ميديابارت: إيران.. فشل ترامب الذريع
وتساءل الكاتب ماثيو ماغناوديكس في مقاله بالموقع، ما الذي يحدث هذه الأيام في أروقة البيت الأبيض، خاصة في الجناح الغربي، حيث يقع مكتب الرجل الغامض، رئيس مجلس الأمن القومي جون بولتون، العدو المعلن لإيران الذي يحلم منذ عقود بالإطاحة بملالي طهران؟
وأوضح الكاتب أن الفكرة العامة واضحة تماما، وهي أن بولتون ومايك بومبيو يميني كنساس المتطرف الذي يترأس الدبلوماسية الأميركية، ومديرة وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) جينا هاسبل، المتورطة في قضايا تعذيب أيام الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ظلوا لأسابيع يضغطون على ترامب بكل الوسائل كي يقرر ضربة عسكرية ضد طهران.
تدارك الأمر
وقد كانت العملية تراجع عنها ترامب، موجهة للرد على إسقاط إيران طائرة استطلاع أميركية مسيرة في خليج عمان، قالت طهران -خلافا لواشنطن- إنها توغلت في مجالها الجوي.
وبذلك، كانت الولايات المتحدة على بعد عشر دقائق من الدخول في دوامة حرب لا تمكن السيطرة عليها، ويحتمل أن تكون مدمرة، لولا نصيحة مستشار الظل ومقدم فوكس نيوز الذي نصح ترامب بضبط النفس حتى لا يعيق إعادة انتخابه العام المقبل، كما يقول الكاتب، معلقا بأن ما جعل ترامب يتراجع عن قراره أمر لا يبشر بخير.
ومع أن محاولة مهندس الحرب الأميركية في العراق جون بولتون والأصولي المسيحي مايك بومبيو لدفع أميركا إلى حرب مع إيران لم تنجح، فإن هذا الثنائي لم يلق بعد سلاحه، كما يقول الكاتب.
وبعد تراجع ترامب عن الضربة، طار بومبيو -الذي لا يفوت فرصة لاتهام طهران "بالتضليل"- إلى الشرق الأوسط، حيث سيتوقف في السعودية والإمارات لبناء تحالف من أجل "دحر أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم"، حسب تعبيره، في حين حذر بولتون طهران من أن تتوهم أن "الحذر الأميركي" نوع من "الضعف".
خطر التدخل قائم
وعلق الكاتب بأن ترامب -الذي انتخب للحاجة إلى وقف الحروب الخارجية- أصبح الآن في مأزق إستراتيجي يمكن أن يجره في النهاية إلى تدخل عسكري.
وأوضح أن منطق خطاب ترامب المتشدد نحو طهران الذي هو من إنتاجه الشخصي، يمكن أن يجره إلى التدخل العسكري حفاظا على مصداقيته وماء وجهه، خاصة أنه تاجر معتد بنفسه ويكره الخسارة.
ورغم أن ترامب انسحب من الاتفاق النووي مع إيران بصورة أحادية ووصفه بالسيئ، فإنه قال في مقابلة يوم الأحد إنه مقتنع بأن طهران "تريد اتفاقا"، رغم أنها هددت بإعادة إنتاج اليورانيوم المخصب في وقت قريب جدا.
وفي هذا السياق الغامض -حسب المراسل- تواصل إيران من أجل التأثير على واشنطن اعتمادها على المجتمع الدولي، وخاصة الأوروبيين، وقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الولايات المتحدة وإيران إلى "التفكير ووقف التصعيد والحوار".