في اللحظات الأخيرة.. ترامب يتراجع عن ضرب إيران ويهاتف بن سلمان

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالا هاتفيا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعدما كشف تفاصيل ضربة عسكرية كان سيوجهها لإيران، في حين طلبت واشنطن عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول إيران.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب تحدث اليوم الجمعة مع الأمير محمد بن سلمان بشأن الاستقرار في الشرق الأوسط وسوق النفط، بعد أن تسبب التوتر مع إيران في زيادة أسعار الخام.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوغان غيدلي في بيان إن الزعيمين "ناقشا الدور الحيوي للسعودية في ضمان الاستقرار بالشرق الأوسط وسوق النفط العالمية. كما ناقشا التهديد الذي يشكله السلوك التصعيدي الذي ينتهجه النظام الإيراني".

وتأتي المحادثة الهاتفية في غمرة تفاعلات ما كشف عنه اليوم من إحجام ترامب عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران قبل عشر دقائق فقط من تنفيذها.

حوار بلا شروط
ورغم تفاقم التوتر بين الطرفين، فإن ترامب بعد إعلانه عن وقف الضربة العسكرية، قال إنه مستعد لإجراء محادثات مع المرشد الإيراني الأعلى أو الرئيس حسن روحاني.

وأضاف ترامب -وفقا لما نقله مراسل "أن.بي.سي"- أن لا شروط مسبقة لديه لإجراء محادثات مع إيران.

كما نقل عنه قوله إن مسألة الصواريخ البالستية الإيرانية يجب أن تكون ضمن أي اتفاق لاحق مع طهران.

بيلوسي راضية
وعلى صعيد آخر، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إنها راضية عن إلغاء الرئيس ترامب ضربة عسكرية مزمعة على أهداف إيرانية، وأضافت أن حجم الأضرار الجانبية من تلك الضربة كان سيصبح "مستفزا جدا".

وأضافت بيلوسي للصحفيين أن "توجيه ضربة تخلف هذا القدر من الأضرار الجانبية سيكون أمرا مستفزا للغاية.. أنا سعيدة لأن الرئيس لم يفعل ذلك"، مشددة على مطلبها المتعلق بحصول ترامب على تفويض من الكونغرس أولا قبل أي عمل عسكري ضد طهران.

وتابعت "نعتقد أن هناك العديد من الخيارات.. التي ربما تكون أكثر نفعا".

وبينما تتواصل تفاعلات إلغاء الضربة العسكرية في دوائر السياسة الأميركية، قال قائد بالحرس الثوري الإيراني اليوم إن القواعد الأميركية في المنطقة وحاملة الطائرات بالخليج تقع في مدى صواريخ إيرانية دقيقة التوجيه.

وقال قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده في تصريح على التلفزيون الرسمي إن "القوات الأميركية في المنطقة كانت تهديدا، لكنها الآن فرصة.. إنهم لا يتحدثون عن حرب مع إيران لأنهم يعرفون مدى انكشافهم".

جلسة طارئة
وفي تطور آخر دعت الولايات المتحدة إلى عقد جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين القادم بشأن إيران، وذلك لإحاطة أعضاء المجلس بآخر التطورات المتعلقة بطهران، وتقديم المزيد من المعلومات بشأن التحقيقات المتعلقة بناقلات النفط.

ولم يصدر حتى الساعة أي تأكيد من قبل البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة -التي تتولى الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري- بانعقاد الجلسة.

وفي ذات السياق حث الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش اليوم كلا من الولايات المتحدة وإيران على تجنب أي فعل يؤدي إلى التصعيد بينهما.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.

وردا على أسئلة الصحفيين عن موقف غوتيريش من إعلان ترامب عبر تويتر أنه كان على وشك توجيه ضربة لإيران فجر اليوم، قال دوجاريك إن رسالة الأمين العام التي يريد توجيهها هي ضرورة تجنب أي فعل يؤدي إلى التصعيد.

الدقائق الحاسمة
وكان الرئيس ترامب قد كشف تفاصيل ضربة عسكرية كان سيوجهها فجر اليوم لمنشآت ومواقع إيرانية مختلفة، ردا على إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة صباح أمس الخميس.

وقال ترامب في تغريدات له إنه قرر وقف الضربة قبل عشر دقائق من تنفيذها، لأنها لم تكن متناسبة مع إسقاط طائرة مراقبة أميركية مسيرة غير مأهولة.

وأضاف ترامب أنه عندما سأل مستشاريه عن عدد الضحايا المفترضين للضربة، أخبروه بأنهم يتوقعون أن تؤدي إلى مقتل 150 شخصا، فقرر إيقافها على خلفية ذلك.

وبخصوص المواقع التي كانت الضربة ستستهدفها، قال ترامب إنها كانت موجهة إلى مواقع ومنشآت إيرانية مختلفة.

وأشار إلى أنه ليس في عجلة من أمره، و"جيشنا جديد ويعيد بناء نفسه ومستعد للانطلاق، وهو الأفضل عالميا بفارق كبير"، كاشفا أيضا أنه فرض المزيد من العقوبات على طهران في وقت متأخر أمس.

تحذيرات روسية وأوروبية
وبينما تتفاعل قضية إسقاط الطائرة المسيرة بين واشنطن وطهران، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أي عمل عسكري أميركي ضد إيران سيكون كارثة على الشرق الأوسط، وسيؤجج العنف ويؤدي إلى تدفق محتمل للاجئين.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله اليوم إن بلاده مستعدة لمساعدة إيران بشأن صادرات النفط وقطاعها المصرفي، إذا لم يتم تدشين نظام المدفوعات الأوروبي "إنستكس".

وأنشأت دول أوروبية آلية "إنستكس" للحفاظ على الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع ست قوى عالمية، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

وعلى المستوى الأوروبي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تفادي التصعيد مع إيران، وأكد في تصريحات أدلى بها على هامش مشاركته في قمة الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أن هناك اتصالات جارية لتحقيق هذا الهدف.

كما حث ماكرون جميع الأطراف على الهدوء وضبط النفس في هذه الفترة. وكان قد أوفد مستشاره الدبلوماسي إلى إيران في إطار الجهود الأوروبية لتخفيف التوتر بينها وبين الولايات المتحدة.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن لندن على تواصل مستمر مع الولايات المتحدة بشأن الوضع في إيران، وتدعو باستمرار إلى نزع فتيل التوتر على كل الجبهات.

وأضافت المتحدثة أن بلادها تكرر دائما الدعوة إلى نزع فتيل التوتر، ولطالما أوضحت مشاكلها مع الأنشطة الإيرانية.

المصدر : الجزيرة + وكالات