واشنطن وأنقرة تتحدثان عن تقارب بشأن المنطقة الآمنة شمالي سوريا

Turkish National Defense Minister Hulusi Akar- - ANKARA, TURKEY - MAY 4 : Turkish National Defense Minister Hulusi Akar (3rd R) conducts the operations against terrorist organizations at the operation center in the Turkish General Staff Headquarters in Ankara, Turkey on May 4, 2019.
وزير الدفاع التركي في اجتماع سابق مع المبعوث الأميركي إلى سوريا (الأناضول-أرشيف)

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأربعاء إن بلاده انتهت من وضع الخطط ونشر القوات تمهيدا لعملية عسكرية محتملة شرق الفرات شمال شرقي سوريا، في حين أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الآلية المتفق عليها مع تركيا سيتم تنفيذها عبر مراحل.

وبعد يوم من تصريح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بأن أي توغل تركي أحادي الجانب في شرق الفرات سيكون غير مقبول، قال أكار إن هناك تقاربا في وجهات النظر مع الطرف الأميركي خلال اللقاءات بشأن إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا، "التي جرت في جو إيجابي وبناء".

وشدد على أن أنقرة لن تسمح بتأسيس "ممر إرهابي" شمالي سوريا، مضيفا أن بلاده تنتظر من الولايات المتحدة أن "تتصرف بشكل يتلاءم مع روح التحالف، وإنهاء دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية".

مشاورات أطول
وقال مراسل الجزيرة في أنقرة المعتز بالله حسن إنه كان يفترض أن تنتهي المشاورات بين المسؤولين العسكريين الأتراك والأميركيين أمس الثلاثاء، ولكنها استمرت وستنتهي اليوم، وهي التي بدأت منذ أول أمس.

وأضاف المراسل أن وزير الدفاع التركي صرح بأنه طرح على طاولة المشاورات الشروط والمطالب التركية بشأن المنطقة الآمنة، إذ تريد أنقرة أن تكون بعمق يتراوح بين 30 إلى 40 كلم، وأن يتم إخراج وحدات حماية الشعب الكردية منها، وانتزاع السلاح الثقيل من أيدي مقاتليها.

كما تريد تركيا تدمير المواقع والأنفاق التي أقامها مقاتلو وحدات حماية الشعب وغيرهم في المنطقة، وأن يشرف الجانبان التركي والأميركي على إدارة هذه المنطقة.

وشدد أكار على أن بلاده مصرة على إنهاء وجود من تصفهم بالإرهابيين على طول الحدود السورية مع تركيا، وأكد أن بلاده ستقوم باللازم إذا لم تصل المفاوضات مع أميركا إلى النتيجة التي تريدها.

وتصف أنقرة وحدات حماية الشعب -التي تسيطر على منطقة شرق الفرات- بالجماعة الإرهابية التي تمثل خطرا أمنيا جسيما عليها، في حين سلحت واشنطن المقاتلين الأكراد بوصفهم حلفاءها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

وتعد معضلة المنطقة الآمنة في الشمال السوري واحدة من عدة خلافات بين أنقرة وواشنطن، وسبق أن صرح مبعوث الرئيس الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري الأسبوع الماضي بأن تركيا تبنت موقفا متصلبا جدا بشأن المنطقة الآمنة، وأن الأتراك "يريدون منطقة أعمق من التي نعتقد بأنها منطقية".

الموقف الأميركي
من جهة أخرى، قال متحدث باسم البنتاغون للجزيرة إن الآلية الأمنية التي تم التوصل إليها مع تركيا في شمال شرق سوريا سيتم تنفيذها عبر مراحل.

وأضاف أن واشنطن مستعدة للبدء في تنفيذ بعض الأنشطة بسرعة بينما تستمر في المحادثات مع أنقرة.

وكانت السفارة الأميركية في تركيا أكدت التوصل لاتفاق على إنشاء مركز للعمليات المشتركة للتنسيق والإدارة المشتركة للمنطقة الآمنة شمال سوريا.ينقسم اقتراح واشنطن لتأسيس المنطقة إلى مرحلتين: الأولى بعمق خمسة كيلومترات تمثل شريطا منزوع السلاح، يدعمه شريط ثان بعمق تسعة كيلومترات يخلو من الأسلحة الثقيلة، أي أنها تمتد لمسافة تقل عن نصف المسافة التي تطالب بها تركيا.

يشار إلى أن تركيا شنت عامي 2016 و2018 عمليتين عسكريتين في الشمال السوري بتعاون من فصائل من المعارضة السورية المسلحة من أجل محاربة تنظيم الدولة وطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، ومنع سيطرتها على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات