المبعوث الأممي: انقسام دولي بشأن ليبيا وفرنسا تدعم مساعي وقف الحرب

أقر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بوجود انقسام دولي حاد حال دون التوصل إلى قرار بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في ليبيا، وقال إن وزير خارجية فرنسا جون إيف لودريان أكد له أن باريس تدعم مساعي وقف القتال.

وأشار المبعوث الأممي -في حوار مع إذاعة فرنسا الدولية- إلى أن الانقسام الكبير داخل مجلس الأمن حال دون إقرار مشروع قرار بريطاني لوقف إطلاق النار في طرابلس.

وكان المجلس أخفق -في اجتماعه المنعقد يوم 18 من الشهر الحالي- في التوصل إلى إستراتيجية واضحة لمطالبة المتحاربين في ليبيا بوقف سريع لإطلاق النار، إذ عارضت الولايات المتحدة وروسيا المشروع البريطاني الذي يدين حفتر.

ممارسات حفتر
وذكر سلامة في الحوار الإذاعي أن هناك مخاوف من ممارسات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لأنه يسير المناطق التي يسيطر عليها بقبضة من حديد، مضيفا أن الليبيين يرون في حفتر إعادة لإخراج شخص رأوه من قبل، مضيفا أن ليبيا تعيش صراعا حادا جدا على السلطة.

غير أن الموفد الدولي قال إن لدى اللواء المتقاعد "إيجابيات فهو يريد توحيد البلد، والبلد تعرض للانقسام منذ عام 2011، وهو يريد سلطة لا تكون في يد المجموعات المسلحة وهذا إيجابي، لكن كيف يمكنه فعل ذلك؟".

وقال مراسل الجزيرة بباريس نور الدين بوزيان إن الوزير الفرنسي أكد للمبعوث الأممي أمس عدم تغير موقف باريس تجاه ليبيا، وهو الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز للسراج بدليل تقديم السفيرة الفرنسية بطرابلس أوراق اعتمادها للسراج.

وينقل سلامة عن لودريان أن بلاده ساعدت حفتر في مجال القضاء على المجموعات المسلحة، ويضيف أن المشكلة تكمن في أن طموحات حفتر لا تقتصر على محاربة الجماعات المسلحة ولكن لديه طموحات أخرى، وهو ما يطرح مشكلة وأصبح حفتر يزعج بعض الحلفاء.

العملية السياسية
وقال سلامة إنه حاول إدماج حفتر في العملية السياسية للخروج الأزمة، ولكنه اختار عدم الاستمرار بالمسار السياسي، وأخذ السلطة بقوة السلاح.

وأشار مراسل الجزيرة إلى أن سلامة صرح بأن حفتر يواجه مأزقا عسكريا في معركة طرابلس التي يشن عليها هجوما منذ ثلاثة أسابيع.

وكانت حكومة الوفاق حملت البعثة الأممية ومجلس الأمن مسؤولية ما قالت إنه سكوت وتهاون تجاه ما يقوم به حفتر بالعاصمة واستعانته بالطيران الأجنبي لقصف طرابلس، وطالبت بكشف حقيقة الطائرات التي تدعم حفتر في هجوم طرابلس.

وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن المعارك الدائرة بالعاصمة خلفت مقتل 278 شخصا على الأقل وإصابة 1332 ونزوح 38 ألفا وتسعمئة آخرين.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الفرنسية