بمقال للسراج في وول ستريت جورنال: ليبيا لا يمكنها تحمل طاغية جديد

هيبة: السراج اتفق مع حفتر لدخول طرابلس
فائز السراج (يمين) وخليفة حفتر (الجزيرة)

قال رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج إن الحكومة في طرابلس بحاجة إلى مساعدة لمنع خليفة حفتر من الاستيلاء على المدينة.

وكتب في مقال له بصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أنه منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 كافحت ليبيا لتحقيق السلام وحققت مكاسب مهمة في ظل حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وبمشاركة الأمم المتحدة، وكانت تتجه نحو انتخابات وطنية.

لكن الآن -يقول السراج- بدلا من الدخول في حكومة ديمقراطية جديدة، تقاتل الحكومة ديكتاتورا عسكريا (يقصد اللواء المتقاعد خليفة حفتر) تحصل حكومته المنافسة على أموال وأسلحة من جهات فاعلة أجنبية تسعى لتحقيق مصلحة ضيقة على حساب ليبيا.

وذكر السراج أنه قبل أن يهاجم حفتر طرابلس في أبريل/نيسان كانت حكومة الوفاق تواصل إصلاحات اقتصادية، وتستفيد من زيادة إنتاج ليبيا من النفط (لتحقيق) تنمية وازدهار.

وأضاف أن الحكومة خلال الشهر الماضي ضخت مواردها في الدفاع عن المدنيين في طرابلس من رجل اتهمت المحكمة الجنائية الدولية قواته بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك التشويه والتعذيب. وقتل مئات المدنيين وتسبب بنزوح أكثر من أربعين ألف شخص من ديارهم وفرار مئات الآلاف إلى أوروبا.

ويشير السراج إلى أن ما يسمى الجيش الوطني الليبي (قوات حفتر) ليس جيشا وليس ليبيا، بل إن صفوفه تشمل تشاديين وسودانيين بالرغم من أن حفتر ينكر ذلك.

وأضاف أن حفتر أرهق الليبيين بمليارات الدولارات من الديون لتمويل هجماته، وأن ابنه سرق مئات الملايين من النقد والفضة من أحد فروع البنك المركزي في منطقة بنغازي المركزية عام 2017. ومع ذلك -يضيف السراج- لم يلق هذا السلوك أي إدانة علنية من والده.

ويرى السراج أن ليبيا تحت حكم حفتر ستكون بلا شك بعيدة عن الحرية، حيث إنه قال علنا إن ليبيا ليست "مستعدة" للديمقراطية، كما أن هجومه على طرابلس جاء لعرقلة المؤتمر الوطني الذي ترعاه الأمم المتحدة والذي كان من المقرر أن يكون تمهيدا لإجراء انتخابات وطنية.

وقال أيضا "إن العديد من حلفائنا في الأمم المتحدة طالبوا بوقف تصعيد النزاع ووقف فوري لإطلاق النار. ومع ذلك تستخدم بلدان أخرى ليبيا معركة بالوكالة للتأثير الجيوسياسي، مما يجعل حرب حفتر ممكنة من خلال تزويد قواته بالمال والتدريب والمعدات العسكرية".

وأضاف أن حملة حفتر لها عواقب كثيرة محتملة، وسيستغل تنظيم الدولة وغيره من الجماعات الإرهابية فوضى العنف في البلاد بعد أن كان هناك تعاون وثيق بين حكومة الوفاق الوطني والولايات المتحدة كاد أن يقضي على هذا التهديد في ليبيا.

لكن منذ أبريل/نيسان -يقول السراج- اضطرت الحكومة إلى تحويل القوات التي كانت تقاتل فلول التنظيم إلى محاربة حفتر، وهذ القتال يجعل من المستحيل قيام حياة مدنية طبيعية.

وعندما لا يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة ولا يستطيع الرجال العمل يزداد خطر التطرف، مضيفا أن حفتر لديه سلفيون متطرفون يعملون بين مقاتليه.

وأردف السراج بأنه لمنع حرب أهلية دامية لها تداعيات عالمية، تحتاج ليبيا إلى الولايات المتحدة للمساعدة في منع الدول الأخرى من التدخل في شؤون بلاده.

وقال إنه ما يزال يأمل أن ينجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث فشل الرؤساء السابقون، ويستخدم قوته لخلق السلام والاستقرار والأمن في ليبيا والمنطقة ككل.

وختم مقاله بأن العالم لطالما نظر إلى أميركا كمثال على ما يمكن أن تجلبه للديمقراطية، ألا وهو الحرية والسلام والرخاء، وقال إن ليبيا مستعدة للديمقراطية والليبيين لن يقبلوا ديكتاتورية عسكرية أخرى على غرار ديكتاتورية القذافي.

المصدر : وول ستريت جورنال