حزب آبي.. فوز بالانتخابات وفشل في تعديل دستور اليابان

Japan's Prime Minister Shinzo Abe, who is also leader of the Liberal Democratic Party (LDP), attends a news conference a day after an upper house election at LDP headquarters in Tokyo, Japan July 22, 2019. REUTERS/Issei Kato
آبي قال إن سياساته حصلت على الضوء الأخضر من المواطنين (رويترز)

مها ماتسومورا-طوكيو

فاز الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في انتخابات مجلس الشيوخ التي أجريت أمس الأحد، لكن الحزب الحاكم وحلفاءه فشلوا في الحصول على أغلبية الثلثين، وهو ما يعد انتكاسة كبيرة في محاولتهم لإعادة النظر في دستور ما بعد الحرب.

ويبدو أن الناخبين اليابانيين أعطوا الأولوية للاستقرار في سياسات الرعاية الاقتصادية والاجتماعية، واستطلعت الجزيرة نت آراء عدد من المواطنين حول أهم المواضيع التي دارت حولها الانتخابات، وهي أهمية السلام بالنسبة لليابانيين، والقلق إزاء السياسة الخارجية الحالية مع البلدان المجاورة، وخطر امتداد هذا العداء إلى الجيل القادم.

وأشار عدد من المواطنين إلى ثقتهم في الحكومة رغم ارتفاع الضريبة، وأملهم في وضعها خططا واضحة وحكيمة لاستخدامها، لضمان مستقبل أفضل لأطفالهم. في حين أشار آخرون إلى تأييدهم مساعي الحزب المناصرة للسلام، مع تأكيد أهمية صرف التأمين الحكومي للمسنين.

مشاركة متدنية
وذكرت وكالة أنباء كيودو أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت نحو 49%، وهي ثاني أدنى نسبة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، واعتبر مراقبون أن انخفاض نسبة المشاركة في هذه الانتخابات يعود إلى فشل أحزاب المعارضة في حشد الدعم من الناخبين المتأرجحين، الذين يشكلون نسبة كبيرة من عدد الناخبين.

ويُنظر إلى الانتخابات على نطاق واسع على أنها بمثابة كسر لطموح آبي منذ فترة طويلة في مراجعة دستور ما بعد الحرب.

لكن رئيس الوزراء قال -معلقا على النتائج- إنه يعتبر النتائج دليلا على تأييد الناخبين لتعهده في حملته الانتخابية بمراجعة الدستور، وقال "لقد فزنا بأكثر من نصف المقاعد المتنازع عليها، وهذا يعني أن الناس حثونا على تعزيز زيادة النقاش حول مراجعة الدستور".

مراجعة الدستور
وفي تعليقه على نتائج الانتخابات، قال الخبير السياسي أوتشياما يو في تصريحات للجزيرة نت إن سيادة الحزب الديمقراطي الليبرالي طغت على كافة الأحزاب المعارضة مجتمعة، مشيرا إلى أن فوز آبي يدل على إعطاء سياسته الضوء الأخضر من قبل المواطنين.

ويقول مراقبون إن آبي يمكن أن يواجه مقاومة شديدة من شريك الائتلاف كوميتو لأي محاولة منه لإعادة كتابة المادة (9) التي تنبذ الحرب، "إذا تبين أن مراجعة الدستور بعيدة المنال أكثر مما كان يأمل".

وكان آبي وضع نصب عينيه مراجعة الدستور عام 2020، لكن فشل المعسكر المؤيد للتعديل في الاستحواذ على أغلبية الثلثين يعني أن زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي يواجه مهمة شاقة؛ تتمثل في ضرورة كسب تأييد أحزاب المعارضة إذا كان يريد تحقيق هدفه.

المصدر : الجزيرة