الفاجعة لم تنتهِ.. 14 ألف ناجٍ من هجمات 11 سبتمبر أصيبوا بالسرطان

The World Trade Center south tower (L) burst into flames after being struck by hijacked United Airlines Flight 175 as the north tower burns following an earlier attack by a hijacked airliner in New York City September 11, 2001. The stunning aerial assaults on the huge commercial complex where more than 40,000 people worked on an ordinary day were part of a coordinated attack aimed at the nation's financial heart. They destroyed one of America's most dramatic symbols of power and financial strength and left New York reeling.
الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي عام 2001 خلف حوالي 6 آلاف قتيل (رويترز)

ربطت دراسات عدة بشكل مباشر بين إصابة العديد من رجال الإنقاذ والناجين من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بمرض السرطان وسحب الغبار والجزيئات السامة التي انبعثت من ركام برجي مركز التجارة العالمي بعد انهيارهما.

وبعد 18 سنة من الحادث الأليم ما زالت مدينة نيويورك تحصي ضحايا الفاجعة، حيث توفي المئات ممن نجوا من الكارثة جراء معاناتهم من مرض السرطان -خاصة سرطان الرئة- ومن أمراض خطيرة أخرى تسببت فيها سحابة الغبار التي غطت لأسابيع حي مانهاتان، مطلقة العنان لمواد كيميائية سامة ومسرطنة.  

وإذا كان من الصعب الجزم يقينا بوجود علاقة مباشرة بين الهجمات وإصابة الناجين بمرض السرطان إلا أن دراسات حذرت منذ 2011 من أن رجال الإنقاذ الذي نجوا من الكارثة معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بهذا المرض الخبيث، كما خلصت إلى ذلك دراسة نشرت في مجلة "ذي لانسيت" الطبية المختصة.

كما أضافت الحكومة الأميركية منذ العام 2012 حوالي خمسين نوعا جديدا من السرطانات إلى لائحة البرنامج الصحي لمركز التجارة العالمي الذي استحدث بعد الهجمات لتوفير التغطية الصحية اللازمة للناجين ورجال الإنقاذ.

وتقول زوجة جوانا ريزمان -الذي كان إطفائيا وشارك في عمليات الإنقاذ وتوفي عام 2014 جراء سرطان في الدماغ- لصحيفة نيويورك تايمز خلال إحياء الذكرى الـ18 للهجمات "لا بد لنا من الاعتراف بأن هناك ضحايا آخرين غير الذين فارقوا الحياة في 11 سبتمبر".

وأوردت الصحيفة حالات مصابين آخرين، مثل جاكلين فيبريي التي كانت تشتغل على مسافة شارعين فقط من موقع الهجوم وقت حدوثه والتي أصيبت بنوع من السرطان يدعى "السرطان النقيلي"، وريشارد فاهرر البالغ من العمر 37 سنة والذي كان يشتغل في إدارة المسح الجغرافي بحي مانهاتن بين العامين 2001 و2003، والذي أصيب بسرطان القولون الذي عادة ما يصيب أشخاصا متقدمين في السن.

وقد كشف البرنامج الصحي لمركز التجارة العالمي في يونيو/حزيران الماضي أن حوالي 13 ألفا وثلاثمئة ناجٍ من الهجمات يعانون من سرطان واحد على الأقل، في حين توفي 732 آخرون فعليا جراء المرض الخبيث.

وقد صدق الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية يوليو/تموز الماضي على قانون يسمح بتمديد أجل التقدم بطلب للتعويض على الضرر للصندوق الفدرالي الخاص بالتعويضات من عام 2020 إلى 2090.

وسيتم تجديد موارد هذا الصندوق بعد استنفاد ميزانيته البالغة 7.3 مليارات دولار بمقدار 240 ألف دولار لكل مريض، و682 ألف دولار لكل شخص متوفى.

ويعتبر النشطاء وذوو الضحايا هذا القرار انتصارا معنويا مهما لكفاحهم طوال ما يقارب العقدين من أجل كسب اعتراف رسمي بوجود عواقب طبية طويلة الأمد للهجمات.

وتعليقا على ما ينتظره ذوو ضحايا التأثيرات الصحية السلبية للتفجيرات، علق النجم التلفزيوني جون ستيوارت الداعم لمطالبهم في كلمة مؤثرة له أمام نواب في الكونغرس قائلا "في ذلك اليوم استجاب رجال الإنقاذ لنداءات الاستغاثة في أقل من خمس ثوانٍ.. لقد قاموا بعملهم كما يجب بكل شجاعة ونكران ذات.. وبعد 18 عاما حان الوقت لتقوموا أنتم بعملكم كما يجب".

المصدر : الصحافة الأميركية + لوموند