بين شد أميركي وجذب روسي.. إدلب لا تزال تحت القصف

إجلاء جثث القتلى من تحت الأنقاض في مدينة أريحا بريف إدلب (الجزيرة نت )
وثق الدفاع المدني مقتل 66 مدنيا خلال الأيام الثلاثة الماضية على الأقل إلى جانب عشرات الجرحى (مواقع التواصل)

بين شد أميركي وجذب روسي، وتصريحات دبلوماسية هنا وهناك، لا تزال حملة القصف المتواصلة للنظام السوري وحلفائه على مدينة إدلب مستمرة حتى اليوم مخلفةً خمسة قتلى على الأقل بينهم ثلاثة أطفال.

وقالت مصادر محلية إن النظام استهدف منذ صباح اليوم الخميس مدن خان شيخون ومعرة النعمان، وقريتي عابدين وشيخ مصطفى في ريف إدلب الجنوبي، ومدينة كفرزيتا وقرية شهرناز بريف حماة الشمالي.

وقال الدفاع المدني في مناطق المعارضة إنه وثّق مقتل 66 مدنيا خلال الأيام الثلاثة الماضية على الأقل إلى جانب عشرات الجرحى.

وتتعرض مناطق إدلب وحماة لقصف عنيف سقط خلاله أكثر من 250 شخصا وأصيب 590 بجروح منذ بدء النظام وروسيا حملة القصف على مناطق مشمولة باتفاق خفض التصعيد منذ 25 أبريل/نيسان الماضي.

قرارات صعبة
سياسيا، أعلن الممثل الأميركي الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري أن الولايات المتحدة وروسيا تجريان محادثات حول "مسار محتمل للمضيّ قدما" نحو حل الأزمة السورية، مما قد ينهي عزلة سوريا الدولية إذا تمت الموافقة على سلسلة خطوات من بينها وقف إطلاق نار في محافظة إدلب.

وقال جيفري عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، إن موسكو وواشنطن تحاولان التوصل إلى "مقاربة تدريجية، خطوة بخطوة لإنهاء النزاع السوري المستمر منذ ثمانية أعوام، لكن هذا يتطلب اتخاذ قرارات صعبة".

وأضاف أن "قرارات صعبة ليس من جانبنا فحسب، ولكن قرارات صعبة من جانب الروس، وفوق كلّ ذلك قرارات صعبة من جانب النظام السوري".

مباحثات أميركية روسية
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد ناقش في مباحثاته الأخيرة بالعاصمة موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخطة التي "تسمح لحكومة سورية بالالتزام بقرار الأمم المتحدة رقم 2254، وتعود مجددا إلى المجتمع الدولي"، حيث يدعو القرار إلى عقد محادثات سلام ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.

لكن الممثل الأميركي قال "حتى الآن، لم نرَ خطوات مثل وقف إطلاق النار في إدلب أو اجتماع لجنةٍ دستورية، من أجل إعطائنا ثقة بأن نظام الأسد يفهم حقًا ما يجب أن يفعله لإنهاء هذا النزاع".

وشدد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن من جهته على أن التعاون الأميركي الروسي هو المفتاح للدفع باتجاه اتفاق سلام في سوريا، لكنه اعتبر أنه يجب على حكومة دمشق الموافقة على مجموعة خطوات.

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إن القوات السورية المدعومة من روسيا تشن "عمليات موجهة ضد الإرهابيين"، مؤكدا أن روسيا "مستعدة للتنسيق" مع الولايات المتحدة لتطوير "رؤية مشتركة حول سُبل التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة في سوريا".

يذكر أن القسم الأكبر من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية تقع تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، في حين تسيطر القوات الموالية للنظام على قسم من جنوب شرق وشرق إدلب، إضافة إلى الجزء الأكبر من المحافظات الثلاث الأخرى.

المصدر : الجزيرة + وكالات