جهود استخباراتية.. واشنطن تبلغ الرياض بمصدر هجوم أرامكو

U.S. President Donald Trump speaks at the 2019 House Republican Conference Member Retreat dinner in Baltimore, Maryland, U.S., September 12, 2019. REUTERS/Leah Millis
ترامب شكك في نفي إيران علاقتها بالهجوم على منشآت أرامكو (رويترز)

لا تزال تداعيات الهجوم على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية تتوالى، في حين قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن واشنطن أبلغت الرياض أن المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن إيران كانت مصدر الهجوم.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الاستخبارات تشير إلى أن إيران كانت قاعدة ذلك الهجوم، وإن واشنطن أبلغت السعودية بهذه المعلومات، إذ يدرس الجانبان الرد على ذلك الهجوم.

وقد أفاد مسؤولون سعوديون وأميركيون بأن الهجوم الذي وقع يوم السبت، استخدم صواريخ كروز (مجنحة) وضرب 19 هدفا.

ورغم إعلان جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عن الهجوم ونفي طهران وبغداد علاقتهما به، فقد شكك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في النفي الإيراني، مؤكدا أنه بلده سيدعم حلفاءه في المنطقة.

وكتب ترامب على تويتر "تذكروا عندما أسقطت إيران طائرة مسيرة قائلة إنها كانت في مجالها الجوي بينما لم تكن قط (الطائرة) في الحقيقة على مقربة منه. تمسكوا بشدة بتلك القصة رغم علمهم بأنها كذبة كبيرة. والآن يقولون إنه لا علاقة لهم بالهجوم على السعودية.. سنرى؟".

وأكد ترامب أن بلاده ليست بحاجة إلى نفط الشرق الأوسط، لكنها ستدعم حلفاءها في المنطقة، وغرد قائلا إن الولايات المتحدة بلد مصدر للطاقة، و"باتت أكبر منتج للطاقة في العالم بمتوسط 12.5 مليون برميل يوميا".

وتابع "لسنا بحاجة إلى نفط وغاز الشرق الأوسط، ولدينا عدد قليل جدا من الناقلات هناك، لكننا سنساعد حلفاءنا".

تعاون استخباري
وأبلغ مسؤولون أميركيون رويترز أن الولايات المتحدة تدرس زيادة تبادل معلومات المخابرات مع السعودية عقب الهجمات التي أدت إلى تقليص إنتاج المملكة من الخام إلى النصف وهز أسواق النفط العالمية.

ولم يكشف المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، عن نطاق الزيادة في تبادل معلومات المخابرات. لكن الولايات المتحدة، الحذرة منذ مدة طويلة من التورط بشدة في حرب اليمن، لم تطلع السعودية إلا على بعض المعلومات بشأن تهديدات من جماعة الحوثي.

يأتي هذا في وقت قال فيه المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي إن الأسلحة المستخدمة في الهجوم على أرامكو هي أسلحة إيرانية، مؤكدا قدرة التحالف على الدفاع عن المنشآت الحيوية.

واستهدفت هجمات يوم السبت منشأتين نفطيتين، إحداهما معمل ضخم لمعالجة النفط الخام في السعودية، وأدت إلى انخفاض إنتاج النفط العالمي بنسبة 5%.

وأعلنت جماعة الحوثي، التي تتحالف مع إيران وتسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء، مسؤوليتها، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنهم يعتقدون أن الهجوم جاء من الاتجاه المعاكس، مما قد يشير إلى الأراضي الإيرانية أو العراقية.

نفي عراقي
بيد أن بيانا لمكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أفاد اليوم الاثنين بأن الأخير بحث مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في اتصال هاتفي الضربات التي تعرضت لها منشآت نفطية في السعودية.

وأضاف البيان أن الطرفين قيّما موقفهما من الأزمة الراهنة واتفقا على التعاون في تبادل المعلومات.

ونقل البيان عن بومبيو قوله إن المعلومات التي بحوزة واشنطن تؤكد ما ورد في البيان العراقي بأنه لم يتم استخدام أراضي العراق في تنفيذ الهجوم على شركة أرامكو.

وشدد عبد المهدي على أن مهمة بلاده هي تجنب أي خطوة للتصعيد ومنع استخدام أراضيه ضد أي دولة مجاورة أو شقيقة أو صديقة.

وأضاف البيان أن العراق بسياسته يسعى للعب دور إيجابي لتفكيك الأزمات والصراعات التي تعيشها المنطقة.

الحشد الشعبي
وكان موقع "ميدل إيست آي" قد نقل عن مسؤول مخابرات عراقي رفيع أن هجمات أرامكو جرت بواسطة طائرات مسيرة إيرانية أطلقت من معسكرات للحشد الشعبي في جنوبي العراق.

وقال المسؤول العراقي إن الهجمات على منطقتي بقيق والخريص كانت ردا على الغارات الإسرائيلية بطائرات مسيرة على معسكرات للحشد ومواكبه في أغسطس/آب الماضي، والتي تم تنسيقها وتمويلها من قبل السعوديين.

وأشار المصدر نفسه إلى أن ثمة سببين وراء شن هجمات السبت: الأول رسالة من إيران إلى أميركا وحلفائها بأنه ما دامت الضغوط والعقوبات مستمرة على طهران فلا أحد سينعم بالاستقرار في المنطقة.

وأما السبب الثاني المباشر -بحسب المسؤول- فهو توجيه إيران ردا قويا على الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي انطلقت من مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية (شمالي شرقي سوريا) على مواقع للحشد الموالي لطهران.

وذكر موقع "ميدل إيست آي" أن المخابرات العراقية تعتقد أن الغارات الإسرائيلية خُطط لها عندما زار وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج تامر السبهان مواقع وحدات حماية الشعب في يونيو/حزيران الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات