لا يكاد يمر يوم على المعتصمين في محيط قيادة الجيش السوداني إلا ويحظون بزيارة وفد دبلوماسي على مستوى رفيع لإحدى السفارات الأجنبية المعتمدة بالخرطوم، في بلد على قائمة الإرهاب.
في انتظار ذلك الوعد، يتشبث المعتصمون بمواقعهم على الإسفلت اللاهِب، في نهار رمضان الحار، لائذينَ بخيام ضخمة نُصبت بأجهزة التكييف، اتقاء لحرارة الشمس التي تقارب الخمسين درجة مئوية منتصف النهار.
تتوزع في المكان مواقع عديدة، يعكف الناشطون فيها على إعداد الطعام والمشروبات الرمضانية في موائد مبسوطة، على عادة السودانيين، لكن إفطار هذا العام أمام قيادة الجيش وبعيداً عن الأحياء السكنية يختلف كثيراً. فمن يقوم بتمويل اعتصام الثوار في هذا المكان الذي يكاد يخلو من البيوت؟
ويشدد عضو بنقابة الصحفيين، وهي أحد فروع تجمع المهنيين الذي أطلق الحراك، على أن الدعم الأجنبي للمعتصمين في الميدان فزّاعة يطلقها النظام السابق للتشكيك في الثورة. ويؤكد أنه يتلقى مساهمات من بعض الأصدقاء، ويشرف بنفسه على توصيلها للمعتصمين كالماء والطعام.
ويقول حذيفة جبريل عضو لجنة الخدمات بضاحية بُرِّي إن الإفطار الجماعي عادة أصيلة عند وإن الثورة جاءت لتؤكد على قيم التآزر والمشاركة المعروفة في المجتمع السوداني.
وقد جاد الخيرون بهذه الخدمات من صالات مكيفة الهواء ومياه وأطعمة وأدوية وغيرها، -كما يقول جبريل- وإنهم في لجنة الخدمات يتلقون دعماً سخياً من السودانيين في المهجر، ومن الشركات الوطنية والجمعيات الخيرية.
ويقضي المعتصمون نهار الصيام الحار جائلين بين الخيام والمتاريس ومنصات البث التي لا تتوقف عن تقديم المخاطبات وأناشيد الثورة. وقد عادت بعض المراكز والجمعيات التي حُظِر نشاطها خلال العهد السابق للعمل داخل الميدان.