بينما يحتدم الخلاف بين السعودية والإمارات.. يستمر تمزيق اليمن

A handout picture released by Emirates News Agency (WAM) shows Emirati soldiers carrying coffins of some of the UAE soldiers who died during the military operation 'Operation Restore Hope' under the Saudi Arabia-led Arab alliance in Yemen during the funeral ceremony at Al Bateen Airport in Abu Dhabi, United Arab Emirates, 05 September 2015. Forty-five Emirati troops were killed 04 September in an apparent missile strike in eastern Yemen, the heaviest losses yet for an alliance of Gulf states who have joined the fight against Iran-backed Houthi rebels. The incident marks the greatest loss of life in the history the Gulf state's armed forces - as well as the clearest indication yet of the key role its troops are playing in the fight against the rebels inside Yemen. EPA/EMIRATES NEWS AGENCY / HANDOUT
الإمارات تكبدت خسائر بالأرواح والمعدات في اليمن (الأوروبية)
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الخلاف الإستراتيجي بين السعودية والإمارات واختلاف أولوياتهما في اليمن بشأن قضايا عدة تتعلق بإدارة الصراع مع الحوثيين، يعمق الصراع الداخلي بين الأطراف اليمنية التي تقاتل مليشيا الحوثي، ويقضي على الأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب التي تمزق البلد منذ سنين.
 
واعتبرت الصحيفة أن الأخبار المتداولة خلال الأسابيع الأخيرة عن انسحاب جزئي للإمارات من اليمن، جاء نتيجة للخلاف بين البلدين، ورجحت أن تكون الإمارات تنوي الانسحاب كليا وترك المملكة وحيدة في ساحة المعركة.
 
ورغم نفي الجهات الرسمية الإماراتية نيتها الانسحاب كليا من اليمن وتأكيدها عدم وجود خلافات بينها والسعودية، فإن معطيات الواقع تشير إلى أن بن زايد سئم الحرب الميؤوس منها في اليمن، التي باتت تهدد أمن بلاده.
 
ووفقا لوسائل إعلام خليجية، فإن بن زايد يتعرض لضغوط من شركائه حكام الإمارات السبع الأخرى، للانسحاب من اليمن، خشية أن تجعل أي مواجهة عسكرية بين طهران وواشنطن بلدهم هدفا للهجمات الإيرانية.
سياسة النأي بالنفس
وأرجعت الصحيفة أيضا أسباب الانسحاب الإماراتي من اليمن إلى سعي الإمارات للنأي بنفسها عن المملكة التي توجد حاليا في عين العاصفة السياسية الأميركية، حيث بلغت المواجهة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والكونغرس حول مبيعات الأسلحة إلى الرياض ذروتها مؤخرا عندما تخطى ترامب قرارا للكونغرس يقضي بتجميد صفقة بقيمة ثمانية مليارات دولار، وهي الخطوة التي قد تعرقلها تشريعات جديدة.
 
وتتجه الإدارة الأميركية إلى فرض عقوبات على المملكة بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان، تستند فيها إلى دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها بلاده خلال حربها على اليمن.
 
ورغم أن تلك العقوبات لن تكون صارمة كتلك التي فرضتها واشنطن على طهران ودمشق، فإن التأكيد على عقوبات معلنة من قبيل منع دخول كبار المسؤولين السعوديين إلى أميركا، كفيلة بأن تشعر حكام الإمارات بالقلق من أن مشاركتهم في حرب اليمن قد تجعلهم هدفا للعقوبات الأميركية.
اللجوء للأمم المتحدة
لقد حصدت الحرب في اليمن أرواح ما يقارب 100 ألف شخص، قضوا نحبهم بسبب القصف والهجمات العسكرية أو بسبب الجوع والأمراض التي باتت تفتك بالشعب اليمني، كما شردت ما يزيد على ربع مليون شخص، ورغم ذلك، ووفقا للصحيفة، لا يبدو أن نهايتها قريبة في ظل استمرار الخلاف السعودي الإماراتي، والصراعات الداخلية بين الجهات التي تقاتل الحوثيين، وتحديدا الحكومة اليمنية المعترف بها والمجلس الانتقالي الجنوبي، والأزمة بين ترامب والكونغرس بشأن صفقات السلاح والعلاقات مع المملكة.
 
وأشارت هآرتس إلى أن الهدف الأميركي السعودي المتمثل في التخلص من الحوثيين وقطع ذراع إيران في اليمن بات صعب التحقيق، بسبب تعذر إضفاء شرعية دولية على هجمات أميركية شاملة في اليمن، حيث لا يُنظر إلى الوضع في اليمن على أنه تهديد دولي.
 
أضف إلى ذلك أن الإدارة الأميركية باتت مقتنعة بأن إرسال مزيد من المساعدات العسكرية للسعودية والإمارات لن يؤدي إلى تحقيق نصر حاسم في اليمن، وأن الحل يكمن في تحويل الملف إلى الأمم المتحدة.
المصدر : الصحافة الإسرائيلية