قياديان حوثيان: الصواريخ من تصنيعنا ودفاعاتنا ستدخل الخدمة قريبا

محمد عبد الملك-الجزيرة نت

صواريخ جديدة تدخل في خط المواجهة ضمن إستراتيجية جماعة الحوثي للوصول إلى بنك الأهداف والمواقع الحيوية في العمق السعودي والتي أعلنت عنها خلال الأيام الماضية وبدأتها باستهداف خطوط نقل أنابيب النفط السعودي ثم استهداف مطار جازان وقاعدة الملك خالد الجوية قرب خميس مشيط جنوب غربي المملكة.

وفي وقت متأخر من أمس الثلاثاء استهدف الحوثيون مطار أبها الدولي بصاروخ من طراز كروز، وهو سلاح لأول مرة يتم استخدامه من قبل الحوثيين في عمليات استهدافهم المواقع السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية.

هذه التطورات في القدرات العسكرية فاجأت السعودية التي تمتلك أسلحة دفاعية متقدمة وأظهرتها في موقف العاجز عن ردع تلك الهجمات، وفقا لخبراء عسكريين تحدثت معهم الجزيرة نت.

‪البخيتي: دفاعاتنا الجوية ستدخل الخدمة قريبا‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪البخيتي: دفاعاتنا الجوية ستدخل الخدمة قريبا‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)


مصدر الصواريخ
وفيما أقر الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام بأن الصاروخ المستخدم في عملية استهداف مطار أبها هو من نوع كروز وقال إنه نجح في تعطيل برج المراقبة للمطار ظهر الناطق الرسمي باسم التحالف السعودي الإماراتي، وقال إنهم في إطار التأكد من طبيعة المقذوف الذي استهدف صالة المطار وتسبب في إصابة 26 مدنيا، بينهم أجانب.

وبحثا عن إجابة للسؤال الذي بات يشغل الجميع عن مصدر حصول الحوثيين على هذه الصواريخ والأسلحة النوعية، تحدثت الجزيرة نت مع القيادي في جماعة الحوثي علي القحوم -وهو عضو ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى- الذي أصر على أن التصنيع يتم داخل اليمن وبإمكانيات خالصة.

وردا على الاتهامات الموجهة إليهم بالحصول على الأسلحة النوعية والقطع الصاروخية من إيران، قال القحوم "نحن في العام الخامس من العدوان والحصار، ولا يدخل للبلاد حتى الدواء أو الغذاء فكيف يمكن أن تصلنا صواريخ وأسلحة؟ هذا ضرب من الخيال، والواقع الذي أمامنا اليوم يحتم علينا أن نصنع ونبتكر ونطور أسلحتنا وصواريخنا لنفرض معادلة رادعة للتحالف السعودي الإماراتي من أجل وقف عدوانهم وفك حصارهم عن شعبنا".

ويعتبر القحوم كل ما تروج له السعودية من دعم إيراني كذبا وافتراء ومحاولات بائسة لإخفاء التطور العسكري وتعاظم القوات العسكرية اليمنية، ويؤكد ذلك قائلا "نتحدى دول العدوان أن تثبت تلك التهم التي تطلقها".

ومن بين ما قاله القحوم للجزيرة نت أن الحصار البري والبحري والجوي على اليمن جعلهم ينتجون تلك الأنواع من الصواريخ الكاسرة للتوازن من أجل كبح جماح وغرور العدوان السعودي والإماراتي، وفق تعبيره. 

‪علي القحوم: لدينا من الصواريخ ما يكفي والإنتاج مستمر‬ (الجزيرة)
‪علي القحوم: لدينا من الصواريخ ما يكفي والإنتاج مستمر‬ (الجزيرة)


مفاجآت مقبلة
القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي أيضا قال للجزيرة نت -في اتصال هاتفي- إن إيران لو كانت تقوم بدعمهم بالأسلحة وبهذه الصواريخ لما ظلوا لأربع سنوات تحت الحصار والقصف.

وأكد البخيتي أن لدى الشعب اليمني من العقول والإرادة ما يمكنه من الاستفادة من كل الخبرات في مجال الطيران وتوفير ما تحتاجه تلك العمليات من التقنيات البرامجية والشرائح الإلكترونية.

لكن المفاجأة المقبلة -بحسب البخيتي- هي أن لديهم العدد الكافي من الصواريخ النوعية والطيران المسير، وذلك من أجل الوصول إلى جميع الأهداف التي تم الإعلان عنها مسبقا، ويتجاوز عددها أكثر من 300 هدف في العمق السعودي.

وكشف البخيتي -وهو عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي- في حديثه للجزيرة نت عن أنهم يعكفون أيضا خلال الفترات الحالية على تطوير قدراتهم الدفاعية الجوية، وقال إن لديهم منظومة متكاملة من الصناعات الدفاعية التي قد تدخل الخدمة قريبا.

واعتبر البخيتي الحديث عن تهريب مثل تلك الأسلحة ووصولها إليهم من إيران أمرا لا يدخل العقل، حيث كان بإمكانهم استخدامها منذ أربع سنوات، كما أشار إلى أنهم لا يسألون السعودية والإمارات عن مصدر أسلحتهم وبالتالي لا يحق اليوم لأحد أن يستكثر على اليمنيين حق الدفاع عن أنفسهم، على حد تعبيره.

فشل دفاعي
وتعليقا على إمكانيات الحوثيين الفعلية في تصنيع مثل هذه الأنواع من الصواريخ، قال خبراء عسكريون للجزيرة نت إن ذلك مستبعد وغير ممكن رغم الفارق الذي أصبح واضحا في التطور الكبير لقدرات الجماعة الصاروخية والطيران المسير.

وأفاد الخبراء العسكريون بأن صاروخ كروز الأخير الذي استهدف الحوثيون به مطار أبها كما أعلنوا عن ذلك يعتبر من أهم الأسلحة الدقيقة التي تمتلك سرعة عالية ويصعب تعقبها، كما يمكن أن تحمل أكثر من 500 كيلوغرام من المتفجرات.

وبشأن إمكانية تعقب السعودية هذا النوع من الصواريخ، ذكر الخبراء أن الطريقة الوحيدة هي رؤيته بصريا من أجل اعتراضه بوسائل الدفاع الجوية التي يفترض أن تكون موجودة وجاهزة بالقرب من كل المواقع الحيوية السعودية كالمطارات.

ويرجع مراقبون ومحللون سياسيون فشل الدفاعات الجوية إلى المساحة الكبيرة للأراضي السعودية والفراغات الرادارية، وهو الأمر الذي قد يجعل الباب مفتوحا لحرب جوية متكافئة قد تؤثر على سمعة واستقرار السعودية التي باتت اليوم أمام خيارات صعبة.

وأشاروا إلى أنه كان الأولى قطع الطريق على إيران في إيصال تلك الأسلحة والقطع الصاروخية إلى الحوثيين بدلا من الإمعان في حصار اليمنيين إنسانيا والانشغال بالسيطرة على أراضيه.

المصدر : الجزيرة