نار جديدة في خليج عمان.. من يشعل أوراق السلام في الخليج؟

epa07645239 A handout photo made available by Iran's official state TV (IRIB) allegedly shows the crude oil tanker Front Altair on fire in the Gulf of Oman, 13 June 2019. According to the Norwegian Maritime Authority, the Front Altair is currently on fire in the Gulf of Oman after allegedly being attacked and in the early morning of 13 June between the UAE and Iran. EPA-EFE/IRIB NEWS HANDOUT BEST QUALITY AVAILABLE. MANDATORY CREDIT. HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
ناقلة النفط الخام "فرونت ألتير" تشتعل في خليج عُمان (الأوروبية)

أمين حبلا

استيقظت منطقة الخليج فجر اليوم الخميس على تطور جديد ومثير يتعلق هذه المرة باستهداف ناقلتين في خليج عُمان؛ إحداهما نرويجية والأخرى سنغافورية. ويبدو أن النيران التي التهمت أجزاء من السفينتين ستعيد خلط الكثير من الأوراق، وقد تعيد المنطقة مرة أخرى إلى حافة المواجهة.

كانت الأضرار التي أصابت السفينتين بالغة، وأدت إلى اشتعالهما، وربما غرق إحداهما بالكامل؛ وفقا لمصادر إيرانية. بيد أن الأضرار كانت أكثر عمقا على السلم والأمن في المنطقة التي تحولت منذ فترة إلى واحدة من أكثر مناطق العالم قابلية للهب والاشتعال.

تشابه وتقارب
تذكر هجمات اليوم بسابقاتها من الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط أخرى في المياه الإقليمية لدولة الإمارات، وتحديدا قرب ميناء إمارة الفجيرة؛ في ظل غموض يكبر يوما بعد يوم بشأن الفاعل والأهداف.

ورغم أن الفاعل ما زال مجهولا؛ ولا يعرف حتى الآن إذا كانت الأيدي التي خربت سفن الفجيرة هي ذاتها التي أشعلت سفن خليج عمان؛ فإنه يمكن تلمس بعض أوجه الشبه بين الحادثتين، ومن أهمها:

– المكان: وقع الهجومان في خليج عمان، وفي المنطقة الفاصلة بين إيران والإمارات؛ ومع أن الهجوم الأول كان في المنطقة الاقتصادية المحاذية لميناء الفجيرة والتابعة للإمارات، فإن هجوم اليوم كان في منطقة أقرب إلى إيران، ويبعد 25 ميلا بحريا عن ميناء بندر جاسك الإيراني.

– ناقلات نفط: من أوجه الشبه اللافتة في الحادثين أنهما استهدفا ناقلات نفط عملاقة، وهو ما يثير مخاوف واسعة بشأن سلامة تجارة النفط في ظل التصعيد الحالي، ويطرح أسئلة أخرى عن المستفيد من التصعيد والتحشيد الجاري في المنطقة.

– بدا لافتا أيضا أن وسائل إعلام مقربة من إيران كانت السباقة في بث أخبار الهجومين، ومع ذلك حرصت إيران في الحالتين على نفي صلتها بالهجومين، وحملت مسؤوليتهما ضمنيا لجهات لا تريد استقرارا للمنطقة، وتدفع نحو مزيد من التصعيد.

من الفاعل؟
هجوما الفجيرة وخليج عمان طرحا في كلتا الحالتين السؤال ذاته عن الفاعل والمفعول لأجله، بعد أن تعدد الفعل والمفعول فيه.

والواقع أن هناك اتهامات متعددة، منها ما أشارت إليها جهات سعودية وإماراتية وحتى أميركية في السابق؛ من احتمال ضلوع إيران أو أطراف ذات صلة بها في الهجوم، لتؤكد بذلك طهران للعالم أن اللهب سيشمل جميع المنطقة وستتوقف حركة الملاحة، وسيصاب العالم في خاصرة اقتصاده النفطي.

ولكن إيران سارعت اليوم -كما فعلت في السابق- لنفي أي صلة لها بالهجومين، ووجهت أصابع الاتهام لجهات أخرى.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال آخر يرى المقربون من إيران أنه لا يقل وجاهة، وهو أن تكون الهجمات من صنع وتخطيط جهات أخرى لا يروق لها نزع فتيل الأزمة بين إيران والولايات المتحدة، وتريد أن يأخذ التوتر بعدا جديدا يؤكد للعالم -خاصة واشنطن- أن إيران مستمرة في تهديد الأمن الخليجي.

ويأتي هذا الاحتمال في ظل تراجع نذر الحرب، وانطلاق حمائم السلام تجوب المنطقة بحثا عن حل للأزمة الأمنية بين طهران وواشنطن.

الهامسون في أذن واشنطن الآن يترقبون ردة فعلها بعد الحادثة الجديدة، مما يعني أن الخليج مقبل على صيف سياسي وأمني قد يكون أكثر سخونة مما هو معتاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات