بن سلمان يواصل الحديث بالهاتف.. هل يجهض الصينيون والروس التحركات ضد إيران؟

Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman speaks during the meeting of Islamic Military Counter Terrorism Coalition defence ministers in Riyadh, Saudi Arabia November 26, 2017. Bandar Algaloud/Courtesy of Saudi Royal Court/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عد هجوم أرامكو تصعيدا خطيرا ضد العالم بأسره (رويترز)

حتى قبل أن تخمد حرائق الهجوم، عزفت السعودية على وتر التدويل لحمل القوى العظمى على اتخاذ موقف حاسم ضد إيران التي تتهمها بإطلاق صواريخ وعشرين طائرة مسيرة على منشآت أرامكو السبت الماضي، مما عطل 5% من الإنتاج العالمي للطاقة.

وبالعودة إلى تصريحات المسؤولين السعوديين، يتضح أنها تتمحور حول خطر "تهديد الأسواق الدولية" و"تعطيل إمداد الطاقة العالمية"، و"تهديد الملاحة البحرية".

ووفق تسريبات فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الهجوم على أرامكو لا يختلف عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، لكن ترامب لم يعلق على هذه المقارنة.

وقد بدا بالفعل أن السعودية تدفع باتجاه تدويل الهجوم، ولكنها ربما غفلت عن فاعلية حلفاء إيران في مجلس الأمن الدولي.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قال لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن هجوم أرامكو يعد تصعيدا خطيرا ليس تجاه المملكة فحسب وإنما العالم بأسره.

وفي اتصال بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعتبر بن سلمان أن هذه الهجمات استهدفت زعزعة الأمن في المنطقة بأسرها والإضرار بالاقتصاد العالمي ككل.

وكذلك، أكد مجلس الوزراء السعودي أن الهجوم موجه بالدرجة الأولى لإمدادات الطاقة العالمية، وأنه امتداد للأعمال "العدوانية" السابقة التي تعرضت لها محطات الضخ لشركة أرامكو باستخدام أسلحة إيرانية.

وفي هذا الصدد، صرح مصدر مسؤول بوزارة الدفاع السعودية بأن المملكة قررت الانضمام للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية.

ونقلت الوكالة السعودية للأنباء أن "انضمام المملكة لهذا التحالف الدولي يأتي لمساندة الجهود الإقليمية والدولية لردع ومواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية وضمان أمن الطاقة العالمي".

رد دولي
وقد دعا مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى رد من مجلس الأمن الدولي على الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية.

وقال "نعتقد أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عليه دور يجب أن يقوم به. السعودية تعرضت لهجوم وسيكون من المناسب لهم التوجه إلى مجلس الأمن. ولكن علينا أولا جمع المعلومات القابلة للنشر".

ولم يشرح المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ما الذي يعنيه "بالمعلومات القابلة للنشر".

وفي العادة، تنشر الولايات المتحدة بين الحين والآخر معلومات كانت مصنفة سرية لدعم حجتها في مجلس الأمن الدولي.

وفي أكثر من مرة أكدت واشنطن أن الطائرات المسيرة والصواريخ التي استهدفت منشآت أرامكو انطلقت من إيران.

عقبة الفيتو
لكن تدويل الملف تعترضه عقبة في مجلس الأمن حيث يوجد حليفان لإيران هما روسيا والصين اللتان تملكان حق النقض (الفيتو).

ويمكن لمجلس الأمن الدولي -على أقل تقدير- أن يصدر بيانا يندد فيه بالهجمات، لكن مثل هذا الإجراء يجب أن يحظى بموافقة جماعية.

وما دامت إيران تنفي بشدة مسؤوليتها عن الهجوم، فإن الصين وروسيا لن تقبلا على الأرجح بتمرير قرار يدينها في مجلس الأمن الدولي.

ونقلت رويترز أن الصين وروسيا ستوفران الحماية لإيران على الأرجح، في حال نقل هجوم أرامكو إلى مجلس الأمن الدولي.

وبالفعل، حذرت روسيا من القفز على النتائج بشأن المسؤول عن الهجمات، فيما بدا رفضا لاتهام إيران بالوقوف خلفها.

أما وزارة الخارجية الصينية، فاعتبرت أن "تحميل أحد المسؤولية عن الهجوم على منشأتي نفط في السعودية دون حقائق دامغة يعد تصرفا غير مسؤول".

وقال الناطق باسم الوزارة، "التفكير فيمن ينبغي إلقاء اللوم عليه في ظل غياب تحقيق شامل هو في اعتقادي تصرف غير مسؤول في حد ذاته. موقف الصين هو أننا نعارض أي خطوات توسع نطاق الصراع أو تصعده".

حالة إنكار
ويشار إلى أن جماعة الحوثي اليمنية تبنت الهجوم الذي استهدف منشآت أرامكو السبت الماضي، لكن واشنطن والرياض تلقيان باللوم على طهران.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، "إن واشنطن ستكون في حالة إنكار إذا كانت تعتقد أن اليمنيين الذين هم ضحايا أسوأ جرائم الحرب لن يقوموا بكل ما في وسعهم للرد".

وأضاف في تغريدة على تويتر، أن واشنطن قد تكون مُحرَجة لأن أسلحتها المقدرة قيمتها بمئات مليارات الدولارات لم تعترض النيران اليمنية.

وشدد الوزير الإيراني على أن إلقاء اللوم على إيران لن يغير شيئا، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو الحل الوحيد للأزمة.

المصدر : الجزيرة + وكالات