الجواب بملفات الشرطة.. لماذا يعرض نتنياهو تقاسم السلطة؟

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu attends the weekly cabinet meeting in Jerusalem July 14, 2019. REUTERS/Ronen Zvulun
رئيس الوزراء الإسرائيلي خضع للتحقيق في قضايا فساد (رويترز)

بعد فشله في تحقيق نصر انتخابي واضح مرتين في غضون ستة أشهر، يبدو أن بنيامين نتنياهو يعتقد الآن أنه لم يعد بوسعه البقاء في السلطة إلا بتقاسمها.

وعقب انتخابات الثلاثاء غير الحاسمة، عرض نتنياهو أمس الخميس تشكيل حكومة وحدة وطنية على منافسه الرئيسي بيني غانتس، الجنرال السابق الذي برز هذا العام بوصفه وجها جديدا ليتحدى نتنياهو.

ونتنياهو هو أطول رؤساء وزراء إسرائيل حكما. وفي السنوات العشر الماضية هيمن على السياسة الإسرائيلية بمفرده ودون منافس فعليا.

ولمح الخميس إلى رغبته في اتفاق على تدوير رئاسة الوزراء مع غانتس، مستشهدا باتفاق في الثمانينيات بين رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز، اليساري، وإسحق شامير سلف نتنياهو في حزب الليكود. وتناوب الاثنان على رئاسة الوزراء في الفترة بين 1984 و1988.

لكن حزب غانتس رفض العرض، وجدّد تعهده الانتخابي بعدم الدخول في تحالف مع رئيس الوزراء الذي يواجه اتهامات بالفساد.

ولكن لماذا يصر نتنياهو على البقاء في السلطة ولو كلفه ذلك تقاسمها مع خصومه السياسيين؟

بعد أن أجرت الشرطة تحقيقا خلال مدة طويلة، أعلن النائب العام الإسرائيلي عزمه توجيه اتهامات لنتنياهو في ثلاث قضايا فساد.

ومن المنتظر أن يقرر ما إذا كان سيوجه الاتهامات رسميا بحلول نهاية 2019. ولكن هناك جلسة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل قبل المحاكمة، ويمكن لنتنياهو خلالها أن يعارض الاتهامات.

وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات، ويقول إنه ضحية حملة ملاحقة. وفي وقت سابق أشار حلفاؤه إلى استعدادهم لتقديم دعم له لمنحه حصانة برلمانية. لكن من المرجح أن يسبب ذلك السيناريو استنكارا شعبيا، ويبدو حاليا أنه بات بعيدا.

ومن شأن تقاسم السلطة أن يتيح لنتنياهو الحصول على ولاية خامسة ليضمن بقاءه السياسي، كما يسمح له بالقول إن لديه تفويضا عاما للتصدي لتهم جنائية ربما تُوجه له قريبا.
 
وإذا ظل نتنياهو رئيسا للوزراء أو تناوب على المنصب، فإن القانون لا يتحتم عليه التنحي حتى إذا وُجّه الاتهام إليه رسميا.

ولكن إذا أرغم على تشكيل حكومة وحدة مع غانتس، فقد يواجه المزيد من الضغوط السياسية والعامة لترك المنصب.

وأشار بعض المحللين إلى احتمال طرح صفقة يتنحى بمقتضاها نتنياهو عن المنصب في مقابل تقليص التهم.

ومن السابق لأوانه إعلان نهاية عهد نتنياهو، لكنها قد تكون بداية النهاية.

يشار إلى أن حزب الليكود الذي يتزعمه حصل على 31 مقعدا بالكنيست المؤلف من 120 مقعدا، في حين حصل أزرق أبيض بزعامة غانتس على 33.

ولم يحصل أي منهما على أغلبية تسمح له بالحكم دون الاعتماد على أحزاب أخرى، لكن غانتس يبدو في وضع أقوى.
 
 

ويقود نتنياهو مجموعة من الأحزاب اليمينية والأحزاب الدينية المتشددة التي تملك حاليا 55 مقعدا. ومن المحتمل أن يحصد تكتل يساري وسطي بزعامة غانتس 57 مقعدا.
 
وقال غانتس إنه يتصور تشكيل ائتلاف "ليبرالي"، في إشارة إلى ائتلاف علماني يستثني حلفاء نتنياهو من المتدينين المتشددين.
 
صانع الملوك
أفيغدور ليبرمان مهاجر يميني متطرف من الاتحاد السوفياتي السابق ويعيش في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة.

ويعتبر ليبرمان علمانيا ويتبنى نهجا متشددا تجاه قضايا تتعلق بالأمن والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقد أقدم على مقامرة كبيرة برفضه الانضمام إلى حكومة ائتلافية بقيادة نتنياهو بعد انتخابات أبريل/نيسان الماضي كمسألة مبدأ، مما أفضى إلى إجراء انتخابات ثانية. لكنه حقق مكاسب بزيادة عدد مقاعد حزبه.

وقد ينتهي الحال بأن يكون ليبرمان صانع ملوك. ويمكن أن يبرم اتفاقا لدعم نتنياهو. لكن من الممكن أيضا استبعاده تماما.
 
آلية تشكيل الحكومة
بعد إعلان النتائج النهائية، سيجري الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مشاورات مع كل زعماء الأحزاب بشأن الشخص الذي يفضلونه للمنصب، ثم سيختار من يعتقد أن لديه أفضل فرصة لتشكيل حكومة ائتلافية.

وسيكون أمام هذا الشخص 42 يوما لتشكيل حكومة. وإذا لم يتمكن من ذلك مثلما كانت الحال بالنسبة لنتنياهو في أعقاب انتخابات أبريل/نيسان الماضي، يكلف الرئيس سياسيا آخر بتشكيل ائتلاف.

المصدر : رويترز