صحيفتان: بعد تقرير كالامار.. الطريق ممهد لمحاسبة قتلة خاشقجي

Activists from the group "Code Pink" dressed as U.S. President Donald Trump and Saudi Crown Prince Mohammad bin Salman participate in a demonstration calling for sanctions against Saudi Arabia and against the disappearance of Saudi journalist Jamal Khashoggi in front of the U.S. State Department in Washington, U.S., October 19, 2018. REUTERS/Kevin Lamarque
الغارديان انتقدت ترامب على الاستمرار في بيع الأسلحة للسعودية رغم مسؤوليتها في قضية خاشقجي (رويترز)

خصصت كل من صحيفة واشنطن بوست الأميركية وصحيفة الغارديان البريطانية افتتاحيتها للتعليق على تقرير الأمم المتحدة حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فرأت الأولى أن الطريق بات ممهدا لمحاسبة القتلة بعد صدوره، في حين دعت الثانية إلى استخلاص الدروس من هذا الاغتيال البشع ومحاسبة السعودية عليه.

وأثنت واشنطن بوست على تقرير أغنيس كالامار، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بعمليات الإعدام خارج القانون، وقالت إنه جمع -رغم العرقلة السعودية- أدلة دامغة وجدت في ثنايا 45 دقيقة من التسجيلات التي قدمتها تركيا لما جرى داخل القنصلية السعودية قبل وأثناء وبعد مقتل خاشقجي.

وبعد استعراض سريع للتفاصيل المروعة التي وردت في التقرير، قالت الصحيفة إن استنتاجات كالامار لا لبس فيها، وهي أن "خاشقجي كان ضحية لعملية إعدام متعمدة، وهي جريمة قتل خارج نطاق القانون، تتحمل الدولة السعودية المسؤولية عنها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".

ونبّهت الصحيفة إلى أن تقرير كالامار يشير إلى أن ماهر المطرب -قائد الفريق المسؤول عن الجريمة- كان موظفا مع سعود القحطاني الذي "قام شخصيا بتوجيه حملة تستهدف الناشطين والمعارضين السياسيين"، كما يشير إلى وجود "أدلة موثوقة" على أن "قرار قتل خاشقجي اتخذ قبل أن تغادر الطائرة التي تقل المطرب وفريقه السعودية".

ودعا التقرير الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى بدء تحقيقات جنائية في جريمة القتل، وعلى ذلك الأساس رأت الصحيفة أن المسؤولية الآن تقع على عاتق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومكتب التحقيقات الفدرالية الأميركي وقادة الكونغرس، لمتابعة هذه الجريمة والقصاص من الفاعلين الحقيقيين.

مسؤولية ولي العهد
وقالت كالامار إن "كل الخبراء أجمعوا على حقيقة أن هذه العملية لا يمكن تنفيذها دون علم ولي العهد على الأقل"، كما خلصت إلى أن تدمير الأدلة -الذي حدث بعد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 للتستر على جريمة القتل- لا يمكن أن يحدث دون علمه أيضا".

ورغم أن كالامار لم تتوصل -بحسب الصحيفة- إلى استنتاج حول مسؤولية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أو مستشاره السابق سعود القحطاني، فإن تقريرها أفاد بأنه من غير المعقول تنفيذ عملية بحجم قتل خاشقجي دون علم محمد بن سلمان.

ولذلك دعت صحيفة غارديان البريطانية إلى التحقيق مع ولي العهد السعودي لأن "أدلة موثوقة" بحسب رأيها تشير إلى أنه مسؤول عن القتل، خاصة أن هذا الاستنتاج توصلت إليه وكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) في وقت سابق.

وقالت إن تعلم الدروس من اغتيال خاشقجي هو إحدى طرق تكريمه، مؤكدة أن تقرير كالامار هو أكمل التحقيقات وأكثرها إيضاحا للتفاصيل المرعبة لمقتل خاشقجي.

وانتقدت غارديان تشجيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأمير محمد بن سلمان، وموافقة الولايات المتحدة على تصدير التكنولوجيا النووية للسعودية بعد أيام من مقتل خاشقجي، مشيرة إلى أن إدارة ترامب -على الرغم من معارضة الكونغرس- تخطط لبيع أسلحة بتريليونات الدولارات للمملكة.

وخلصت الصحيفة إلى أن تقرير الأمم المتحدة يوضح أن الرياض يجب أن تدفع ثمن الاغتيال، وأن مسؤولية حماية حقوق الإنسان يجب أن تشمل تصرفات شركات وحكومات أجنبية أيضا.

المصدر : غارديان + واشنطن بوست