واشنطن بوست ترجح انتصار الثورة المضادة في السودان

ثورة معلقة بالسودان.. سعادة مشوبة بالحذر باتفاق العسكر وقوى التغيير صور لإعلان الاتفاق
تايلور وكلير: مشاركة القادة العسكريين ذوي الصيت غير المحمود في الانتقال المخطط للسودان يشير لتتبع مسار الربيع العربي (الأوروبية)

مع توصل أطراف المشهد السياسي الرئيسية في السودان لاتفاق أمس، يرجح كاتبان في "واشنطن بوست" أن تتبع الثورة خطى الربيع العربي، حيث يسقط الرجل القوي للنظام ويبقى حلفاؤه.

ونشرت الصحيفة مقالا لرئيس تحرير صفحات الرأي آدم تايلور بالاشتراك مع الكاتبة كلير باركر قالا فيه إن مشاركة القادة العسكريين ذوي الصيت غير المحمود -في الانتقال المخطط للسودان إلى الحكم المدني- يشير إلى أن هذه البلاد سوف تتبع قواعد اللعبة التي أصبحت راسخة وأجهضت غالبية ثورات الربيع العربي التي بدأت عام 2011.   

وأوضح المقال أنه وعلى الرغم من أن الاتفاقية تنص على أنه لا ينبغي السماح للمتورطين في العنف ضد المحتجين بالمشاركة في السلطة القادمة، فإنه لا يستبعد من المشاركة في السلطة أكثر القادة العسكريين عنفا والذي عُرفت قواته (الدعم السريع) ضد الثوار وهو الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).  

التشاؤل..
وقال الكاتبان إن حميدتي جزء من مجلس عسكري حاكم ينظر إليه الكثيرون في السودان على أنه امتداد لحكم المعزول عمر حسن البشير، إذ قام بقمع الاحتجاجات منذ تنحي الرئيس، بما في ذلك حادثة فض الاعتصام الشهيرة الشهر الماضي أمام القيادة العامة للجيش والتي قُتل فيها ما لا يقل عن مئة شخص.

ونسب المقال إلى الأستاذ المشارك بجامعة ماكجيل خالد مصطفى مدني قوله إن اتفاق الجمعة كان سببا للتفاؤل بالنظر إلى وحدة المعارضة والوعد بإجراء تحقيق مستقل في أعمال القتل الجماعي والقلق الحقيقي بشأن حميدتي، لدى أوروبا والولايات المتحدة.

ومع ذلك، قال مدني إن الكثيرين قلقون من أن شخصيات النظام قد تكون قادرة على استخدام تكتيكات التأخير أو محاولة تقسيم المعارضة المدنية قبل التسليم المخطط له، مضيفا أنه وفي هذا المنعطف فإن دور المجتمع الدولي مهم للغاية.

نمط بلدان الربيع
وقال الكاتبان: إذا قام القادة العسكريون بتأخير الإصلاح، فسيتبعون النمط المعمول به في بلدان الربيع العربي الأخرى، حيث تمكن رجال النظام الذي يريد السودانيون التخلص منه من التشبث بالسلطة، وفي بعض الحالات يوقفون محاولات الإصلاح الديمقراطي.

وختم الكاتبان المقال بقولهما: مع ذلك، فإن الثوار يدركون المخاطر. ففي ذروة الاحتجاجات، حمل البعض لافتات كتب عليها "لا نريد أن نكون مثل مصر".

المصدر : واشنطن بوست