مرارة السجن وفجيعة الموت.. نيران التحالف تقتل أكثر من مئة أسير موال لحكومة هادي

Red Crescent medics stand at the site of Saudi-led air strikes on a Houthi detention centre in Dhamar, Yemen September 1, 2019. REUTERS/Ahmed al-Ansi NO RESALES. NO ARCHIVES
آثار قصف قوات التحالف لسجن حوثي يضم 170 من الموالين للحكومة الشرعية في ذمار (رويترز)

قال رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن فرانز راوخنشتاين إن البعثة قدرت مقتل أكثر من مئة شخص في الغارة التي شنها التحالف السعودي الإماراتي على سجن في محافظة ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.

وكان المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام قد صرح -في تغريدة على تويتر- أن التحالف العربي يدشن العام الهجري الجديد بمجزرة مروعة، مستهدفا أحد السجون التابعة للأسرى في ذمار، وأضاف أن الحصيلة الأولية للاستهداف تشير إلى سقوط خمسين قتيلا ومئة جريح.

وقال مسؤول لجنة الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر مرتضى إن الصليب الأحمر الدولي والتحالف نفسه على علم بأن كلية المجتمع التي تعرضت للاستهداف هي سجن يضم عشرات الأسرى من الموالين للحكومة.

وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها من قصف مركز الاحتجاز الخاضع لسيطرة الحوثيين.

وقال مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط فابريتسيو كاربوني -في تغريدة عبر صفحته الرسمية بموقع تويتر- إن المعلومات الواردة عن حدوث انفجار في سجن بمحافظة ذمار تثير قلقنا.

وأضاف أنه "مركز احتجاز كنا نقوم بزيارته في ‎اليمن بشكل منتظم، والآن لدينا فريق متوجه إلى المكان لتوفير الرعاية الصحية الطارئة".

وحمّلت جماعة الحوثي السعودية والإمارات المسؤولية الكاملة عن استهداف السجن.

وفي وقت سابق، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي للجزيرة إنه جرى انتشال أربعين جثة بعد قصف التحالف السعودي الإماراتي سجنا للأسرى في ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.

وأضاف أن السجناء كانوا ينتظرون الإفراج عنهم في إطار عملية تبادل أسرى مع الطرف الآخر، قبل أن تفجعهم طائرات التحالف وتغير على المبنى الذي يحتجزون فيه.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين يوسف الحاضري إن عملية انتشال الضحايا لا تزال مستمرة حتى الآن، وسط صعوبة بالغة في وصول المسعفين جراء استمرار تحليق الطيران في أجواء المنطقة، وقد تم إسعاف عشرات الجرحى ونقلهم إلى مستشفى الثورة، ومعظمهم إصابتهم خطيرة.

وأكدت مصادر متطابقة أن طيران التحالف نفذ في وقت متأخر من مساء السبت ست غارات على مبنى كلية المجتمع شمال مدينة ذمار، الذي حولته جماعة الحوثي إلى معتقل يؤوي المئات من الأسرى والمعتقلين المؤيدين للحكومة الشرعية.

نداء للصليب الأحمر
وطالب الحاضري الصليب الأحمر بسرعة التحرك إلى منطقة الاستهداف بطواقمه الإسعافية، والتواصل مع الأمم المتحدة للضغط على قيادة التحالف لضمان سلامة المسعفين "كون طائراتهم ما زالت تحلق وتستهدف المسعفين".

كما طالب الحاضري المنظمات الدولية والحقوقيين بسرعة التوجه إلى الموقع المستهدف "لتوثيق هذه الجريمة".

وأكد شهود عيان أن مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي شنت نحو ثماني غارات جوية على كلية المجتمع التي يتخذها الحوثيون سجنا يضم عشرات الأسرى المناهضين لهم.

وبحسب شهود عيان، فقد هرعت سيارات الإسعاف نحو الموقع المستهدف، وهناك عشرات القتلى والجرحى، ولا يزال البعض تحت الأنقاض حتى الآن.

من جانبه، قال رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر المرتضى إن السجن المقصوف فيه عشرات الأسرى التابعين "للعدو" (للحكومة الشرعية) وهناك عشرات القتلى والجرحى، ولا يزال مصير كثير من الأسرى مجهولا.

وأكد المرتضى -بحسب ما أفادت به قناة المسيرة الفضائية (الناطقة باسم الحوثيين)- أن "السجن معروف لدى العدو (التحالف) ولدى لجنة الصليب الأحمر، إذ قامت بزيارته عدة مرات".

وحمّل المرتضى من وصفهم بـ"قوى العدوان، وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي" المسؤولية الكاملة عن هذا الاستهداف وما سينتج عنه.

التحالف يعترف
من جهتها، أعلنت قيادة التحالف السعودي الإماراتي -اليوم الأحد- استهداف "موقع عسكري للمليشيات الحوثية بذمار"، مشيرة إلى أنه "مخزن للطائرات دون طيار وصواريخ الدفاع الجوي".

وأضاف التحالف أن عملية الاستهداف هذه "تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وأنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية المدنيين".

ويأتي هذا القصف في ظل التوتر الحاصل بين الحكومية الشرعية ودولة الإمارات التي اتهمتها الحكومة الشرعية "باستهداف قوات الجيش بقصف جوي جنوبي اليمن، مما أسفر عن مقتل وإصابة نحو ثلاثمئة من الجنود والمدنيين"، في حين أقرت الإمارات بمسؤوليتها عن القصف، ولكنها وصفت المستهدفين فيه بـ"الإرهابيين".

وتعيد الحادثة إلى الأذهان المجزرة المروعة التي راح ضحيتها 25 معتقلا لدى الحوثيين، بينهم الصحفيان عبد الله قابل ويوسف العيزري، وعشرات الجرحى، فيما عُرف حينها بمجزرة هران التي وقعت في 21 مايو/أيار 2015، عندما استهدف طيران التحالف مبنى حكوميا يستخدمه الحوثيون معتقلا في المدينة ذاتها، واتهمت الحكومة اليمنية حينها الحوثيين باستخدام المعتقلين دروعا بشرية.

المصدر : الألمانية + الجزيرة