هل تحتاج مصر حقا لقصور السيسي الرئاسية الجديدة؟

صورة السيسي بمصر.. شرائط محمد علي تهدمها والفنانون يلمعونها
غضب المصريين من القصور الرئاسية الجديدة دفع السيسي للرد علنا بأنه يشيدها من أجل الدولة الجديدة (الجزيرة)

باسم مجدي-القاهرة

جدل كبير أثاره اعتراف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتشييد العديد من القصور الرئاسية الجديدة، مؤكدا أنه يبنيها لصالح الدولة المصرية الجديدة، فهل مصر -القديمة أو الجديدة- بحاجة إلى المزيد من القصور الرئاسية؟

المثير للدهشة أن أحدا من رؤساء مصر السابقين لم يكن مولعا بتشييد القصور الرئاسية، حيث اكتفي محمد نجيب والسادات باتخاذ قصر عابدين مقرا رسميا، في حين حكم جمال عبد الناصر من قصر القبة، أما مبارك ومحمد مرسي فقد اتخذا من قصر الاتحادية أو العروبة مقرا للحكم.

والسيسي يستقبل كبار ضيوفه في قصر الاتحادية، ويعتبره مقرا للحكم والاستقبالات الرسمية، كما تحول قصر القبة لمقر استضافة كبار الضيوف وإقاماتهم، في حين تقام الحفلات الرسمية في قصر عابدين.

عشرات القصور
تمتلك الحكومة المصرية نحو ثلاثين قصرا واستراحة تابعة لرئاسة الجمهورية، أشهرها عابدين والعروبة وحدائق القبة والطاهرة في القاهرة وحدها، ورأس التين والمنتزه في الإسكندرية، بالإضافة إلى ثلاثة قصور واستراحات في الإسماعيلية، واستراحات أخرى في القناطر الخيرية وأسوان.

ولفتت تقارير صحفية بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 إلى أن هذا الكم الهائل من القصور التى لا تقدر بثمن "فيه إهدار صارخ للمال العام"، مشيرة إلى أن مبارك أقام في قصر واحد هو قصر العروبة، وترك الباقي "تقطنه الخفافيش والفئران".

وقدرت وسائل إعلام محلية قيمة قصر عابدين في ثمانينيات القرن الماضي بنحو 120 مليون جنيه، وأن قيمته تتجاوز حاليا المليارات، وطالب سياسيون وحقوقيون بأن تخضع قصور الرئاسة للمساءلة، حيث إنها لا تخضع لرقابة البرلمان أو الجهاز المركزي للمحاسبات.

وفقا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات، تملك مصر ثمانية قصور رئاسية، تم تشييد أغلبها في عهد الخديوي إسماعيل بن محمد علي باشا.

أشهر هذه القصور هو قصر القبة، الذي بناه الخديوي إسماعيل، وتصل مساحته لنحو ثمانين فدانا، تحيط به حديقة تصل مساحتها لنحو 125 فدانا، وتحول لأحد القصور الرئاسية عقب ثورة يوليو/تموز 1952.

بينما كان قصر الاتحادية (العروبة) القصر الرسمي للرئيس مبارك، ومن بعده مرسي والسيسي، وأنشأته شركة فرنسية كفندق تحت اسم جراند أوتيل عام 1910، وتم تأثيث حجرات المبنى بأثاث فاخر، على غرار أثاث ملكي فرنسا لويس 14 ولويس 15 .

وتضم القاعة المركزية الكبرى للقصر ثريات ضخمة من الكريستال، ويبلغ ارتفاع قبة القصر 55 مترا، بينما تصل مساحة القاعة الرئيسية لنحو 590 مترا.

قصر عابدين
أما قصر عابدين، الذي يقع وسط القاهرة، فهو أحد أصغر القصور الرئاسية وأهمها تاريخيا، حيث حكم منه ستة ملوك من أسرة محمد علي باشا، بالإضافة إلى الرئيسين محمد نجيب وأنور السادات.

قصر عابدين أنشأه الخديوي إسماعيل، حيث قام بشراء بيت الضابط التركي عابدين بك، وضم إليه مئات الأفدنة ليكون مقر حكم أسرة محمد علي باشا، وبلغت التكلفة حينها أكثر من 565 ألف جنيه، بينما تكلف الأثاث مليوني جنيه، ويضم القصر خمسمئة غرفة، أهمها غرفة الملك فاروق وقاعة العرش وحجرة البلياردو.

ويضم القصر أيضا ثلاثة متاحف، هي متحف قصر عابدين الحربي، ومتحف هدايا الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ومتحف الفضيات، ويضم هدايا أسرة محمد علي باشا.  

قصر الطاهرة
أما قصر الطاهرة، بالقرب من قصر الاتحادية، فيضم معظم دوائر مؤسسة الرئاسة، واشتراه الملك فاروق باسم الملكة فريدة عام 1941، بمبلغ أربعين ألف جنيه، وضم له الفيلا المجاورة والأراضي المجاورة، واتخذه الرئيس السادات مقرا لعمليات حرب أكتوبر 1973.

وأقامت بنات الملك فاروق دعوى قضائية عام 1996 لاسترداد القصر، مدعين أنه كان ملكا لوالدتهم الملكة فريدة، لكن المحكمة حكمت ضدهن.

رأس التين والمنتزه
أقدم تلك القصور هو قصر رأس التين في الإسكندرية، الذي يطل على شاطئ البحر المتوسط، وشيده محمد علي باشا، وظل مقرا صيفيا لأسرته الملكية، حتى شهد خلع الملك فاروق، ورحل منه على متن يخته الملكي المحروسة عقب أحداث 23 يوليو/تموز 1952.

أما قصر المنتزه فقد بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892 في الإسكندرية أيضا، وتحيطه حدائق المنتزه الشهيرة، ويتكون من مبنيين: أولهما الحرملك، والثاني السلاملك المخصص لاستقبال الضيوف والاجتماعات.

ووجه الممثل والمقاول محمد علي اتهامات للسيسي بالفساد وإهدار المال العام على بناء قصور جديدة، وكشف عن أن زوجته السيدة انتصار أهدرت ملايين الجنيهات على تعديلات طلبتها بشكل شخصي، وهو ما أثار غضب المصريين ودفع السيسي للرد بأنه يبني تلك القصور من أجل الدولة الجديدة التي يشيدها.

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي