السودان اليوم.. محاولات انقلابية ومطبات أمام الاتفاق ورواية جديدة لفض الاعتصام

البرهان
البرهان قال إنه وبقية أعضاء المجلس العسكري لا يرغبون في لعب دور سياسي بعد نهاية الفترة الانتقالية (الجزيرة)

أكدت مصادر للجزيرة أن لجنة مشتركة من طرفي الأزمة بالسودان تنعقد اليوم الاثنين لتحديد الصيغة النهائية للاتفاق الذي توصلا إليه مؤخرا، في وقت كشف رئيس المجلس العسكري إحباط محاولات انقلابية، وتحدث عن فض الاعتصام وصلاحيات المجلس السيادي المرتقب تشكيله.

وعلمت الجزيرة أن الاتفاق -الذي دخل مرحلة اللمسات الأخيرة- قد يواجه مطبات أهمها عدم الخروج بصيغة واضحة تحدد نسب تمثيل القوى السياسية بالمجلس التشريعي الانتقالي.

وأكدت مصادر الجزيرة أن الاتفاق الجديد لن ينص على نسبة 67% المتفق عليها مسبقا.

ويرجح نفس المصدر أن التفاوض على تحديد نصيب "الحرية والتغيير" وغيرها من القوى بالمجلس التشريعي سيُترك لفترة التسعين يوما المحددة لتشكيل المجلس الجديد.

وخلال هذه المدة سيتم تشكيل هيئة مشتركة بين المجلس السيادي والحكومة المدنية الانتقالية تتولى مهام التشريع.

وسيتألف المجلس السيادي من خمسة أعضاء من "الحرية والتغيير" ومثلهم من المجلس العسكري، بالإضافة إلى عضو مدني إضافي يتفق عليه الطرفان.

ومن المتوقع أن يواجه المجلس السيادي صعابا جمة في اتخاذ القرار الذي سيكون بأغلبية الثلثين، استنادا للمصادر نفسها.

مهام بروتوكولية
وقالت مصادر من "الحرية والتغيير" إن رئيس المجلس السيادي يمثل رمز الدولة ويكون القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وتغلُب على مهام المجلس السيادي صلاحيات اعتماد ما يقره المجلس التشريعي أو مجلس الوزراء، ومن بينها التوقيع على تعيين النائب العام والسفراء وحكام الأقاليم وتوقيع القوانين الصادرة عن المجلس التشريعي.

وتؤكد مصادر للجزيرة أن المجلس السيادي يعتمد فقط رئيس الحكومة المدنية ورئيس المجلس التشريعي الانتقاليين دون التدخل في اختيارهما.

وقال رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان إن المجلس السيادي لن تكون له اختصاصات تشريعية ولا تنفيذية.

محاولات انقلابية
وفي سياق آخر، كشف رئيس المجلس العسكري الانتقالي عن محاولات انقلابية كثيرة شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية.
 
وفي مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية -نشرتها اليوم الاثنين- اتهم البرهان أطرافا لم يسمها بالسعي لتقويض الاتفاقات مع قوى
"الحرية والتغيير".

وقال البرهان "منذ بداية الحراك تعاهدنا على الشراكة مع قوى التغيير، لكن أشياء حدثت أبعدتنا عن بعضنا بعضا، لكن الآن عدنا للعمل كشركاء، ونعمل بثقة كبيرة لنعبر بالبلاد إلى بر الأمان والتأسيس لسودان المستقبل". 
 
وأضاف "هناك تحقيقات مستمرة تهدف لمعرفة القوى التي تضع العراقيل أمام الاتفاق، وهناك أشخاص أوقفوا ويجري التحقيق معهم" وتحدث عن محاولات
انقلابية عدة "آخرها أحبط بالأمس".

ورجح البرهان توقيع الاتفاق بين المجلس و"قوى التغيير" نهاية هذا الأسبوع وذلك "بعد إكمال عمل اللجنة القانونية المعنية بإحكام صياغة الوثيقة التي تم الاتفاق عليها وتحديد هياكل الحكم". 
 
فض الاعتصام
وبشأن الأحداث الدامية التي رافقت فض الاعتصام، أكد البرهان عدم صدور أي أوامر من أي فرد في المجلس العسكري.

واتهم رئيس المجلس العسكري الانتقالي طرفا ثالثا بفض الاعتصام، وأضاف في المقابلة "ربما انحرفت بعض القوات ودخلت منطقة الاعتصام".

وفي سياق آخر، جدد البرهان التأكيد على بقاء القوات السودانية باليمن، وقال "طالما ظل التهديد مستمراً، والأسباب التي تدخلنا من أجلها قائمة، لا أظن أنه سيكون هنالك تفكير لسحب هذه القوات".

وقطع البرهان بعدم رغبته شخصياً -أو أي من أعضاء المجلس العسكري الانتقالي- في لعب دور سياسي بعد نهاية الفترة الانتقالية.

المصدر : الجزيرة + وكالات