تغييب الشهود.. الأمن السوداني يمنع صحفيين أجانب من مغادرة الفنادق

سودانيون يستجيبون لدعوات النزول للشوارع بعد محاولة فض الاعتصام.
قبل فض الاعتصام اختار المجلس العسكري تغييب عدد هام من الصحفيين ومنعهم من التغطية (مواقع التواصل الاجتماعي)
أفاد صحفيون ومراسلون أجانب في السودان بأن قوات الأمن لم تسمح لهم بتغطية التطورات الجارية بعد فض الاعتصام فجر اليوم، ومنعت بعضهم حتى من مغادرة فنادقهم.
 
وقالت مراسلة رويترز نادين عوض الله إن العديد من الصحفيين الموجودين الآن في الخرطوم أبلغوا أن قوات الأمن تمنعهم من مغادرة الفنادق، وأشارت في تغريدة لها على صفحتها بتويتر إلى أنه تم احتجاز أحدهم لمدة قصيرة ثم أطلق سراحه فيما بعد.
 

ولم يقتصر الأمر على المنع من مغادرة الفنادق، فقد أكد المراسل جيسون باتينكين أن القوات الحكومية منعت الصحفيين الأجانب من مغادرة الفندق أو حتى الذهاب إلى شرفات المبنى للنظر إلى الشوارع. وعلق في تغريدة على تويتر "من الصعب بالنسبة لي أن أرى ما يحدث في الخرطوم الآن".

وعرض آخر هو توماس فان لينغ بعض مشاهد الاعتداء على المواطنين، ونشر فيديو لدوريات أمنية في الخرطوم تجبر الناس على الخروج من سياراتهم ثم توسعهم ضربا واعتداء.

في البدء.. كانت الجزيرة
وكان المجلس العسكري قد بدأ التضييق على الصحفيين بإغلاق مكتب الجزيرة في الخرطوم والتحفظ على الأجهزة والمقتنيات بعد حصرها وتسليمها للسلطات، وقد استنكرت الجزيرة وشبكة الصحفيين السودانيين هذا القرار.

وتضمن القرار سحب تراخيص العمل لمراسلي وموظفي شبكة الجزيرة، وقال ضباط الأمن إن القرار اتخذ من قبل المجلس العسكري الانتقالي، لكنهم لم يسلموا مديرَ مكتب الجزيرة أي قرار مكتوب.

ولاحقا أعلن عن اعتقال الصحفية الفرنسية غينايل لونوار، التي اعتقلتها السلطات السودانية أمس عندما كانت تغطي الأحداث في مدينة عطبرة مهد الثورة السودانية.

وطالب رئيس تحرير موقع أوريان 21 الفرنسي آلان غريش سلطات بلاده باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإطلاق سراح الصحفية غينايل لونوار وتمكينها من مواصلة عملها.

انقطاع الإنترنت
وبالإضافة إلى التضييق المباشر والمنع من مغادرة الفنادق الذي يتعرض له الصحفيون، أبلغ بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن انقطاعات في الإنترنت.

ودعا تجمع المهنيين في تغريدة له -في حال انقطاع خدمات الإنترنت وشبكات الاتصال بالسودان- "جميع الثائرات والثوار الشرفاء إلى مواصلة العمل الثوري".

وقال إن العمل الثوري حينئذ يكون "وفق ما صدر مسبقا من موجهات، ويشمل التظاهر، وتسيير المواكب، وتتريس وقطع الطرقات وشل الحركة بصورة عامة في العاصمة وكل مدن وقرى السودان".

دماء.. وموسيقى
وفي السياق ذاته أدان تجمع الإعلاميين السودانيين "الأحداث المأساوية التي حدثت فجر التاسع والعشرين من رمضان بإيعاز من المجلس العسكري في سابقة خطيرة لفض اعتصام الثوار بمحيط القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة".

وذكر في بيان له أنه في "ظل هذه الأوضاع المأساوية لا تزال إدارة القنوات والإذاعات السودانية سادرة في غي الغناء والموسيقى، وتواصل برمجتها المعتادة، بعيدا عن نبض الثورة والشارع السوداني، في تجاهل متعمد لدماء الشهداء وتضحياتهم".

وأعلن التجمع تبرؤه "من كل ما يبث في القنوات والإذاعات السودانية منذ اليوم وحتى انقشاع ظلمة هذه السحائب من القهر والتنكيل والظلم عن بلادنا".

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي