استهجان لمعركة بالكراسي أثناء اجتماع لسياسيين بالخرطوم

قوبل اشتباك بالكراسي بين أعضاء أحزاب سياسية سودانية محسوبة على النظام السابق خلال اجتماع مع المجلس العسكري الانتقالي أمس باستهجان وسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلق أحمد ود أمين على الحادثة بقوله "الديموكراسية" في معناها العميق.

ووفقا للصحفي ياسر محجوب الحسين، فإن "ما حدث يؤكد أن المسافة بين الرشد السياسي وتلك القوى بعيدة جدا، وهذا العبث امتداد للعبث الذي مارسته النخب السياسية منذ استقلال البلاد، فأفقرها وأقعد بها رغم الموارد الطبيعية الضخمة".

ساحة مواجهة
الاجتماع الذي دعا له المجلس العسكري وانعقد بقاعة الصداقة بالخرطوم كان مخصصا للرؤية التي تقدمت بها هذه الأحزاب، بخصوص قضايا الانتقال ونقل السلطة إلى إدارة مدنية، لكنه تحول إلى "ساحة مواجهة" و"معركة ذات الكراسي"، بحسب تعبير ناشطين.

ووفق شهود عيان، فإن حالة من الهرج والمرج سادت في قاعة الاجتماع، وتطورت إلى ضرب بالكراسي عندما أشاد عضو المجلس العسكري ياسر العطا بقوى إعلان الحرية والتغيير (قاطعت الاجتماع)، الأمر الذي أثار حفيظة أعضاء القوى السياسية المشاركة في النظام السابق، وشارك في الاجتماع من المجلس العسكري إلى جانب العطا-الفريق صلاح عبد الخالق، والفريق ركن شمس الدين الكباشي الناطق الرسمي باسم المجلس.

سبب العراك
لكن الصحفي عمار أحمد آدم، الذي حضر الاجتماع، أفاد في تسجيل مصور بأن المشكلة بدأت عندما هاجم الناس أحد المشاركين، ووصفوه بأنه تابع لحزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا، وطلبوا منه الخروج، ليتحول اللقاء إلى ساحة معركة.

وعلق "ود مريم" أن طقس الخرطوم يشبه مفاوضاتها وعراك أحزابها وتماطل العسكريين وصبر شعبها.

وكتبت سارة مصطفى "أيها المجلس العسكري هذا ما لا نرتضيه على الإطلاق أن يتصدر المشهد السياسي مثل هذا الهرج، عيون العالم علينا، اعقلوا يا أحزاب الفكة الكيزانية، مثل هذه الأفعال تشجع كل الأطراف التي لا تريد الاستقرار السياسي للسودان أن تخوض غمار الخبث للتأجيج".

مبدأ المحاصصة
وعلق القيادي في تجمع المهنيين محمد ناجي الأصم بقوله "بالنسبة للمهزلة التي تمت في قاعة الصداقة فلم يشارك أي مكون من مكونات قوى الحرية والتغيير في ذلك. أحزاب الحوار الوطني تعامل معها النظام السابق بمبدأ المحاصصة والترضية على حساب الكفاءة والقدرة التنفيذية والتشريعية، وهو المرفوض إطلاقا في السودان الجديد الذي نريده.

ويقترح الصحفي أحمد مقلد حل جميع الأحزاب المسجلة حاليا، التي يبلغ عددها أكثر من مئة حزب وإعادة تسجيلها بشروط جديدة.

وقال هيثم عثمان إبراهيم "سخر الله لهذه الثورة أسبابا تفضح كل المتسلقين وطالبي السلطة والمتاجرين بدماء الشهداء على رأس الأشهاد، "سقوط مهني مريع لا يقل عن سقوط أحزاب الفكة بقاعة الصداقة، وهو سقوط أفظع لأن فيه دعوة للخلاف وشق الصف الثوري".

أحزاب "الفكة"
وتعرف الأحزاب والقوى السياسية المحسوبة على النظام السابق محليا "بأحزاب الفكة"، أو أحزاب الحوار الوطني، وهي أحزاب صغيرة يقدر عددها بأكثر من سبعين حزبا، بعضها منشق من الأحزاب الكبيرة مثل حزبي الأمة بزعامة الصادق المهدي والاتحادي الديمقراطي الأصل الذي يقوده محمد عثمان الميرغني، واستخدم حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا هذه الأحزاب في تشكيل ائتلافات حكومية في ظل مقاطعة الأحزاب الكبيرة لحكمه، لكن لاحقا شارك حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في حكومة البشير.

وكان المجلس العسكري قدم أمس ملاحظاته حول وثيقة كانت تقدمت بها قوى إعلان الحرية والتغيير التي تقود الحراك الشعبي تتضمن رؤيتها بشأن هياكل الحكم الانتقالي ونقل السلطة إلى إدارة مدنية، ومنذ السادس من أبريل/نيسان الجاري، يعتصم آلاف المحتجين أمام مقر قيادة الجيش للمطالبة بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، وتفكيك مؤسسات النظام السابق،

في حين أكد المجلس العسكري أنه تسلم 177 رؤية مكتوبة للمرحلة الانتقالية في السودان، ووجد الاختلافات بين رؤية قوى إعلان الحرية والتغيير والرؤى الأخرى قليلة.

المصدر : الجزيرة