بعد وفاة مرسي.. إسرائيل ترقب التطورات بمصر

مظاهرات ومسيرات احتجاجية نصرة للرئيس مرسي ودعما للشرعية،
من مظاهرات ومسيرات بأراضي 48 نصرة لمرسي بعد الانقلاب عليه صيف 2013 (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

ترقب إسرائيل عن كثب التطورات في مصر بعد وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي، يوم أمس الاثنين، خلال جلسة محاكمته بتهمة "التخابر مع قطر".

ومن المتوقع بحسب التقديرات الإسرائيلية، أن تبادر جماعة الإخوان المسلمين لاحتجاجات ضد وفاته، ومع ذلك، يبدو أن النظام الذي يقوده عبد الفتاح السيسي، وفقا للتقديرات نفسها سيحتوي الموقف ويمنع اندلاع احتجاجات ومواجهات شاملة.

ويعتبر موت مرسي، من وجهة النظر الإسرائيلية، إذا ما أدى إلى انطلاق مظاهرات كبيرة واحتجاجات واسعة، تحديا لنظام السيسي، لكن يبدو وفقا للتقديرات الإسرائيلية أن النظام المصري لديه القدرة على مواجهة هذه التحديات والوقوف أمامها وقمع الاحتجاجات والسيطرة على المظاهرات، وفض أي اعتصام للإخوان المسلمين.

المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، يرى أنه من المرجح أن يستعد نظام السيسي لمظاهرات جماهيرية عبر تعزيز قوات الأمن والاستعانة بقوات الجيش في المدن الرئيسة، ولا سيما القاهرة والإسكندرية. وسيكون الاختبار الرئيس يوم الجمعة، عقب انتهاء الصلاة في الآلاف من المساجد.

مقاليد الحكم
ومع ذلك، فإن الانطباع السائد في إسرائيل، وفقا للمحلل العسكري، هو أن السيسي يسيطر على مقاليد الحكم بالقاهرة، وكذلك على المظاهرات، كما أنه ينجح في قمع خصومه، فيما الأموال التي تتلقاها الحكومة المصرية من السعودية والإمارات، تمنع حدوث أزمة اقتصادية أشد وتساعد في توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وهو الأمر الذي يضمن استقرار حكم السيسي.

القضية الأخرى التي تشغل إسرائيل وتهمها، يقول هرئيل هي "التأثير المحتمل" لوفاة مرسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي وصفها بأنها "شقيقة" لجماعة الإخوان.

وعلى الرغم من ذلك، يذكّر الكاتب بأن حماس في السنوات الأخيرة، بذلت بعض الجهد للتمايز عن جماعة الإخوان المسلمين والحفاظ على شعرة معاوية مع النظام المصري، و"تعتمد على نوايا السيسي، ولا سيما في مسألة استمرار فتح معبر رفح، الذي يعتبر المنفذ الرئيس لقطاع غزة على العالم الخارجي".

لذلك، يقدر المحلل العسكري أنه يمكن افتراض أنه إلى جانب التعبير عن الأسف لوفاة مرسي، سوف تمتنع حماس عن اتهام السيسي ومعاونيه مباشرة في هذه القضية، إذ تم في بداية الأسبوع، نقل شحنة أخرى من الأموال من قطر إلى قطاع غزة.

مهندس الثورة
ووصف معلق الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، الرئيس مرسي، بالمهندس الذي يرمز إلى انتصار الثورة المصرية، وكذلك ربما انهيارها بعد رحيله، لافتا إلى أنه تم قبول فوز مرسي بالانتخابات الأولى في مصر باعتباره رمزا لانتصار الديمقراطية، بينما كان هدف السيسي هو تحطيم روح الثورة.

ويعتقد برئيل أن "صعود مرسي وموته يحكيان ويلخصان قصة ثورة الربيع العربي في مصر، واختياره من قِبَل حركة الإخوان ليكون رئيسا للبلاد كان محاولة لعدم استفزاز الجيش، باعتباره مرشحا توافقيا لن يغضب الجيش الذي سيطر على البلاد بعد الإطاحة بحسني مبارك".

وأوضح أن انتخاب مرسي رئيسا لمصر منح الشرعية مجددا لحركة الإخوان، بعد إلغاء الحظر الذي فرض على نشاطها السياسي عام 1954، كما شكل رمزا لانتصار الديمقراطية في البلاد وإنجازا مهما للثورة، وخلال عامه الأول بالحكم دأب مرسي على توطيد علاقات بلاده الإقليمية والدولية والحصول على الدعم والقروض من قطر والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لإنعاش الاقتصاد والسياحة في بلاده.

تعامل بندية
وقال رئيس قسم الأخبار الخارجية في الموقع الإلكتروني "واللا"، غاي إيلسطير، إن مرسي فاز بانتخابات ديمقراطية وتولى قيادة أكبر دولة عربية بعد ثورة 25 يناير، لكن حكمه كان مثارا للجدل منذ البداية، وكان كثيرون يخشون أن يخطط لإقامة دولة إسلامية، وعليه تم عزله من قِبَل الجيش.

وأوضح أنه خلال فترة حكم مرسي، توترت علاقات مصر مع إسرائيل، وبدأ الحديث عن الحاجة إلى تغيير اتفاقيات كامب ديفد، التي حدت من حرية مصر في العمل بشبه جزيرة سيناء، وكان منحازا بشكل تام لفلسطين.

ويضيف إيلسطير أن مرسي في خطابه الوحيد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ركز على القضية الفلسطينية ولم يذكر اسم إسرائيل.

ومن وجهة نظر الصحفي الإسرائيلي تسفي يحزقيلي، فإنه بوفاة مرسي سيتم القضاء على ثورة حركة الإخوان المسلمين بشكل نهائي.

ويرى أن السيسي قضى نهائيا على الحركة الإسلامية عندما وضع معظم قياداتها ونشطاء الحركة في السجون، لذلك، حتى لو اندلعت مواجهات، يقول يحزقيلي فإن "نظام السيسي سيكون قادرا على احتوائها، وبالتالي قمع محاولة الثورة القادمة حتى قبل أن تبدأ".

المصدر : الصحافة الإسرائيلية