تقرير إستراتيجي: كيف يمكن للأوروبيين بالناتو الاستقلال عن أميركا؟

في ذكرى تأسيسه السبعين.. كيف سيواجه الناتو خطر روسيا؟

ورد في تقرير أن الدول الأوروبية الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (ناتو) ظلت تعتمد على أميركا داخل الحلف، وإذا أرادت أن تتمتع بالاستقلال، فينبغي عليها التخلص من تبعيتها لأميركا على الصعيدين المالي والعسكري.

وقدم التقرير الذي نشره المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الشهر الجاري بعنوان "الدفاع عن أوروبا: تحديد الاحتياجات اللازمة لأعضاء الناتو الأوروبيين"، سيناريوهات محتملة لتقييم قدرة الدول الأعضاء في الحلف على تلبية متطلباتها العسكرية إذا انسحبت أميركا من الحلف في ظل الصراعات الدائرة، وذلك بهدف حثّ الدول الأوروبية على إعادة التفكير في وضعها واتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من اعتمادها على الدعم الأميركي على الصعيدين المالي والعسكري.

وذكر التقرير الذي نشره موقع "مودرن بوليسي" الأميركي عن التقرير الأصل، أن السيناريو الأول بحث في الصفقات المتعلّقة بحماية خطوط الاتصال البحرية في حال انسحاب أميركا وتخليها عن دورها في توفير الحماية في مجال الأمن البحري.

وفي هذه الحالة، يقول التقرير ينبغي على الدول الأوروبية تحمل مسؤولية تحقيق الأمن البحري في المياه الأوروبية وخارجها لتمكين التدفق الحر للتجارة البحرية الدولية وحماية البنية التحتية البحرية العالمية بإنفاق مبالغ مالية ضخمة تتراوح ما بين 94 و110 مليارات دولار أميركي لسد النقص الذي سينتج عن انسحاب أميركا.

حرب روسية أوروبية
أما السيناريو الثاني فهو بحث في تداعيات الانسحاب الأميركي على القدرات العسكرية لبقية الدول الأعضاء في حال اندلاع هجوم ضد إحداها. وحسب هذا السيناريو، من المتوقع أن تتصاعد حدة التوتر بين روسيا وليتوانيا وبولندا لتتحول إلى حرب في النهاية. وفي هذه الحالة، ستلجأ روسيا إلى حليفتها روسيا البيضاء المتاخمة لكل من بولندا وليتوانيا لنشر قواتها على أراضيها.

من جهتها، ستضع روسيا البيضاء قواتها المسلحة في حالة تأهب، وتدمج هياكل القيادة والتحكم العسكرية والدفاع الجوي مع القوات الروسية، في ظل تعبئة محدودة للاحتياطات العسكرية. في المقابل، ستنتشر الوحدات اللوجستية والدفاع الجوي والدبابات الروسية في روسيا البيضاء.

وستسفر هذه الحرب، وفقا للتقرير، عن احتلال روسيا لليتوانيا وبعض الأراضي البولندية. وفي المقابل، سيقوم أعضاء الناتو الأوروبيون، بموجب المادة الخامسة، بتوجيه القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا للتخطيط لعملية لطمأنة كل من إستونيا ولاتفيا وبولندا وغيرها من الدول الأعضاء الموجودة على خط المواجهة، وذلك من خلال شنّ هجوم لردع العدوان الروسي واستعادة السيطرة على الأراضي البولندية الليتوانية المحتلة.

وبحسب معهد الدراسات الإستراتيجية، سيتعين على الدول الأوروبية إنفاق ما بين 288 و357 مليار دولار أميركي لسدّ النقص الناجم عن انسحاب أميركا من دورها العسكري. وسيساهم هذا الإنفاق الضخم في بناء قوة عسكرية من شأنها أن تجعل حلف الناتو ينتصر في حرب إقليمية محدودة في أوروبا ضد عدوه.

المصدر : مودرن دبلوماسي