تحفل الدعاية الانتخابية للانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها يوم الأحد المقبل بشعارات تبناها مجموعة من القياديين الشبان تعد الناخبين برخاء قريب وتحول وشيك.
يعلم هذا الحزب -الليبرالي المؤيد للوحدة مع إسبانيا- أن حظوظه الانتخابية تكاد تكون منعدمة، فالمنطقة تعتبر معقلا للقوميين الكاتالونيين، لكن حضور إينيس أريماداس (زعيمة هذا الحزب) إلى توريّا لم يكن بهدف إقناع سكانه ببرنامجها الانتخابي، وإنما لإظهار تشددها مع من تسميهم "الانفصاليين وعرّابي الانقلاب على الشرعية" في إسبانيا.
"إنه عمل شنيع ومقزز" هكذا رد رئيس الحكومة الكتالونية كيم تورا الذي قال إنه سيرفع دعوى قضائية ضد منظمي هذه "الاحتفالات العنصرية" مطالبا في الوقت نفسه رئيس الحكومة وزعماء باقي الأحزاب الإسبانية بشجب هذه التصرفات، لكن هذا الطلب لم يلقَ صدىً لدى رئيس الحكومة الإسبانية الذي يسعى إلى طمأنة الناخبين الإسبان عبر ترديد لازمة "لا.. تعني لا" في إشارة إلى عدم رضوخه لمطلب القوميين الأبرز وهو إجراء استفتاء لتقرير المصير.
موقفٌ يكاد يتلاشى لدى شريكه المحتمل في حال فوز اليسار، إذ يؤكد بابلو إغلسياس زعيم حزب "بوديموس" اليساري أن احتواء الأزمة الكتالونية يمر عبر الاعتراف بالطابع متعدد القوميات للدولة الإسبانية. ليونة قد تكون ضرورية لتشكيل الحكومة المقبلة، فاستطلاعات الرأي ترى أن اليساريين قد يحتاجون إلى أصوات القوميين للحصول على أغلبية تمهد لتشكيل الإدارة المقبلة.
ينتمي هذا القيادي الشاب إلى حزب اليسار الجمهوري الذي كان من أكبر المدافعين عن انفصال كتالونيا، أما وقد سُجِن أبرز رفاقه وفرّ بعضهم إلى دول أوروبية، فقد طرأت تحولات على مشروعه السياسي، فبدل الرهان على الحل الأحادي الجانب للأزمة، يرى تورينت أنه لا سبيل سوى التفاوض، وإن كان استفتاء تقرير المصير هدفه النهائي.
ويقول "نحن مقتنعون بأنه إذا كان حكم الدولة الإسبانية يعتمد على حزب اليسار الجمهوري الكتالوني، فإن استفتاء تقرير المصير الذي يبدو اليوم مستحيلا سيكون لا مفر منه، لأنه لا توجد وسيلة ديمقراطية وسلمية أخرى غيره لحل النزاع الكتالوني".