ساحات تحولت إلى رموز للحراك الاحتجاجي
تحولت بعض الساحات والميادين العامة والمنتزهات في العديد من الدول التي شهدت حركات احتجاجية وثورات ضد أنظمة الحكم إلى رموز للانتفاضات الشعبية في السنوات الأخيرة.
– الساحة أمام القيادة العامة (الخرطوم)
يعتصم السودانيون منذ السادس من أبريل/نيسان الجاري في الساحة الواقعة أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، وقد تحولت الساحة إلى مركز للحركة الاحتجاجية التي أدت إلى عزل الرئيس عمر البشير.
– ميدان التحرير (القاهرة)
شكل ميدان التحرير الواقع في قلب القاهرة مركزا للثورة ضد حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. واحتضن الميدان في مطلع عام 2011 مئات الآلاف من المتظاهرين قبل استقالة مبارك في 11 فبراير/شباط وبعدها. وأسفر تدخل السلطات الأمنية لقمع الانتفاضة عن مقتل 850 شخصا على الأقل.
وشهد الميدان الواقع على مقربة من نهر النيل احتفالات بعد رحيل مبارك الذي حكم البلاد على مدى نحو ثلاثين عاما. لكنه عاد وشهد بعد عامين حركة احتجاجية ضد خلفه الرئيس محمد مرسي الذي عزله الجيش بانقلاب في يوليو 2013.
تحولت ساحة الاستقلال الواقعة وسط العاصمة الأوكرانية كييف إلى رمز لمعارضة حكم الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش. وقد اعتصم فيها معارضو الرئيس من نوفمبر/تشرين الثاني 2013 وحتى فبراير/شباط 2014، في حركة احتجاجية حاولت قوات الأمن قمعها في 18 فبراير/شباط، ما أدى إلى مقتل أكثر من مئة شخص خلال ثلاثة أيام.
وتحولت الساحة التي اشتهرت باسم "ميدان" إلى مخيم للمعارضة تحيطه العوائق، وضم عشرات الخيام وسط أجواء احتفالية. وبعد أن غيّرت المواجهات معالمها أصبحت ساحة "ميدان" اليوم أشبه بضريح مليء بالأزهار، وبصور الضحايا وبالشموع.
– تقسيم (إسطنبول)
شهدت ساحة تقسيم الواقعة وسط مدينة إسطنبول في 31 مايو/أيار 2013 قيام أول حركة احتجاجية كبرى ضد الحكومة التركية منذ وصول رجب طيب أردوغان إلى السلطة في عام 2002.
وتقع ساحة تقسيم التي تعود تسميتها إلى العهد العثماني حين كانت مركزا لتوزيع وتقسيم إمدادات المياه، بمحاذاة حديقة غيزي التي كان الحزب الحاكم يعتزم إزالتها.
وقد طردت الشرطة مئات المعارضين منها في 31 مايو/أيار 2013، ما أدى إلى تدففق آلاف النشطاء إلى الحديقة ووقوع صدامات مع قوات الأمن، وأدت المواجهات إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح أكثر من ثمانية آلاف شخص.
تحول دوار اللؤلؤة في العاصمة البحرينية المنامة إلى مركز للحركة الاحتجاجية التي شهدتها البلاد في عام 2011 ضد العائلة المالكة. وكان يتوسط الدوار نصب يتألف من ستة أضلع تمثل دول مجلس التعاون الخليجي يعلوها مجسم لؤلؤة تمثل البحرين.
ففي 14 فبراير/شباط 2011 تجمع متظاهرون في الدوار للمطالبة بإصلاحات سياسية، غير أن السلطات طردت في 16 مارس/آذار المتظاهرين من الدوار وأزالته.
– تيان آن مين (بكين)
ترمز ساحة تيان آن مين (وتعني باب السلام السماوي وهو أحد مداخل "المدينة المحرمة" التي تضم قصور أسر حكمت الصين) للحكم الشيوعي، وقد جسدت منذ 1989 قمع السلطات لما يسمى "ربيع بكين".
و"ربيع بكين" حركة ولدت في 15 أبريل/نيسان 1989 بعد وفاة هو ياوبانغ الأمين العام السابق للحزب الشيوعي الذي أقيل قبلها بعامين على خلفية تأييد مطالب شبابية بإصلاحات ديمقراطية. وقد تجمع طلاب ومثقفون وعمال في الساحة احتجاجا على الفساد ومطالبين بالإصلاح، وبلغ عدد المتظاهرين نحو المليون.
وفي ليل الثالث وصباح الرابع من يونيو/حزيران 1989، دفعت الحكومة بالدبابات والجنود لإخلاء ميدان تيان آن مين، ما أدى إلى مقتل نحو 300 شخص حسب الأرقام الرسمية، لكن منظمة العفو الدولية تقدر عدد القتلى بـ 1300 على الأقل.
– حديقة زوكوتي (نيويورك)
تحولت حديقة زوكوتي في حي منهاتن والقريبة من بورصة وول ستريت في نيويورك إلى رمز لحركة احتجاجية نددت بانحرافات الرأسمالية وممارسات البنوك الكبرى وأغنياء البلاد، إذ اعتصم في الحديقة المئات من نشطاء حركة "أوكيوباي وول ستريت" (احتلوا وول ستريت).
واستمر احتجاج الحركة الاجتماعية الشعبية على مدى شهرين في خريف لعام 2011 رفضا للأوضاع المالية التي تمخضت عن الأزمة المالية العالمية التي انطلقت من أميركا، والتي كانت شرارتها الأولى هي أزمة الرهون العقارية في البلاد.
وبعد ستين يوما من إصرار المحتجين على احتلال أرض، في قلب عاصمة العالم الماليّة، قامت السلطات بقمعهم.
– ساحة الجمهورية (باريس)
احتضنت ساحة الجمهورية في العاصمة الفرنسية في كل مساء من أيام ربيع عام 2016 المشاركين في حركة "الليل وقوفا" الرافضة للتعديلات التي اقترحت حكومة الرئيس السابق فرانسو هولاند لتعديل قانون العمل.
وقد انطلقت الحركة الاحتجاجية في 31 مارس/آذار 2016، وهي حركة وصفها العديدون بأنها النسخة الفرنسية لحركة "احتلوا وول ستريت"، وسميت بحركة "الليل وقوفا"، لأن المعتصمين في ساحة الجمهورية كانوا يعقدون اجتماعات ليلية فيها، وقد انتشر هذه الحركة الاحتجاجية في العشرات من المدن والبلدات الفرنسية.