فايننشال تايمز: الصراع الإثني يهدد الإصلاحات السياسية والاقتصادية بإثيوبيا

رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد يلقي خطابا متلفزا بشأن المحاولة الانقلابية في إقليم أمهرا يوم 22 يونيو حزيران 2019
المحاولة الانقلابية عرّضت جهود آبي أحمد لنقل بلاده إلى الديمقراطية للخطر (الجزيرة)

قالت فايننشال تايمز البريطانية إن محاولة الانقلاب التي شهدها إقليم أمهرا شمال غربي البلاد الأسبوع الماضي عرّضت للخطر جهود رئيس الوزراء آبي أحمد لنقل إثيوبيا من الاستبداد إلى الديمقراطية.

وفي مقال نشرته الصحيفة، ذكر الكاتب ديفد بيلينغ أن قوات الأمن الإثيوبية قتلت اللواء أسامينيو تسيغي المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل على حكومة إقليم أمهرا.

ويرى الكاتب أن قصة تسيغي -الذي سبق أن أطلق آبي أحمد سراحه العام الماضي حيث كان يقضي عقوبة السجن المؤبد بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم- توجز مدى الصعاب والمخاطر التي تكتنف محاولات رئيس الوزراء لتحويل إثيوبيا من نظام حكم يُعد من بين الأشد استبدادا بأفريقيا إلى دولة تنعم بديمقراطية ليبرالية.

ومع أنه ربما لم تنجح بعد مساعي آبي أحمد ضابط الاستخبارات العسكرية السابق والذي يعتبره كاتب المقال أكثر القادة الأفارقة إثارة، فإن أحداث الأسبوع المنصرم تظهر المخاطر التي تعترض مشروعه الإصلاحي.

ويقول الكاتب إن رئيس الوزراء يسعى لتجديد النظام الذي استحدثته الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية منذ تربعها على سدة الحكم في البلاد عقب ثورة 1991.

وقبل ظهور آبي أحمد على الساحة، كانت عٍرقية التيغراي -التي تشكل 6% من سكان البلاد- هي المهيمنة على الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية.

غير أن استدامة سيطرة التيغراي على الحكم أضحت غير ممكنة ذلك أن الأورومو، وهي أكبر عرقية في البلاد طالما انتابها شعور بالتهميش- جعلت من الأمر قضية مشتركة مع الأمهرا ثاني أكبر عرقية والتي لطالما حكمت البلاد.

ووفقا للمقال فإن تعيين آبي أحمد -أول زعيم من الأورومو يتولى السلطة في تاريخ إثيوبيا- جاء بمثابة صمام أمان، فكان أن تبنى قيم الديمقراطية الليبرالية، وتحرير الصحافة، ومنع حظر الأحزاب السياسية.

التعصب القومي
ورغم أن نتيجة مساعيه تكللت بتحرير البلاد، فقد شابتها الفوضى كذلك. ثم إنه أطلق العنان لطوفان من "التعصب القومي" حيث يُخشى أن تسمو حقوق الأقاليم التسعة المقسمة على أساس عرقي فوق أي حق للدولة الإثيوبية الموحدة.

وتابع الكاتب: لقد اندلع القتال العرقي بالفعل، ونزح زهاء ثلاثة ملايين شخص من ديارهم. 

ويمضي إلى القول إن اللواء أسامينيو (أمهري) أشعل جذوة المشاعر المناوئة للتيغراي، وطعن حتى بشخصية آبي أحمد وتراث الأورومو العرقية التي ينتمي إليها.

وكان أن أخذ أسامينيو الأمور إلى أبعد من ذلك -ربما تحسبا لفصله من الخدمة- فجاء مقتل رئيس إقليم الأمهرا بأوامر "مزعومة" منه، حسب المقال.

وينقل الكاتب عن ويل ديفيسون من مجموعة الأزمات الدولية توقعاته بأن انتخابات 2020 لم تعد مجدية، قائلا "ما لم تُعالج الأزمة فسيكون من العسير توفير الظروف السياسية والأمنية الملائمة للمضي قدما بإجراء انتخابات سلمية، بناءة وتنافسية كالتي وعد بها آبي أحمد".

المصدر : فايننشال تايمز