5 أسباب.. لماذا لن تؤدي الهجمات على منشآت النفط السعودية إلى حرب مع إيران؟

كومبو يجمع بين ترمب وآية الله خامنئي
ترامب وخامنئي استبعدا نشوب حرب بين بلديهما (الجزيرة)

نشرت مجلة ناشونال إنترست الأميركية مقالا بعنوان "خمسة أسباب لماذا لن تؤدي الهجمات على منشآت النفط السعودية إلى حرب مع إيران"، ويرى كاتبا المقال ديفد أليسون وستيفن هيرزوغ أن الحسابات الخطأ غير مرجحة عندما يأتي الصراع المفتوح بتكاليف باهظة لواشنطن وطهران، وهي تكاليف لا تستطيع القيادتان ولا شعباهما القبول بها.

وذكر الكاتبان أسبابا خمسة لاستبعاد نشوب الحرب وهي:

الأول: الأميركيون لا يريدون حربا مع إيران

فبالرغم من أربعة عقود من العلاقات المتوترة والشعار الشعبي "الموت لأميركا" في إيران، فإن الشعب الأميركي ببساطة لا يريد محاربتها، كما أظهرت بيانات استطلاعات الرأي الأسبوعية في يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2019 التي تقيس استعداد الأميركيين لتأييد عمل عسكري ضد إيران.

فقد كشفت البيانات أن غالبية قوية من الديمقراطيين (68%) والمستقلين (81%) والجمهوريين (81%) ستدعم قرارا رئاسيا بعدم اتخاذ إجراء تصعيدي. وكان هناك أيضا دعم مشترك لفرض عقوبات إضافية (52 و61 و89% على التوالي)، لكن تأييد الخيارات العسكرية كان أقل بكثير.

وأشار المقال إلى أن توقيت هذه الاستطلاعات كان حاسما لأنه في الفترة التي اتهم فيها المسؤولون الأميركيون إيران مرارا وتكرارا بارتكاب أعمال عدائية، ظلت المواقف مستقرة في مختلف الأطياف السياسية.

الثاني: ترامب يفضل التفاوض على الصراع مع إيران

رغم كل ثرثرته فقد أعرب الرئيس دونالد ترامب مرارا وتكرارا عن تفضيله مواصلة المفاوضات بدلا من الأعمال العسكرية. وقد أثبت شهرته في التهديد باستخدام القوة ثم التراجع بسرعة عن خطاب التشدد. وقد تمسك ترامب بهذا المنطق حتى بعد ظهور أدلة على أن الأقمار الاصطناعية الأميركية رصدت تجهيزات إيرانية لضربات أرامكو.

الثالث: "الشيطان الإنسي" ترك المبنى

حتى الأسبوع الماضي كان جون بولتون -الذي وصفه وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس بأنه كان "الشيطان الإنسي"- مستشار الأمن القومي لترامب وقد أضعفت إقالته بشكل كبير نفوذ ما يطلق عليه "الفريق باء" المكون من بولتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. وهذه الإقالة ارتبطت مباشرة باختلاف حول سياسة إيران، ويوحي رحيله بأن حمائم إيران يهيمنون الآن على تفكير البيت الأبيض.

الرابع: الجيش الأميركي معارض لمحاربة إيران

فقد عبر الجنرال مارك ميلي في يوليو/تموز عن شكوكه لمجلس الشيوخ حول احتمال نشوب حرب كبرى مع إيران. وقد أدلى بهذه الملاحظات خلال جلسات استماع لتعيينه رئيسا لهيئة الأركان المشتركة. وأوضح خلالها أن الجيش يركز على إستراتيجية المنافسة بين القوى العظمى وأن الصراع مع دولة متمردة مثل إيران سيعطل هذه الخطط، ولا تزال وجهات النظر هذه هي السائدة في البنتاغون.

الخامس: إيران لا تريد في الحقيقة حربا مع الولايات المتحدة

فقد صرح المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي علنا بأن إيران لا تسعى إلى شن حرب مع الولايات المتحدة. والمسؤولون الإيرانيون يعلمون أنه على الرغم من أن أميركا قد لا تتمكن من الفوز بشكل قاطع، فإن إيران ستتحمل معظم الخسائر البشرية حيث لا يزال شبح الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980-1988 يلوح في أذهان الشعب الإيراني الذي عانى مقتل نحو مليون شخص في النزاع أو 2% من سكانه في ذلك الوقت، مما أثر على جيل كامل.

وخلاصة القول -كما انتهى تقرير المجلة- هو أنه في حين أن الباحثين وصناع السياسات كثيرا ما يعبرون عن قلقهم إزاء خطر حرب عرضية، فإن تجنب تصعيد غير مقصود يبدو ممكنا جدا في هذه الحال، ولأن الولايات المتحدة وإيران ملتزمتان بتجنب الحرب فإن أي إجراءات أخرى ستشمل أنشطة سرية وعميلة أو ضربات مقيدة بعناية.

المصدر : ناشونال إنترست