وول ستريت جورنال: زعيم مليشيا همجي بات يلعب الدور الأكبر بالسودان

محمد حمدان حميدتي
وول ستريت: بات حميدتي الأقوى بالمجلس العسكري (الجزيرة)

وصفت وول ستريت جورنال الأميركية محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان بأنه "زعيم همجي" لمليشيا قامت بسحق "حركة مقاومة" بإقليم دارفور غربي البلاد أسفرت عن مقتل ثلاثمئة ألف مدني.

وتقول الصحيفة إن حميدتي برز اسمه في الآونة الأخيرة كطرف يضطلع بدور رئيسي في البلاد بعد أشهر من احتجاجات شعبية أدت إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان الماضي.

ولفتت في تقريرها إلى أن حميدتي يقود "جماعة شبه عسكرية ترعاها الدولة وتُعرف باسم قوات الدعم السريع" وهي التي هاجمت في الثالث من يونيو/حزيران الجاري اعتصاما يطالب بالديمقراطية أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم.

ونجم عن فض الاعتصام مقتل أكثر من مئة شخص، بحسب قادة الاحتجاجات وجماعات حقوق الإنسان.

استمرار القمع بالخرطوم
وتردف وول ستريت جورنال قائلة إن قوات الدعم السريع ما انفكت تستهدف التجمعات الجماهيرية والناشطين في العاصمة.

ويعتبر بعض المحللين أن حميدتي بات أقوى جنرالات الجيش بالمجلس العسكري الانتقالي الذي يحكم حاليا، بينما تصفه الصحيفة الأميركية بأنه راعي إبل سابق لم يتلق تدريبا عسكريا نظاميا لكنه أثرى من تعدين الذهب وقطاعات أخرى لم تسمها.

ووفقا للمحللة السياسية المستقلة داليا حاج عمر -التي استنطقتها الصحيفة- فإن حميدتي أضحى "صاحب النفوذ الأكبر في (الخرطوم)" مضيفة أن المجلس العسكري نفسه لم يعد أمامه من خيار سوى "استيعابه".

وتنوه الصحيفة إلى أن الرئيس المخلوع استعان عام 2003 بحميدتي لإنشاء مليشيا عُرفت حينها باسم الجنجويد وتعني بحسب الصحيفة "عصابات" من أجل التصدي للتمرد في دارفور.

مجزرة دارفور
وكانت قوات الدعم السريع قد سحقت التمرد في حملة "الأرض المحروقة" التي طالت المدنيين "غير العرب" في غرب البلاد، وأسفرت عن مقتل ثلاثمئة ألف شخص، في حملة وصفتها المحكمة الجنائية الدولية بالمجزرة.

وتخوض قوات الدعم السريع منذ 2015 حربا ضد جماعة الحوثي باليمن إلى جانب التحالف بقيادة السعودية.

وتمضي الصحيفة إلى القول إن النظام الحالي بقيادة العسكر "حليف وثيق" للحكام العرب بمصر ودول الخليج "الذين يحبذون حلا متشددا للمأزق السياسي بالسودان".

ويرى بعض المحللين أن قوى إقليمية –في إشارة إلى مصر ودول خليجية- ستخسر الكثير لو فقد العسكر السلطة بالسودان. وكانت السعودية والإمارات قد وفرتا الدعم المالي والسياسي للمجلس العسكري الانتقالي.

وكشف التقرير أن رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان هو من أشرف على الصفقة التي أُبرمت عام 2015 مع الرياض وأبو ظبي، وكان بموجبها تم نشر عشرة آلاف من الجنود السودانيين لخوض حرب اليمن.

المصدر : وول ستريت جورنال