل)

أحمد فضل-الخرطوم

دعت احتجاجات شارك فيها الآلاف من طلاب المدارس والمواطنين في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور إلى إقالة الحاكم العسكري، وسط تزايد مطالب قوى الحرية والتغيير بالمسارعة في تعيين حكام مدنيين للولايات.

وتظاهر آلاف الطلاب والطالبات لليوم الثالث أمام مقر حكومة الولاية في نيالا يوم الاثنين، احتجاجا على استخدام الأجهزة الأمنية العنف المفرط مع مظاهرات خرجت بسبب عدم توفر الخبز ومضاعفة سعره.

وأعلن مجلس السيادة في تعميم نقل جلسته الراتبة (الدورية) الخميس القادم إلى نيالا، بينما يصل وزيرا الداخلية والحكم الاتحادي إلى المدينة يوم الاثنين لاحتواء الموقف.

ومثّل الخبز الشرارة التي بسببها اندلعت احتجاجات عطبرة في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، وأدت لاحقا للإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير في 11 أبريل/نيسان الماضي.

أزمة الخبز
وتوجّه المحتجون إلى مقر الحكومة ومركز الشرطة الرئيس وسط نيالا التي تبعد نحو 900 كلم غربي العاصمة الخرطوم، ورددوا شعارات تطالب بإعفاء الوالي اللواء هاشم خالد احتجاجا على تعامل السلطات الأمنية مع محتجين على شح الخبز في اليومين الماضيين.

‪من الاحتجاجات في نيالا اليوم الاثنين‬  (مواقع التواصل)
‪من الاحتجاجات في نيالا اليوم الاثنين‬  (مواقع التواصل)

ولم تفلح قرارات أصدرها الحاكم العسكري مساء الأحد بإقالة المدرين التنفيذيين لمحليات الولاية وتعيين مدرين جدد في إثناء لجان المقاومة بنيالا عن الدعوة لمليونية، هدفها المطالبة بإقالة الوالي بعد مواجهات بين الشرطة وطلاب المدارس أسفرت عن مصابين وسط الطلاب.

وبحسب تصريح مصدر في لجان المقاومة بنيالا للجزيرة نت، فإن قوى الحرية والتغيير ترى أن الوالي فشل اقتصاديا في توفير الخبز وفشل أمنيا بعد أحداث الانفلات الأمني في بلدة "قريضة".

وكان تجمع المهنيين السودانيين أشار أمس إلى أن المحتجين في نيالا طالبوا بعدم تلاعب الأجهزة الأمنية بتوزيع الدقيق والوقود في المدينة.

تضامن الولايات
وتضامن محتجون في الخرطوم وولاية كسلا في شرق السودان وكوستي بولاية النيل الأبيض، مع طلاب المدارس في نيالا، بتسيير مواكب (مظاهرات) وتنظيم وقفات احتجاجية.

وقال تحالف قوى الحرية والتغيير إنه لا بد من مناقشة عاجلة مع رئيس الوزراء لتعيين حكام مدنيين في الولايات الـ18 بشكل سريع.

وأبلغ المتحدث باسم التحالف وجدي صالح الجزيرة نت أن قوى إعلان الحرية والتغيير ستناقش الأمر مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بعد عودته من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وأضاف "لا بد من تعيين حكام قادرين على تنفيذ برنامج الثورة. المعلوم أن كل الولاة من العسكريين تم تعيينهم قبل تعيين رئيس الوزراء.. أعتقد أنها مهمة عاجلة لحمدوك حتى يحس السودانيون بحدوث التغيير".

وحذر تجمع المهنيين في وقت سابق من مغبة تأخير تعيين الولاة المدنيين الذين يمثلون الثورة وتطلعاتها.

‪آلاف الطلاب والطالبات تظاهروا لليوم الثالث في نيالا‬ (مواقع التواصل)
‪آلاف الطلاب والطالبات تظاهروا لليوم الثالث في نيالا‬ (مواقع التواصل)

اتفاق جوبا
واعتبر وجدي صالح أن إرجاء تعيين ولاة الولايات ثلاثة أشهر في اتفاق المبادئ الموقع أخيرا في جوبا بين الحكومة والحركات المسلحة، مخالف للوثيقة الدستورية.

وشدد على أن إرجاء تعيين حكام الولايات يحتاج إلى مراجعة بشكل هادئ يوازن بين تحقيق أهداف الثورة وإحلال السلام، باعتبارها قضايا مترابطة وتحتاج حوارا أعمق في هذه الفترة الحساسة.

وغرّد رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر دقير أمس على حسابه في تويتر قائلا "العنف المفرط في مواجهة تلاميذ المدارس المحتجين سلميا على شُحِّ الخبز وغلائه، استدعاء بائس لسلوك النظام المباد الاستبدادي".

وأضاف الدقير "الإدانة ليست كافية، بل الإقالة الفورية للوالي ومحاسبة الذين لم يفهموا بعد أن عهد الاستبداد والقمع قد ولّى".

وتظاهر الخميس الماضي المئات في مدينة القضارف (410 كلم جنوب شرق الخرطوم)، مطالبين بإقالة الوالي، ومثل ذلك حدث في ذات اليوم في عدة مدن بولاية جنوب كردفان.

المصدر : الجزيرة