بحجة منع التوطين.. آلاف السوريين مهددون بالتشرد بعد هدم غرفهم بلبنان

مطالب بإعادة النظر بقرار هدم خيام اللاجئين الإسمنتية بلبنان
النازحون يهدمون غرفهم بأيديهم (الجزيرة)
 

رغبة في العودة
من جهة أخرى، قال مسؤول مخيم النور في عرسال محمد كنعان، وهو نازح من حمص، إن الجيش اللبناني أخبرهم قبل عيد الفطر بضرورة إزالة المخيمات التي تحتوي على غرف مبنية بالإسمنت ومسقوفة بالحديد، فتمت إزالة 16 مخيمًا، وبقيت خمسة أخرى تحتوي على هذه الغرف، من أصل 126 مخيمًا في عرسال يقطنها نحو ستين ألف لاجئ سوري.

وأكد كنعان أن النازحين لا يريدون البقاء في لبنان، وهم ينتظرون أقرب فرصة للعودة إلى بلادهم، لكن منازلهم مهدمة وليس هناك أمل في إيجاد فرص للعمل وإعادة الإعمار حتى الآن في سوريا.

ورصد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أعمال الهدم التي يقوم بها النازحون بأنفسهم امتثالا لأوامر الجيش اللبناني، وذلك بعد سنوات من بنائهم تلك الغرف كي تحميهم من تقلبات الطقس، حيث تغطي الثلوج الكثيفة تلك المنطقة الجبلية في الشتاء وتسطع عليها الشمس الحارقة في الصيف.

ويقول النازح أبو محمد (37 عاماً) للمراسل وهو يهدم غرفته إنها كانت تؤوي أربع عائلات، فيها أكثر من 16 طفلا، مضيفا أنه كان لديه منزل في ريف حمص، وأن الدجاج كان ينام في غرفة أفضل من هذه، بينما أصبح الآن مضطرا للنوم مع أطفاله الخمسة في العراء. 

العنصرية والكراهية
وحذرت منظمات حقوقية، مثل منظمة "أنقذوا الأطفال" و"ورلد فيجن"، من خطة السلطات اللبنانية لهدم المساكن، وقالت في بيان مشترك "بالنسبة لطفل لا يأكل سوى القليل، فإن فقدانه مسكنه سيكون صادماً جداً".   

وتتصاعد بين الحين والآخر في لبنان حملات العنصرية وخطاب الكراهية ضد اللاجئين، كما أثارت تغريدة مؤخراً لوزير الخارجية جبران باسيل أعطى فيها الأولوية للعامل اللبناني على أي يد عاملة أخرى انتقادات واسعة.    

وشهدت بلدة دير الأحمر في البقاع قبل أسبوع توترا عندما امتعض لاجئون سوريون من تأخر سيارات الإطفاء عن إخماد نيران أحرقت بعض الخيام، فتوافد العشرات من سكان البلدة لإحراق المزيد من الخيام وطرد اللاجئين، فقررت السلطات إثر ذلك إخلاء البلدة التي كانت تستضيف ستمئة لاجئ.  

المصدر : وكالات