هل تشهد الانتخابات المقبلة في تونس مفاجآت كبرى؟

مفاجآت كبرى تنتظر الساحة التونسية مع اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية نهاية هذا العام في ظل تراجع تراجع نتائج أحزاب كبرى في انتخابات محلية جزئية وتسجيل عدد كبير من الناخبين الجدد واندماج أحزاب وتفكك أخرى وبروز المستقلين.
أكثر من مليون و300 ألف ناخب جديد مع حلول آخر أجل للتسجيل (الجزيرة)

خميس بن بريك-تونس

تشهد الساحة التونسية تغييرات عديدة قد تنبئ بوقوع مفاجآت كبرى في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستجري نهاية هذا العام، وذلك في ظل تراجع نتائج أحزاب كبرى في انتخابات محلية جزئية وتسجيل عدد كبير من الناخبين الجدد واندماج أحزاب وتفكك أخرى وبروز المستقلين.
 
وبينما يؤكد قياديون بأحزاب الائتلاف الحاكم على غرار حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية وحركة تحيا تونس الداعمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، قدرة أحزابهم على تحقيق الفوز، يتوقع مراقبون أن تحصل مفاجآت ليست في صالحهم بالانتخابات المقبلة.
 
وتستند توقعات المراقبين بتراجع الأحزاب الكبرى بالانتخابات إلى مؤشرات عدة، منها عدم قدرتها على تحقيق فوز مهم بالانتخابات المحلية الجزئية التي جرت مؤخرا ببلدية السوق الجديد بمحافظة سيدي بوزيد، وتراجع حظوظها في نوايا التصويت بسبر الآراء (استطلاعات الرأي).
 
حيث لم تفز حركة النهضة سوى بثلاثة مقاعد من جملة 18 مقعدا، فيما لم تحصل حركة تحيا تونس سوى على مقعد وحيد، بينما حصلت القوائم المستقلة على أغلبها.
مراقبون يتوقعون أن تتراجع حصة الأحزاب الكبرى نتيجة مسؤوليتها عن تدهور الأوضاع في البلاد (الجزيرة)
مراقبون يتوقعون أن تتراجع حصة الأحزاب الكبرى نتيجة مسؤوليتها عن تدهور الأوضاع في البلاد (الجزيرة)

ثمن الحكم
وكشفت نتائج استطلاعات الرأي مؤخرا حول نوايا التصويت عن تصدر حركة النهضة الانتخابات التشريعية المقبلة بنسبة لا تفوق 18% تليها حركة تحيا تونس بـ16.5% ثم الحزب الدستوري الحر المناهض للإسلاميين بـ14.7% ثم نداء تونس بنسبة 11%.

ولا يستبعد معز بوراوي القيادي في الاتحاد الوطني للمستقلين -وهي مبادرة تضمّ عشرات الجمعيات تسعى إلى تشكيل قوائم انتخابية مشتركة- أن تتكبد أحزاب الائتلاف الحاكم مثل حركة النهضة وحزبي تحيا تونس ونداء تونس "هزيمة قاسية بسبب مسؤوليتها عن تدهور الأوضاع".

ويؤكد للجزيرة نت أن فوز المستقلين بأغلب مقاعد البلديات بالانتخابات المحلية، في مايو/أيار 2018، مقابل تقهقر الأحزاب الكبرى التي خسرت عددا كبيرا من ناخبيها "دليل على أن الناخبين أصبحوا يستعملون حقهم الانتخابي لمعاقبة المسؤولين عن انهيار الأوضاع".

الوافدون الجدد
من جهته، يقول عضو الهيئة المستقلة للانتخابات عادل البرينصي للجزيرة نت إنه من المتوقع أن يصل عدد المسجلين الجدد أكثر من مليون وثلاثمئة ألف ناخب جديد مع حلول آخر أجل للتسجيل في 15 يونيو/حزيران المقبل، كاشفا بأن 70% من الناخبين الجدد هم من الشباب.

أما النائب عن حركة تحيا تونس وليد الجلاد، فيقول إن حزبه الذي تأسس من رحم السلطة ويدعم رئيس الحكومة يوسف الشاهد يتطلع للفوز بالانتخابات التشريعية المقبلة، مشيرا إلى أن عدم فوزه بالانتخابات المحلية الجزئية أو صعوده بنتائج سبر الآراء (استطلاعات الرأي) "ليست مقياسا".

وأكد أن اندماج حزبه مع حزب المبادرة الدستورية الذي يقوده كمال مرجان آخر وزير خارجية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي "من شأنه أن يعزز له حظوظ فوزه"، في ظل مشاوراته المستمرة لتجميع أحزاب أخرى على غرار حركة مشروع تونس.

بدوره، يقول عضو المكتب السياسي بحركة النهضة محمد القوماني للجزيرة نت إن حزبه يتطلع للفوز بنتائج أفضل من الانتخابات الماضية، حيث حل بالمركز الثاني بعد نداء تونس بـ69 مقعدا (من جملة 217)، مؤكدا أن النهضة بصدد أخذ جميع المتغيرات بالحسبان.

وبينما تسعى الأحزاب التي تأسست على أنقاض نداء تونس مثل تحيا تونس ومشروع تونس، لتوحيد جهودها والمشاركة بقوائم ائتلافية بالانتخابات المقبلة، شهدت الجبهة الشعبية المتكونة من أحزاب يسارية صغيرة انقساما بعد تقدم تسعة من نوابها أمس، باستقالاتهم من الكتلة.

المصدر : الجزيرة