غارديان: مصرفيون ينهبون 66 مليار دولار من أموال دول أوروبية

The German share price index DAX graph is pictured at the stock exchange in Frankfurt, Germany, August 5, 2019. REUTERS/Staff
إحدى الأسواق المالية في فرانكفورت بألمانيا (رويترز)

كشفت صحيفة غارديان البريطانية أن مجموعة من تجار الأسهم وكبار المحامين ونوابغ في الرياضيات في قلب لندن تمكنت بأساليب احتيال من سحب ما لا يقل عن 60 مليار يورو (66.2 مليار دولار) من خزائن العديد من دول الاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة إن عملية الاحتيال التي يُطلق عليها اسم فضيحة “cum-ex”، لم تلق الاهتمام الكافي في بريطانيا، عندما أميط اللثام عنها أول مرة عام 2017، في خضم السجالات المحمومة حول خروج البلاد المرتقب من الاتحاد الأوروبي "البريكست".

غير أن تداعيات الفضيحة لا تزال ماثلة في القارة الأوروبية، حتى أن صحيفة "لوموند" الفرنسية وصفتها بـ"سرقة القرن".

‪سوق مالية في لندن‬ (رويترز)
‪سوق مالية في لندن‬ (رويترز)

بنوك استثمار
وأفادت صحيفة غارديان في تقريرها أن مواطنا ألمانيا، من بين أول من كشفوا عن الفضيحة، قال إنه يرحب الآن بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أمل أن يُضعف ذلك من نفوذ بنوك الاستثمار اللندنية على المؤسسات المالية الأوروبية.

ويوم الأربعاء الماضي، مثل مصرفي استثمار سابق بريطاني الجنسية، يُدعى مارتن شيلدز، أمام محكمة إقليمية في مدينة بون الألمانية حيث كشف عن تفاصيل لأول مرة عن مخطط الاحتيال باعتباره أحد من شاركوا في إعداده.

وقدم شيلدز، الذي يعتبر أحد مصرفيين يحاكمون في 34 عملية احتيال ضريبي خطيرة بين عامي 2006 و2011، واصفا أوضاع النظام المصرفي في لندن الذي استقطب النوابغ من العلماء من أفضل الجامعات البريطانية واستغلهم في تعزيز الأرباح دون أن يطلعهم على التبعات الأخلاقية والقانونية التي قد تترتب على أفعالهم.

وأبلغ شيلدز المحكمة أن بيئة العمل السائدة في ذلك الوقت دفعت المصارف إلى التركيز على جني الأرباح إلى أقصى حد ممكن، مضيفا أن إحدى الأدوات لتحقيق ذلك تمثلت في التهرب من دفع الضرائب بقدر الإمكان والاستفادة من أي فرص متاحة.

وتابع قائلا "لم يكن ذلك نهجا سريا اتبعه القلة، بل كنت أراه تطلعا مكشوفا لمعظم البنوك الكبيرة وعملائها".

احتيال ضريبي
واستخدم شيلدز برنامج باور بوينت أثناء الإدلاء بشهادته أمام المحكمة عبر نظام “cum-ex ecosystem”، وهو مخطط معقد للاحتيال الضريبي ساعد هو في ابتكاره وإدارته، ويقول الادعاء العام إنه كلف الدولة الألمانية 450 مليون يورو (496.5 مليون دولار).

ورغم أن شيلدز لم يرد مباشرة على التهم الموجهة إليه بممارسة احتيال ضريبي خطير، فإنه قال -بعد فوات الأوان- إنه بدأ يشعر بالندم على تصميمه لتلك المخططات التي نهبت مبالغ كان من الممكن استغلالها في تشييد طرق ومستشفيات أو دور حضانة.

وتقدر الخسائر المتكبدة في ألمانيا بنحو 31.8 مليار يورو (35 مليار دولار)، وفي فرنسا 17 مليار يورو على الأقل (18.6 مليار دولار)، وفي إيطاليا 4.5 مليارات يورو (4.9 مليارات دولار)، وفي الدانمارك 1.7 مليار يورو (1.9 مليار دولار تقريبا)، وفي بلجيكا 201 مليون يورو (حوالي 222 مليون دولار).

المصدر : الجزيرة + غارديان