مع اقتراب الاتفاق النووي من الهاوية.. اجتماع أوروبي لبحث الخطوات المقبلة

يبحث الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في بروكسل سبل إقناع إيران والولايات المتحدة بتخفيف التوتر وبدء حوار، وسط مخاوف من أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بات على وشك الانهيار.

ويبحث وزراء خارجية الاتحاد سبل تقليص خطورة وقوع حسابات خاطئة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد عسكري بالمنطقة، إلى جانب قضايا أخرى مثل الوضع في العراق والرد على مواصلة تركيا التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل قبرص، فضلا عن ملفات السودان وإثيوبيا وفنزويلا.

وأكد  وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت رغبة بلاده في التهدئة  لكنه اتهم إيران بالقيام بأنشطة مزعزعة في المنطقة على حد وصفه.

واعتبر هنت لدى وصوله إلى بروكسيل لحضور الاجتماع أن الوقت لم يفت بعد  لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، وأن هناك فرصة صغيرة لفعل ذلك، مشيرا إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة وإن كانا حليفان مقربان فإنهما غير متفقين بشأن تدبير الأزمة مع ايران.

من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن على الأوربيين أن يبقوا موحدين من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي.

ودعا إيران إلى العودة عن موقفها بخصوص رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، معتبرا أن القرار الإيراني يمثل إجابة سيئة على قرار سيء، في إشارة الى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.

ويناقش وزراء خارجية الاتحاد ملف إيران ضمن جدول أعمال اجتماعهم الذي يعقد اليوم في بروكسيل في ظل غياب أفق واضح للحل مع تمسك كل من طهران وواشنطن بموقفيهما.

ونقلت رويترز عن دبلوماسي لم تسمه أن الاتفاق النووي على شفا الانهيار، وأن الرسالة ستكون اليوم هي إظهار وحدة الاتحاد الأوروبي، لكن "يجب أن توضح لطهران أنها بحاجة إلى العودة إلى الصف".

وأضاف أنه في الوقت الراهن لا يوجد شيء يمكن التراجع عنه "لذا لدينا مساحة أكبر للدبلوماسية".

من جانبه قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن بلاده ستقلص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي حتى يفي باقي الموقعين بتعهداتهم.

خلفية التوتر
وتفاقمت التوترات بين واشنطن وطهران منذ أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وافقت إيران بموجبه على تقييد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي أضرت باقتصادها.

وردا على إعادة فرض العقوبات الأميركية الصارمة والتي استهدفت بشكل خاص إيرادات النفط الرئيسية لإيران، تخلت طهران عن بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي حيث رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم لأعلى من مستوى 3.67% الذي يجيزه هذا الاتفاق، مما دفع الأطراف الأوروبية في الاتفاق (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) لتحذيرها من مغبة عدم الامتثال الكامل لبنود الاتفاق.

وسعت القوى الثلاث الموقعة على الاتفاق -إلى جانب روسيا والصين- إلى نزع فتيل التوترات التي بلغت ذروتها عندما خططت واشنطن لشن ضربات جوية على إيران الشهر الماضي، وهي الخطة التي ألغاها ترامب في اللحظة الأخيرة.

وأرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير خارجيته إلى طهران الأسبوع الماضي لتقديم اقتراحات حول كيفية تجميد الوضع الراهن لكسب بعض الوقت، وقال إنه يريد مراجعة مدى التقدم الدبلوماسي بحلول 15 يوليو/تموز.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أمس أن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا رفعت العقوبات وعادت إلى الاتفاق.

وفي نيويورك، وجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس رسالة وصفت بالقوية للأوروبيين، حيث نقل التلفزيون الرسمي عنه قوله "هناك فرق كبير بين فعل شيء وإعلان استعدادك".

وما زال الأوروبيون يحاولون تطبيق آلية "إنستكس" الأوروبية للتبادل التجاري مع إيران، ولم يتم بعد إنشاء الآلية الموازية لها بإيران، وفي حال بدء تطبيقها فإنه سيتم التعامل مبدئيا فقط في منتجات مثل المستحضرات الصيدلانية والغذاء، وهي منتجات لا تخضع للعقوبات الأميركية. لكن طهران تريد أن تشمل الآلية مبيعات النفط أو تقديم تسهيلات ائتمانية كبيرة حتى تكون مفيدة.

المصدر : وكالات