جون أفريك: شمال أفريقيا والشرق الأوسط 2019 .. تراجع مؤشر السلام العالمي

قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة جنوب العاصمة الليبية
جون أفريك: نقاط ليبيا في مؤشر السلام العالمي تدهورت بنسبة 68% منذ عامي 2010 و2011 (وسائل التواصل)

سلطت النسخة 13 من مؤشر السلام العالمي التابع لمعهد الاقتصاد والسلام الأسترالي الضوء على صعوبة ضمان استمرار السلام بمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط رغم تحسن نقاط السلام بهذه المنطقة عام 2019.

وأوردت مجلة جون أفريك الفرنسية أن فريق البحث في السلام بالمعهد نشر أحدث نسخ تقريره السنوي (2019) التي تتضمن تحسنا عاما شهده مؤشر السلام العالمي على مدار السنين الخمس الماضية.

وعلق سيرج ستروبانتس -وهو أحد مؤلفي التقرير ومدير العمليات بأوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط- على تحسن نقاط منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائلا إنه قد حدث بالفعل العام الماضي، ومع ذلك تظل المنطقة من أبرز الأماكن التي تراجعت خلال العقد الماضي في مجالات الدراسة الثلاثة (الأمن، النزاعات الجارية، العسكرة).

سببا الاضطراب
وقال ستروبانتس إن التدهور المشار إليه في مستوى السلام بالمنطقة خلال العقد يرتبط بالحرب في العراق وانتفاضات الربيع العربي "فقد ساهم هذان الحدثان بشكل كبير في زيادة عدم الاستقرار السياسي الذي أصبح بدوره محرك المظاهرات العنيفة والاضطرابات المدنية".

وأشار إلى تحسين أربع دول فقط في المنطقة نقاط السلام الخاصة بها منذ عام 2009 وهي: إسرائيل (المرتبة 146) والعراق (159)، والجزائر (111) والسودان (151) في حين شهدت 15 دولة أخرى انخفاض نقاطها.

عامل مشترك
وتحدث ستروبانتس عن عامل تشترك فيه كل من سوريا واليمن وليبيا المصنفة بين الدول العشر الأقل سلاما، وهو أن نزاعاتها داخلية تشارك فيها العديد من الدول كأطراف في الصراع بالوكالة، حيث استثمرت هذه الأطراف الخارجية بكثافة في طرفي الصراع مما أدى إلى تنامي الأعمال العدائية الداخلية.

‪‬ هجوم النظام السوري على إدلب في 14 مايو/أيار الماضي(الأناضول)
‪‬ هجوم النظام السوري على إدلب في 14 مايو/أيار الماضي(الأناضول)

وأضاف أن هناك اختلافات بين الصراعات داخل كل من الدول الثلاث، وهي أن سوريا بها تدخل أكبر للجهات الفاعلة الخارجية والأخرى الإقليمية، في حين هو أقل أهمية وأحادي الجانب في النزاعين الليبي واليمني، وأن تدهور مؤشرات اليمن عامي 2015 و2016 يعكس بداية الحرب الأهلية هناك، ومنذ ذلك الحين عاد اليمن ليشهد انخفاضا في مؤشره.

واستمر ستروبانتس يقول إن نقاط ليبيا تدهورت بنسبة 68% منذ عام 2010 كما تدهور مستوى السلام فيها بين عامي 2010 و2011 نتيجة للربيع العربي والحرب الأهلية التي تلت ذلك، وحصلت على أسوأ نقاط عام 2017، قبل أن تصبح أكثر سلاما عام 2018، لكن ذلك لم يدم سوى فترة وجيزة للغاية.

تحسن طفيف
ونقلت المجلة عن ستروبانتس حديثه عن تأثير الهزيمة النسبية لتنظيم الدولة على انتقال سوريا من المركز الأخير إلى قبل الأخير، حيث دعا للتريث بهدف إدراك الآثار الإيجابية الدائمة لهزيمة التنظيم التي يعود تاريخها إلى مارس/آذار العام الجاري، قائلا إن التغييرات الناتجة عن هذه الهزيمة واضحة في النسخ القادمة لتقرير مؤشر السلام الدولي، خاصة تلك المتعلقة بمؤشر "تأثير الإرهاب".

وحول اعتبار مصر إحدى أبرز الدول التي تحسنت نتائجها (المرتبة 163) رغم بلوغ القمع الذي يُمارسه النظام ذروته، أوضح ستروبانتس أن نقاط هذا البلد فيما يتعلّق بمستوى الإرهاب السياسي تراجعت من أربعة إلى 4.5 نقاط، من أصل مقياس مكوّن من خمس نقاط. ونتيجة لفرض الشرطة والجيش الرقابة على الأمن الداخلي تراجع احتمال اندلاع المظاهرات العنيفة، فضلا عن تقلص حدة الصراع الداخلي بعد الحملة الأمنية المشددة التي شنتها الحكومة وتركزت في مناطق التوتر الرئيسية بما في ذلك سيناء.  

المصدر : جون آفريك