هل تدعم موسكو الأكراد ضد أنقرة؟

رغم القصف الروسي.. المعارضة السورية تتقدم بريف حماة الشمالي
المعارضة السورية تتقدم بريف حماة الشمالي رغم القصف الروسي (الجزيرة)

تقول الكاتبة ليوبوف شفيدوفا في مقال بصحيفة "سفابودنايا برسا" الروسية إن تركيا تدعم جبهة التحرير الوطني في سوريا -وهي الجبهة التي ينضوي تحت لوائها معظم قوات المعارضة في إدلب- وتشير إلى أن روسيا تلوح بدعم المسلحين الأكراد في المقابل.

وتشير الكاتبة إلى تزايد حدة القتال في شمال غربي سوريا، وذلك بعد هجوم عناصر من المعارضة المسلحة وجبهة النصرة على المواقع الحكومية، وذلك على الرغم من أن المعارك الرئيسية تدور في جنوب محافظة إدلب.

وتضيف شفيدوفا أن روسيا تشارك في توجيه ضربات نحو المواقع المعادية للنظام السوري، مما يساهم في تفوق جيش الرئيس السوري بشار الأسد في بعض المناطق، غير أن هذه الأطراف تمكنت من استعادة السيطرة على بعض المناطق التي فقدتها في وقت سابق.

وتوضح الكاتبة أن العديد من العوامل ساهمت في استعادة المعارضة السيطرة على بعض المناطق، وأهمها عدم استعداد قوات النظام السوري بشكل كاف، مما يؤدي إلى حدوث اختراقات في بعض المناطق ونجاح أجهزة الاستخبارات الأجنبية في الوصول إلى إدلب والمقاتلين هناك.

‪روسيا تسهم في قصف مناطق المعارضة التي يستهدفها النظام السوري‬  (الأناضول)
‪روسيا تسهم في قصف مناطق المعارضة التي يستهدفها النظام السوري‬ (الأناضول)

تسليح المعارضة
وتشير الكاتبة إلى أن وسائل الإعلام الأجنبية ذكرت قبل فترة طويلة أن أنقرة تعمل بشكل مباشر على تسليح المعارضة وحتى بعض الجماعات الأخرى، وهو ما حاولت روسيا تجاهله، منتظرة تنفيذ تركيا وعدها المتمثل في تهدئة المتشددين، وذلك لتجنب الهجوم على إدلب.

وتضيف شفيدوفا أن النظام السوري شن هجمات مضادة ضد فصائل المعارضة وذلك بدعم من موسكو، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يستطع الاعتراض ووقف الهجوم على إدلب، ولا سيما أنه لم ينفذ المهمة التي أوكلت إليه في نهاية قمة سوتشي التي انعقدت العام الماضي.

وتقول الكاتبة إن أنقرة رغم هذا لم تتخل عن دعم جبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي تشكل خطرا على دمشق وروسيا، الأمر الذي لا يخدم مصالح الكرملين.

وفي هذا السياق، تشير إلى أن بعض الوسائل الإعلام الأجنبية -بما في ذلك الكردية- تنشر بيانات مفادها أن روسيا مستعدة لدعم وحدات حماية الشعب الكردية في حربها ضد تركيا في شمال غربي سوريا.

إجلاء جثث القتلى من تحت الأنقاض في مدينة أريحا بريف إدلب(الجزيرة)
إجلاء جثث القتلى من تحت الأنقاض في مدينة أريحا بريف إدلب(الجزيرة)

دعم الأكراد
وتوضح الكاتبة أن الكرملين اكتفى بتوجيه تهديد يتمثل في تقديم موسكو الدعم للأكراد في الوقت الراهن، الأمر الذي يؤثر سلبا على العلاقات الروسية التركية التي شهدت انفراجا في السنوات الأخيرة.

وتنسب إلى غوشين قوله أيضا إن أردوغان لا يريد التضحية بالقوات الموالية له في إدلب، مشيرا إلى أن هجوم النظام السوري على المحافظة سيثير غضب تركيا.

غير أن الكاتبة تنسب إلى المستشرق والمحلل السياسي الروسي أوليغ غوشين القول إن روسيا لن تلجأ في أي حال من الأحوال إلى دعم الأكراد، ولا سيما أن ذلك سيتسبب في وضع البلدين روسيا وتركيا على شفا حرب، وهو ما لا يطمح إليه أي منهما.

ويضيف غوشين أن كلا من روسيا وتركيا في حاجة ماسة إلى علاقاتهما المشتركة، وأنه لهذا فمن من غير المحتمل أن يتخذ طرف منهما خطوة غير متوقعة بسبب الوضع في دمشق أو داخل إدلب، مشيرا إلى أن دعم روسيا للأكراد يعتبر بمثابة إهانة للجانب التركي.

وتنسب الكاتبة إلى غوشين قوله أيضا إن أردوغان لا يريد التضحية بالقوات الموالية له في إدلب، مشيرا إلى أن هجوم النظام السوري على المحافظة سيثير غضب تركيا.

وتختتم شفيدوفا بأن روسيا ستشارك وبشكل محدود خلال شن الجيش السوري لهجمات على الجماعات الموجودة في الوقت الراهن في إدلب.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الروسية