أزمة النزوح تتفاقم في طرابلس بسبب هجوم قوات حفتر

محمود محمد-طرابلس

يطمح صلاح الدين بلال إلى العودة لبيته في منطقة صلاح الدين جنوبي طرابلس، الذي غادره قبل أربعة أشهر بسبب هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حيث تتفاقم صعوبة تدبير متطلبات النازحين مع غموض مصير العاصمة الليبية.

وتسببت الحرب التي يقودها حفتر في نزوح أكثر من 130 ألفا حسب وزارة شؤون النازحين بحكومة الوفاق، ومقتل أكثر 1048 شخص -بينهم 106 مدنيين- وجرح 5558 آخرين، حسب آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية منتصف الشهر الجاري.

ويحكي بلال عن يوم نزوحه حينما خرج مع عائلته بحثا عن منزل يؤويه مع أطفاله، فلجأ إلى بلدية عين زارة القريبة أيضا من الاشتباكات، ونزل في المبيت الجامعي.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت "كنا مرتاحين في بيوتنا إلى أن جاءت الحرب، والآن مرت حوالي أربعة أشهر على نزوحنا، ولا يبدو واضحا حاليا موعد العودة".

وناشد بلال حكومة الوفاق دعم النازحين في المقر الذي يعد أكبر تجمع للنازحين في طرابلس، مضيفا أن "الدعم وصلنا من الحكومة خلال شهر رمضان المبارك، حيث منحت كل أسرة ألف دينار ليبي، ثم انقطع الدعم المالي إلا من أهل الخير".

وبشأن الغذاء والدواء، أكد بلال أن بلدية عين زارة تشرف على توفير المستلزمات الأساسية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة، موضحا أن وزارة الصحة في حكومة الوفاق دعمت الصيدلية والعيادة الخاصة بمقر النازحين، لكن الدعم الدوائي تضاءل مؤخرا.

بدوره، يقول علي مفتاح -وهو أحد النازحين بالمبيت الجامعي- إن الصواريخ كانت تتساقط في منطقتهم وبيته مبني من الصفيح، فقرر الخروج بعائلته المتكونة من عشرة أفراد إلى منطقة عين زارة.

ويشكو مفتاح من مرض يحتاج إلى عملية مستعجلة، مؤكدا عدم قدرته المالية على دفع تكاليف العلاج.

‪مواد غذائية تصل إلى مقر النازحين في بلدية عين زارة بطرابلس‬ (الجزيرة)
‪مواد غذائية تصل إلى مقر النازحين في بلدية عين زارة بطرابلس‬ (الجزيرة)

صعوبات متراكمة
من جهته، أكد وزير شؤون النازحين والمهجرين في حكومة الوفاق يوسف جلالة أن الهيئات واللجان المكلفة من قبل المجلس الرئاسي تدرس إنشاء مجمعات سكنية للنازحين إذا استمرت الحرب على طرابلس.

وأضاف جلالة في حديثه للجزيرة نت أن "أغلب النازحين موجودون حاليا في المدارس والمعاهد والمبيت الجامعي، وندرس إخلاء هذه المقرات وإتاحة الفرصة للطلبة للرجوع إلى مدارسهم عند بداية العام الدراسي الجديد، مع علمنا بصعوبة انتقال النازحين مع دخول الحرب شهرها الخامس".

وأوضح أن حكومة الوفاق منحت منذ بداية الأزمة 120 مليون دينار إلى 64 بلدية في المنطقة الغربية لمساعدة النازحين، مشيرا إلى أن الجهات المختصة تسعى للحصول على 100 مليون دينار للمنطقتين الشرقية والجنوبية.

واعتبر جلالة أن حكومة الوفاق ستتحمل أعباء مالية كبيرة لجبر الضرر نتيجة التدمير الذي يطال المرافق العامة والخاصة وبيوت المواطنين والمسروقات، وذلك بعد انتهاء الحرب.

‪نازح يستلم المساعدات من أمام مقر التموين في بلدية عين زارة‬ (الجزيرة)
‪نازح يستلم المساعدات من أمام مقر التموين في بلدية عين زارة‬ (الجزيرة)

أوضاع صعبة
بدوره، أوضح مشرف المبيت الجامعي في عين زارة عادل عبد السلام أن أكثر من ثلاثة آلاف نازح يعيشون في أوضاع صعبة، موضحا أنهم نقلوا مئات الطلبة إلى الفنادق من أجل إخلاء المكان للعائلات.

وأشار عبد السلام إلى أن المبيت الجامعي يوفر برنامجا لإعاشة العائلات النازحة بتوفير أكثر من ألف وجبة يوميا، كما تُقدم بلدية عين زارة لأسر أخرى في مقرات للنازحين سلالا غذائية.

وأثنى على دور حكومة الوفاق ولجنة الأزمة والطوارئ وأهل الخير الذين يعملون على توفير النواقص والمستلزمات الدوائية والمواد الغذائية بشكل يومي.

المصدر : الجزيرة