بلومبيرغ: بريطانيا لا تحتاج أزمة قناة سويس ثانية

REFILE - ADDING RESTRICTIONS Undated handout photograph shows the Stena Impero, a British-flagged vessel owned by Stena Bulk, at an undisclosed location, obtained by Reuters on July 19, 2019. Stena Bulk/via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. MANDATORY CREDIT.
فيكلينغ: الحكومة البريطانية لا تملك القوة الكافية لمنع هجمات مماثلة ضد ناقلاتها في مضيق هرمز (رويترز)

شبه الكاتب ديفيد فيكلينغ أزمة احتجاز إيران ناقلة بريطانية في مضيق هرمز قبل أيام بأزمة قناة السويس التي قضت على طموح المملكة المتحدة لتصبح قوة عالمية، على حد تعبيره.

وانتقد فيكلينغ -في مقال بموقع بلومبيرغ الأميركي- تعاطي الحكومة البريطانية مع أزمة الناقلة التي تحتجزها إيران منذ أيام واعتبر أنه كان بالإمكان تفاديها.

ووفقا للمقال فإن العملية العسكرية سيئة التخطيط في مضيق عالمي حيوي، وتعويل لندن الخاطئ على واشنطن خطوات تحمل ملامح أزمة قناة السويس الكارثية في منتصف الخمسينيات.

واستغرب الكاتب فشل حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في التنبؤ برد فعل طهران على احتجاز المملكة المتحدة ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق رغم دعوة مسؤول إيراني رفيع المستوى للرد بالمثل بعد ساعات من الحادث.

سياسة الرد 
وقال إن إستراتيجية إيران منذ بداية الأزمة الراهنة مع أميركا إثر انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي، التي تقوم على سياسة الرد بالمثل، وتحكمها في سير الملاحة في مضيق هرمز كلها عوامل تشير إلى حتمية وقوع الأزمة الراهنة.

واعتبر الاعتقاد أن الحكومة البريطانية قد دخلت الأزمة الحالية المتعلقة باحتجاز ناقلتها عن غير قصد أمرا ينافي المنطق ورجح أن تكون الجهات المعنية في المملكة قد حذرت مجلس الوزراء من أن عملية جبل طارق، بغض النظر عن مشروعيتها، ستؤدي إلى تدهور للوضع تصعب السيطرة عليه.

ويرى الكاتب أن الحكومة البريطانية لا تملك القوة الكافية لمنع هجمات مماثلة ضد ناقلاتها في مضيق هرمز، وتساءل عما ستفعله بريطانيا في حال قررت إيران عدم الاكتفاء بردها الحالي. وقال إن قرار المملكة المتحدة إرسال سفينتين حربيتين إلى الخليج هذا العام إضافة لسفينتها الحربية الوحيدة الموجودة أصلا في المنطقة لا يكفي لتأمين العدد الهائل من السفن التجارية البريطانية التي تعبر المضيق والتي تقارب الألف.

وقال الكاتب إنه بغض النظر عن دوافع الحكومة البريطانية للدخول على خط الأزمة الأميركية الإيرانية، فإنه من الواضح أنها تصرفت دون خطة مدروسة.

ورجح الكاتب ألا تصل حدة الأزمة بين لندن وطهران مستوى التصعيد الذي وصلت إليه الأزمة بين طهران وواشنطن لأسباب عدة، من أهمها وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين وحرص طهران على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي في ظل تراجع صادراتها النفطية بسبب العقوبات التي تفرضها عليها أميركا.

وختم الكاتب بأن الوضع في مضيق هرمز الحيوي الذي يتدفق عبره (خُمس) النفط العالمي هش للغاية، وليس المكان الأمثل للعب الحكومة البريطانية بأعواد الثقاب، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المملكة المتحدة.

المصدر : الجزيرة + بلومبيرغ