أمير قطر يفتتح الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي

افتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مساء السبت أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة لها، التي تستمر في العاصمة القطرية الدوحة حتى العاشر من أبريل/نيسان الجاري.

وخلال كلمته أمام الحضور، وصف أمير قطر تعميم مصطلح الإرهاب على أتباع دين دون آخر بالعنصرية، ودعا إلى تعاون دولي لمكافحة التطرف بجميع أشكاله ومعالجة خلفياته.

كما عبّـر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن قلقه من تغليب القوة على القانون الدولي في العلاقات بين الدول. وقال إن ضم القدس والجولان إلى إسرائيل يُعد مثالا على الاحتكام لمنطق القوة، بعيدا عن القانون والشرعية الدولية.

وأشاد أمير دولة قطر بالحراك السلمي الذي يقوده الشباب في بعض البلدان العربية. وقال إن الشعوب عموما تفضل الإصلاح التدريجي على المجازفة بهزات ثورية كبرى.

تحديات
واتفقت رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي غابرييلا بارون مع كلمة أمير قطر بشأن التحديات الجمة التي تواجه العالم حاليا والتي لابد من التدخل الفوري من قبل الدبلوماسية البرلمانية لإيجاد الحلول الناجعة لها، مشددة على أن الدبلوماسية البرلمانية قادرة على تقديم الحلول المستديمة لكافة مشاكل الإنسانية.

وأضافت بارون أن المجتمع البرلماني العالمي يجتمع اليوم في الدوحة لوضع حد للعديد من المشاكل العالمية، لافتة إلى أنه رغم التقدم الذي يشهده العالم فإن التعليم ما زال يشكل تحديا كبيرا في العديد من الدول، ورغم المبادرات الدولية الناجعة، فإن الأمر ما زال في حاجة إلى المزيد من التدخل والخطط المحكمة.

وعددت رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي المشكلات التي يعاني منها المجتمع الدولي حاليا سواء في مجال التغير المناخي أو المساواة بين الجنسين أو الاهتمام بالشباب ووضعهم في المكانة اللائقة فضلا عن حرية التجارة ومكافحة الإرهاب، معتبرة أن الوصول إلى الهدف المرجو في هذه المجالات يحتاج إلى إرادة سياسية كبيرة تأمل أن تتوفر خلال اجتماعات الدوحة.

وأوضحت بارون أنه رغم التناقضات الكبيرة التي تعصف بالعالم حاليا، فإن هناك قدرات كافية لإحداث تغيير في العالم، مضيفة أن الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي تمثل مواطني العالم كافة، مما يتطلب التكاتف والحديث بلسان واحد لتحقيق أهداف الإنسانية لتغيير الكوكب خلال خطة التنمية المستدامة الشاملة 2030.

وأثنت رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي على المشاركة الكبيرة والنوعية وغير المسبوقة في اجتماعات الجمعية في الدوحة، مشيرة إلى مشاركة وفود من 162 دولة، تمثل النساء 30% من وفودها، و13% من الشباب.

وأكدت أن أمام الجمعية العامة للاتحاد فرصة كبيرة لتغيير العالم ليكون أقوى، معربة عن أملها في أن تفضي اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي بالدوحة إلى نتائج أساسية ملموسة يمكن أن تنعكس على حياة الناس.

وخلال الجلسة الافتتاحية عرضت كلمة مسجلة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يدعو فيها المجتمعين إلى بذل المزيد من الجهود من أجل إحداث التغيير المطلوب في العالم في الملفات المطروحة على اجتماعاتهم في الدوحة.

اتهامات دول الحصار
وقبيل الافتتاح الرسمي عقد رئيس مجلس الشورى القطري أحمد بن عبد الله آل محمود مؤتمرا صحفيا فنّد فيه الاتهامات التي ساقها بيان دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بشأن مقاطعة أعمال الجمعية العامة.

ولفت آل محمود إلى أن الدول الأربع لم تقدم خلال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي السابقة التي عقدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بجنيف أي بيان مشترك رسمي للأمانة العامة للاتحاد تعترض فيه على استضافة دولة قطر للاجتماعات.

وتفرض السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة لمصر، حصارا جويا وبريا وبحريا على قطر منذ الخامس من يونيو/حزيران 2017.

وأوضح آل محمود أن محاضر اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي متاحة على شبكة الإنترنت لمن يرغب في التأكد من عدم صدور أي بيان بهذا الخصوص، مشيرا إلى أن "ما ذكرته دول الحصار في بيانها تعد مزاعم مكررة واتهامات باطلة ظلت تطلقها منذ حصارها الجائر على دولة قطر، وأن الحضور الكثيف لبرلمانات دول العالم حاليا في قطر يعد دليلا على بطلان تلك الاتهامات".

وأضاف آل محمود أن "افتراءات دول الحصار تعتبر محاولة يائسة من قبلها لاستغلال منبر الاتحاد البرلماني الدولي لتمرير أجندتها السياسية ضد دولة قطر"، معتبرا أن الدول الأعضاء بالاتحاد تعي ذلك تماما.