فورين بوليسي: ترامب يدفع بإيران إلى أحضان روسيا

Iranian Foreign Minister Mohammad Javad Zarif in Moscow- - MOSCOW, RUSSIA - MAY 8: Iranian Foreign Minister Mohammad Javad Zarif (L) and Russian Foreign Minister Sergey Lavrov (R) hold joint press conference in Moscow, Russia on May 8, 2019.
إرليخ: العقوبات الأميركية لن تؤدي لعزل طهران بل تحالفات إستراتيجية جديدة (الأناضول)

في مقال بمجلة فورين بوليسي، كتب الصحفي ريز إرليخ يقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدفع بإيران إلى أحضان روسيا.

ويرى الصحفي أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران لن تؤدي بالضرورة إلى عزلها، بل قد تفضي لتحالفات إستراتيجية جديدة.

وتسعى روسيا لاستغلال تصرفات إدارة ترامب "الرعناء" تجاه الأزمة الأخيرة بين مع إيران لمد نفوذ الأخيرة في الشرق الأوسط.

تحالف وثيق
ويتابع الكاتب أن روسيا وإيران مرتبطتان اليوم بتحالف "وثيق" لكنه يستدرك زاعما أن المحافظة على هذا التحالف قد تبدو صعبة على المدى الطويل.

وفي الآونة الأخيرة، أرسلت إدارة ترامب "إشارات متناقضة". ففي 19 مايو/أيار الجاري -على سبيل المثال، وعقب إطلاق إحدى المليشيات الموالية لإيران قذيفة سقطت بالقرب من السفارة الأميركية في بغداد- قال ترامب في تغريدة "إذا أرادت إيران قتالا فإن تلك ستكون نهايتها رسميا".

وبعد خمسة أيام، أعلن ترامب خططا لإرسال طائرات مقاتلة و1500 جندي إلى المنطقة. وفي الوقت نفسه، أطلق تصريحات "توفيقية" أعرب فيها عن اعتقاده أن إيران "لا ترغب في القتال ولا أظن يقينا أنهم يريدون قتالنا".

ويعتقد المسؤولون الروس أن مثل تلك التهديدات "الهوجاء" والتي تعقبها عروض للتفاوض تنال من مصداقية سياسة ترامب إزاء إيران، وتتناقض مع سياسة موسكو.

أقل ميلا للتدخل
واعتبر المقال أن روسيا أقل ميلا للتدخل بالمنطقة. فموسكو لديها مصالح في الشرق الأوسط وتطالب باحترامها، وهي من ثم تسعى للإبقاء على قنوات النفط والغاز مفتوحة للتجارة الروسية.

وتريد أيضا محاربة ما يسميه الكاتب "الإسلام السياسي المتطرف" لكي لا يتمدد إلى أراضيها، بالإضافة إلى أنها تنزع إلى حماية قواعدها العسكرية في سوريا.

في سوريا
وبرأي الكاتب، فإن ما تعنيه موسكو بمصالحها القومية يتجلى ممارسةً في سوريا.

وعززت روسيا نفوذها الإقليمي بتوقيعها -إلى جانب الولايات المتحدة والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي- على الاتفاق النووي مع إيران عام 2015.

ورغم أن إيران ما تزال ملتزمة بالاتفاق، فإن الولايات المتحدة بدأت فرض عقوبات مشددة عليها في أغسطس/آب المنصرم. وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذرت إيران الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق بأنها ستضطر لزيادة معدلات تخصيب اليورانيوم واستئناف أنشطتها بمفاعل أراك النووي إذا لم تلتزم الأخيرة بالعودة إلى تعاملها التجاري والمصرفي المعتاد مع طهران في غضون ستين يوما.

المصدر : فورين بوليسي