شمال سوريا.. تعقيدات الحسابات التركية في اتفاقياتها مع أميركا وروسيا
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أن الوزير مارك إسبر أجرى مباحثات هاتفية مع نظيره التركي خلوصي آكار، رحبا خلالها بتطبيق آلية أمنية في شمال شرق سوريا.
في سياق متصل، قال إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية إن جميع مواقع المراقبة التركية في سوريا -والتي أقيمت بموجب اتفاق مع روسيا وإيران- ستظل قائمة، وإن أنقرة ستواصل تقديم الدعم لها.
الاتفاق التركي الأميركي
ووفق الصحافة التركية، فإن بنود الاتفاق مع واشنطن تتمثل في قبول الأخيرة تأسيس منطقة آمنة شرقي الفرات، وتأسيس مركز عمليات مشتركة بين الجيشين لإدارة المنطقة، يكون مقره ولاية شانلي أورفا التركية، وتطهير المنطقة الآمنة من العناصر "الإرهابية" وسحب السلاح منها، فضلا عن وصول عمق المنطقة في بعض النقاط إلى ٢٥ كلم، إضافة لتنظيم دوريات مشتركة بالمنطقة.
وقال الباحث للجزيرة نت "يبدو أن الاتفاق الأخير حول إنشاء ممر آمن شرق الفرات أسرع من ناحية التنفيذ، فهذه المرة أنشئ مركز عمليات مشتركة، بالإضافة للقيام بخطوات سريعة تتعلق بمخاوف تركيا الأمنية، حيث تتوارد أنباء حول سحب وحدات حماية الشعب لجزءٍ مهم من عناصرها وأسلحتها الثقيلة من الخط الحدودي إلى مناطق أكثر عمقاً، وفيما يتعلق ببند إنشاء ممر آمن فستكون الخطوة الأخيرة في العملية في حال سارت بسلاسة وتوافق فيما يتعلق بالبنود الممهدة لها".
وفيما يتعلق بمصير اتفاق تركيا مع روسيا وإيران حول نقاط المراقبة، يعتقد الباحث أن الاتفاق إلى الآن سائر من حيث المبدأ، فالنقطة التركية التاسعة لاتزال بمكانها ولم تنسحب رغم محاصرة قوات النظام لها بشكلٍ كامل، كما أن تركيا خلال أشهر القتال الأخيرة كافة حاولت توجيه الاتهام -فيما يحدث بريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي- إلى النظام السوري مباشرة، ولم تقم بتوتير العلاقة مع روسيا وإيران التي أبدت حذراً بداية العملية فيما يخص الزج بكامل مليشياتها في المعركة.
وأضاف الباحث الكردي "إذا تم الاتفاق على الانسحاب فمن المتوقع أن تنشئ تركيا نقاط مراقبة جديدة، لا تكون معيقة لتقدم روسيا على الطريق M5 الواصل بين حلب ودمشق، والممثل لأحد أهم بنود اتفاق سوتشي".
وأشار الكاتب إلى أن روسيا منزعجة من الاتفاق التركي الأميركي، وخير دليل على ذلك التصعيد الروسي بإدلب الذي يعتبر ردا على الاتفاق التركي الأميركي ورسالة انزعاج.
وأوضح أن تركيا الآن تحاول تخفيف الغضب الروسي، حيث سيجري الرئيس رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا مع بوتين لهذه الغاية، والتأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد بإدلب. ويرى الكاتب أن الخيارات التركية في إدلب قد تتطور لعمل عسكري، حال تهور النظام السوري هنا أو هناك.
شمال سوريا
وضمن هذه المحاذير ترى روسيا أن العمليات الحاصلة بناء على عدم انسحاب جبهة النصرة من المسافة المحددة وفق سوتشي، كما أن تركيا تستند إلى الاتفاق في التأكيد على بقاء نقاط مراقبتها مكانها، حسب الباحث ملا رشيد ومراقبين آخرين.