عقد برعاية قطرية ألمانية.. هل يفضي حوار الأفغان إلى مصالحة مع طالبان؟

بحضور مختلف أطيافهم.. العاصمة القطرية تستضيف مؤتمر الأفغانيين للسلام
العاصمة القطرية استضافت مؤتمر الأفغان للسلام يوم 7 يوليو/تموز الحالي (الجزيرة)

حميد الله محمد شاه-كابل

يعتبر متابعو الشأن السياسي في أفغانستان أن الحوار الأفغاني في العاصمة القطرية الدوحة تطور مهم وناجح، وقد يمهد الطريق لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان وإنهاء الحرب التي تعاني منها البلاد منذ أربعة عقود.

وبعد نحو أسبوعين من انعقاده بمشاركة ستين شخصية أفغانية تمثّل الأطراف المختلفة في البلاد وبدعوة من قطر وألمانيا، يرى المتابعون أن مشاركة ممثلين عن الحكومة -وإن بصفتهم الشخصية- يعدّ تطورا إيجابيا يساعد في تقريب وجهات النظر بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.

وميّزت هذه النقطة المؤتمر، عن الجولتين اللتين عقدتا قبل شهرين في العاصمة موسكو بين ممثلي طالبان وشخصيات أفغانية واعترضت عليها الحكومة الأفغانية، إلا أنها في هذه المرة رحّبت بما توصل إليه الطرفان في الدوحة من تفاهمات وصيغة البيان الصادر الذي اتفق عليه الطرفان بعد مناقشة استمرت 14 ساعة.

ويقول صميم عارف المتحدث باسم الرئيس الأفغاني إن "الحكومة الأفغانية ترحب بورقة التفاهمات التي توصل إليها الحوار الأفغاني في الدوحة"، مضيفا أن "هناك نقاطا إيجابية في الورقة نرى أنها تمهيد جيد لانطلاق حوار مباشر بين الحكومة الأفغانية وطالبان لأن الصراع يدور بينهما، ويجب الجلوس إلى طاولة المفاوضات معا عاجلا أم آجلا".

وكشف عارف أنه سيكون هناك اتفاق مبدئي قبيل سبتمبر/أيلول المقبل، ليُبنى عليه من أجل الحوار الأفغاني الشامل لينتج عنه وقف إطلاق نار في عموم البلاد.

في المقابل، ترى حركة طالبان أن مؤتمر الدوحة وموسكو لا يتعدى كونه اجتماعا بين طالبان والأطراف الأفغانية ولا يمكن تسميته مفاوضات.

حوار واعتراضات
ويقول المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد إن الحوار بين الأفغان في الدوحة "كان مؤتمرا وليس مفاوضات بين الطرفين، ولا نستطيع بدء المفاوضات مع الحكومة الأفغانية ما دامت القوات الأميركية في أفغانستان.. يجب أولا حل البعد الخارجي أو الأجنبي للقضية الأفغانية، ثم يمكن الجلوس مع الحكومة".

وأضاف أنه في حضور القوات الأجنبية في البلاد لا يمكن اتخاذ القرارات المصيرية والكبيرة، لذا يجب الاتفاق مع الولايات المتحدة حول انسحاب قواتها من أفغانستان أولا.

وحسب مصادر مقربة من المفاوضات، فإن الجولة الثانية بين الأفغان ستعقد في مدينة سمرقند بأوزبكستان، وهذه المرة سيشارك ممثلو الحكومة الأفغانية وحركة طالبان وجها لوجه.

ويؤكد الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني على إجراء الانتخابات الرئاسية التي أجلت مرتين حتى الآن بتوصية من الولايات المتحدة، على أمل تحقيق المصالحة مع حركة طالبان وتمكّن الأخيرة من الاندماج في العملية السياسية.

وبالنظر إلى الديناميات الحالية في أفغانستان، يبدو أن المصالحة والانتخابات هدفان متناقضان إلى حد ما، وستتضاءل إمكانية نجاح عملية السلام بشكل كبير إذا أصر الرئيس الأفغاني على إجراء الانتخابات قبل التوصل إلى اتفاق مع طالبان.

مفاوضات ومصالحة
ويقول الأمين العام السابق للجنة المصالحة محمد أكرم خبلواك المتابع لسير المفاوضات بين المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاده وحركة طالبان "إن الحكومة الحالية لا تريد المصالحة مع طالبان قبيل الانتخابات الرئاسية، وإنما ترغب في توقيع الاتفاقية المبدئية بين طالبان وواشنطن".

بعد سبع جولات من المفاوضات بين واشنطن وحركة طالبان ومؤتمر الحوار بين الأفغان في موسكو وقطر، يبدو أن أطراف الصراع في أفغانستان تقترب أكثر من اتفاق سلام، إلا أن إمكانية التوصل إلى مثل هذه الصفقة أمر لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير وموضوع ليوم آخر.

فقد أثار السياسيون والخبراء والشعب الأفغاني عددًا من المخاوف مؤخرا بشأن جهود السلام الحالية التي يتم توجيه معظمها إلى مرحلة اتفاق ما بعد السلام والمصالحة في أفغانستان، والسبب الرئيسي للقلق أن كل ما تم تداوله خلال المفاوضات بقي سرا بين الطرفين، وحتى الحكومة الأفغانية لا تعرف ماذا جرى بينهما.

في هذه الأثناء، يفضل الشارع الأفغاني السلام والمصالحة مع حركة طالبان ثم إجراء الانتخابات والتوافق على رسم الخطوط العريضة لمستقبل أفغانستان السياسي.

المصدر : الجزيرة