طالبان: أفغانستان شهدت حروبا دامت أكثر من 40 عاما.. وذلك يكفي

Afghan children ride on swings during the first day of the Muslim holiday of the Eid al-Adha, in Kabul, Afghanistan August 11, 2019.REUTERS/Mohammad Ismail
رئيس وفد طالبان: الحرب يجب أن تتوقف لأجل الأطفال والنساء (رويترز)

قال شير محد عباس ستانيكزاي، رئيس وفد طالبان الأفغانية في المفاوضات الجارية مع الأميركيين في العاصمة القطرية الدوحة، إن أفغانستان خاضت غمار حروب دامت أربعين عاما، وأن الحرب يجب أن تتوقف. وأعرب عن التزام حركته بإبرام اتفاقية سلام تضع حدا للحرب الدائرة في بلاده.

واتهم في مقابلة -أجرتها معه كريستينا لامب رئيسة قسم المراسلين الدوليين بصحيفة صنداي تايمز البريطانية- الولايات المتحدة والمخابرات الأفغانية بتأسيس تنظيم الدولة الإسلامية بهدف محاربة حركة طالبان ودحرها.

وشدد على أنهم في الحركة يتوقون إلى الرجوع إلى وطنهم مثلما يريد الأميركيون كذلك العودة إلى الولايات المتحدة.

وقال: لا ينبغي أن يكون هناك قتال بعد اليوم في أفغانستان. فمنذ التدخل الروسي عام 1979 حتى اليوم خضنا غمار حروب دامت أكثر من أربعين عاما. وأعتقد أن ذلك يكفي.

وأضاف أنه لا يسعه سوى الموافقة على إنهاء ذلك الوضع، مشيرا إلى أن ملايين من الأفغان قُتلوا، وترمّلت نساؤهم، وتيتم أطفالهم، وفقد الكثيرون منهم أطرافهم.

وذكرت الصحفية أن ستانيكزاي بدا في المقابلة -التي أجرتها معه قرابة الساعتين- مصرا على إقناعها بأن طالبان ملتزمة بوقف القتال وأنها كحركة قد تغيرت.

ومع وصول كبير المفاوضين الأميركيين زلماي خليل زاد الدوحة المقرر الاثنين، تتوقع الصحفية أن يتوصل طرفا الصراع في أفغانستان إلى اتفاق قريبا يفضي إلى جلاء 14 ألف جندي أميركي وثمانية آلاف من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)،

وبالمقابل، وافقت طالبان على إتاحة ممر آمن لخروج القوات الأجنبية، ونبذ ما تسميه صنداي تايمز "الإرهاب" مع ضمان ألا تستخدم الأراضي الأفغانية منطلقا لمزيد من الهجمات.

وسيعقب ذلك إجراء أول مباحثات من نوعها بين طالبان ونظام كابل لتشكيل حكومة جديدة.

وتشير الصحفية إلى أن ستانيكزاي بدا حريصا على تصوير انسحاب القوات الأجنبية على أنه انتصار لحركته حين قال "لقد دحرنا خلال قرن واحد ثلاث قوى عظمى، أولهم البريطانيون عام 1919، ثم الروس (عام 1989) والآن الأميركيون".

كشف مسؤول طالبان أن أول الاتصالات مع الأميركيين بدأ عام 2007 وأن إدارة الرئيس السابق بارك أوباما دخلت معهم في مفاوضات سرية

ونصح رئيس وفد طالبان العالم بضرورة أن يتعلم الدرس، مضيفا "كان ينبغي على الأميركيين، قبل قدومهم إلى أفغانستان، التفكير مرتين وثلاث مرات في كيفية العودة إلى وطنهم".

وتابع "من السهولة بمكان للقوات الأجنبية المجيء إلى أفغانستان، لكن ليس من السهل عليهم الخروج منها. ونأمل ألا يعيدوا الكرة مرة أخرى".

وتقول صنداي تايمز في معرض مداخلتها إن المسؤولين الأميركيين فوجئوا بمقدار الدهاء الذي يتمتع به ممثلو طالبان في المفاوضات، والطلاقة التي يتحدث بها ستانيكزاي الإنجليزية.

وتردف أن ستانيكزاي (57 عاما) التحق بطالبان عام 1994 وانتهى به المطاف نائبا لوزيري الخارجية والصحة في حكومة الحركة التي تولت مقاليد البلاد منذ عام 1996 حتى 2001 عندما أطاحت بها القوات الأميركية بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول "لرفضها تسليم (زعيم تنظيم القاعدة آنذاك) أسامة بن لادن".

وفي معرض تعليقه على تلك المداخلة، قال ستانيكزاي إن الولايات المتحدة لم تقدم حتى الآن أي دليل يثبت أن هجمات سبتمبر/أيلول كانت من تدبير بن لادن.

واستطرد قائلا إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) نفسها تقول إنها لا تملك الدليل المناسب على تلك التهمة. وأكد أن ذلك يشبه تبرير الأميركيين غزوهم العراق بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل.

وبحسب الصحيفة يأمل ستانيكزاي أن تكون الحرب التي تدور رحاها حاليا بأفغانستان شيئا من التاريخ، مؤكدا أن ثماني جولات من التفاوض بالدوحة جعلته "منهكا" لكنه بدا واثقا من أنها سوف تُستكمل قريبا و "قبل سبتمبر/أيلول على وجه اليقين".

وكشف مسؤول طالبان أن أول الاتصالات مع الأميركيين بدأ عام 2007، وأن إدارة الرئيس السابق بارك أوباما دخلت معهم في مفاوضات سرية.

وقال "ثم جاء (الرئيس الحالي دونالد) ترامب فمزق كل شيء". لكنه عين بعد ذلك مبعوثه للسلام خليل زاد الأفغاني الأصل الذي عمل من قبل سفيرا لواشنطن في العاصمة كابل.

ومضت الصحفية لتسأل ستانيكزاي: ماذا بعد توقيع اتفاق سلام مع الأميركيين؟

ويجيب بالقول إنهم في طالبان سيعقدون على الفور لقاءات مع الأفغان لبحث قضية تقاسم السلطة، وماذا سيعني السلام للمرأة الأفغانية.

ويؤكد ستانيكزاي أن الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة لن يستطيع أحد أن ينتزعها منها مثل حق التعليم والعمل، أو الترشح للبرلمان أو أن تصبح وزيرة. لكنه يستدرك بأن كل تلك الحقوق ستكون وفقا لتعاليم الإسلام والثقافة الأفغانية.

وماذا عن الزي النسائي؟ تسأله الصحفية فيرد عليها بأن المجتمع الأفغاني مسلم بطبعه ومن ثم لن يُسمح للنساء بارتداء أزياء كما هي عادة نساء أميركا والدول الأوروبية.

واختتم المقابلة مشددا على أن "الأمر متروك للحكومة الجديدة، وليس لي، لكن بمقتضى الشرع، لا يتحتم أن ترتدي النساء البراقع، فالهدف هو تغطية الشعر والذراعين فحسب، أما الوجه واليدان فيمكن كشفهما".

المصدر : صنداي تايمز