في حوار صحفي.. ظريف يدافع عن الاتفاق النووي

Iran's Foreign Minister Mohammad Javad Zarif sits for an interview with Reuters in New York, New York, U.S. April 24, 2019. REUTERS/Carlo Allegri
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف (رويترز)

أجرت صحيفة نيويورك تايمز مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، تحدث فيها عن الاتفاق النووي باعتباره من عرابيه، واتهام المحافظين الإيرانيين له بالانخداع بوعود الأميركيين الزائفة، ووصفه من قبل إدارة دونالد ترامب بالمخادع الذي يتظاهر بالاعتدال رغم ولائه للمرشد الأعلى علي خامنئي.

وقد تحدث مسؤولو الإدارة الأميركية عن فرض عقوبات اقتصادية عليه بالرغم من أنه لا يزال عنصرا أساسيا لأي تسوية تفاوضية للمواجهة الحالية بين البلدين.

وبسؤاله: هل تأسف على الثقة في الولايات المتحدة والغرب بعد أن أصبح الاتفاق مهددا بالانهيار الآن؟ قال ظريف إنه يعتقد أن الاتفاق كان ولا يزال أفضل اتفاق ممكن حول المسألة النووية، ومع أن المشاركين فيه لم يكونوا سعداء بكل عناصره لكنه عالج المخاوف الرئيسية للجميع.

وقال الوزير الإيراني إن الجميع تداولوا هذا الاتفاق بعيون مفتوحة حول ما كان ممكنا وما لم يكن، ولم يهملوا أي شيء وقبلوا حقيقة إمكانية عدم حل جميع الخلافات، واتفقوا على تنحيتها جانبا.

وأضاف أنه من المهم ملاحظة أن الاتفاق -على عكس التصريحات العلنية الصادرة عن منتقديه من جميع الجهات- لم يبنَ على الثقة بل على اعتراف صريح بسوء الظن المتبادل، ولهذا السبب كان الاتفاق طويلا جدا ومفصلا.

واعتبر أن الاتفاق "مثال واضح على أننا تفاوضنا على هذا الاتفاق مع الوعي الكامل بأننا لا يمكن أن نثق في التزام الغرب، ونحن نمارس هذا الخيار في إطار الاتفاق في الوقت الحالي والذي يمكن بالفعل أن يحول دون انهياره التام الذي سيضر بمصالح الجميع بما في ذلك الولايات المتحدة".

وعندما سئل: هل تعتقد في إمكانية إنقاذ الاتفاق النووي؟ أم تتوقع استمرار تآكله منذ انسحاب الرئيس ترامب منه؟ أجاب ظريف بأن بلاده ستظل ملتزمة بالاتفاق طالما ظلت مراقبة المشاركين فيه (الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين).

وقال أيضا إن بقاء الاتفاق أو انهياره يتوقف على قدرة واستعداد كل الأطراف في الاستثمار بهذا التعهد. ولخص الأمر بأنه "لا يمكن تنفيذ اتفاق متعدد الأطراف من جانب واحد".

وبسؤاله هل أدى هذا التحول في الأحداث إلى تهديد حياته المهنية كأكبر دبلوماسي في إيران؟ قال ظريف إن مهنته المفضلة كانت دائما التدريس وإنه سوف يستأنفه عاجلا أم آجلا مع المزيد من المشاركة مع طلابه.

وعن حديث مسؤولي إدارة ترامب عن استهدافه بعقوبات اقتصادية، قال ظريف إن كل من يعرفونه هو وعائلته يعلمون أنه ليس لديه أي ممتلكات خارج إيران، وأنه ليس لديه حساب بنكي خارج البلاد، وإيران هي حياته كلها والتزامه الوحيد، ولذلك ليس لديه مشكلة شخصية مع العقوبات المحتملة.

وختم وزير الخارجية الإيراني المقابلة بأن التأثير -وربما الهدف الوحيد- من هذا الاستهداف المحتمل هو الحد من قدرته على التواصل، وشكك في أن يخدم ذلك أي شخص، وأكد أن هذا الأمر سيحد من إمكانية اتخاذ قرار مستنير في واشنطن.

المصدر : نيويورك تايمز