عودة الاشتباكات المسلحة.. قتلى وجرحى في إطلاق نار بعدن

أفاد مسؤولون محليون وسكان بأن الانفصاليين الجنوبيين اشتبكوا مع الحرس الرئاسي في مدينة عدن، مقر الحكومة اليمنية؛ مما أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة تسعة بجروح خطيرة.

وأكدت مصادر للجزيرة حدوث تبادل إطلاق نار كثيف بعدن بين قوات الحزام الأمني المدعوم إماراتيا وقوات الحرس الرئاسي اليمني.

وقبيل هذه الاشتباكات كانت مدينة عدن (جنوبي اليمن) تشهد هدوءا حذرا بعد يوم دام؛ أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في اشتباكات بين قوات من ألوية الحماية الرئاسية من جهة، ومسلحي الحزام الأمني المدعوم إماراتيا ومسلحين قبليين من جهة أخرى، بالقرب من القصر الرئاسي بالمدينة.

وبينما تعيش المدينة حالة من الشلل شبه التام، قال شهود عيان إن مركبات عسكرية وعددا من جنود الحزام الأمني ومسلحين تابعين للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا يتجمعون في عدد من النقاط وسط المدينة.

وبدأت المواجهات عقب دعوة هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قواته لاقتحام قصر المعاشيق، متهما الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وأعضاء حكومته بموالاة حزب الإصلاح.

وجاءت دعوته إلى اقتحام القصر الرئاسي على خلفية القصف الحوثي الذي استهدف قبل أيام معسكر الجلاء في عدن -الذي قتل فيه نحو أربعين من قوات الحزام الأمني، بينهم القائد العسكري منير اليافعي- والهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية على مركز شرطة الشيخ عثمان، وأسفر عن مقتل 13 عنصرا أمنيا.

وبدأت الاشتباكات في منطقة كريتر بالتزامن مع تشييع اليافعي، وردت قوات الحماية الرئاسية على حشد قوات المجلس الجنوبي بنشر دبابات في محيط القصر. 

وقالت مصادر للجزيرة إن قتلى وجرحى سقطوا في الاشتباكات، في حين أفاد شهود عيان بأن مسلحي الحزام الأمني ورجال قبائل حاولوا اقتحام القصر، لكن قوات الحماية الرئاسية تصدت لهم، وتخلل ذلك تحليق لطائرات التحالف السعودي الإماراتي.

محاولة انقلاب
وفي حين دعت الإمارات على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش إلى التهدئة في عدن، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول حكومي يمني قوله إن الدعوة إلى اقتحام القصر الرئاسي وطرد الحكومة منه محاولة انقلاب تدعمها الإمارات.

وأضاف المصدر أن ما جرى انقلاب لمليشيات مسلحة تدعمه بوضوح الإمارات، ولا يختلف عن انقلاب الحوثيين في صنعاء.

من جهته، قال وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري إن البيان الذي أذاعه هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن اقتحام القصر الرئاسي هو إعلان حرب على الشرعية، ويهدف إلى إثارة الفتنة ويخدم الحوثيين.

وأضاف أن الحكومة مارست الصبر والحكمة للحفاظ على الاستقرار في مدينة عدن.

أما قيادة التحالف السعودي الإماراتي فوصفت -في بيان- التطورات في عدن بالخطيرة، وقالت إنها ترفض أي إجراءات تضر أمن المدينة واستقرارها.

وصرح المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي العقيد تركي المالكي بأن قيادة التحالف لن تقبل العبث بمصالح الشعب اليمني.

ودعا الأطراف والمكونات اليمنية كافة إلى تحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية، والعمل مع الحكومة اليمنية الشرعية لتخطي هذه الظروف الاستثنائية والمرحلة الحرجة وإرهاصاتها، حسب قوله.

يذكر أن قصر المعاشيق يعد المقر الرسمي للحكومة اليمنية الشرعية في عدن، وسبق أن تعرض للاستهداف من قِبَل قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي العام الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات